عودة الكهرباء لثلاث محافظات سورية بعد انقطاعها في جميع أنحاء البلاد    2 أبريل 2025.. أسعار الخضروات والفاكهة بسوق العبور للجملة اليوم    رئيس مياه القناة: انتظام عمل المحطات والشبكات طوال أيام عيد الفطر بالسويس والإسماعيلية وبورسعيد    وزير المالية: نمد يد الثقة والشراكة والمساندة للمجتمع الضريبي لصالح بلدنا    تصعيد خطير.. إسرائيل توسع عمليتها العسكرية في غزة وتعلن عن "مناطق أمنية" جديدة    حطم الرقم القياسي لأطول خطاب.. سيناتور ديمقراطي يلقي خطابا ضد ترامب لأكثر من 24 ساعة    الحوثيون يهاجمون سفينة حربية أمريكية ردًا على ضربات واشنطن    زيلينسكي: الهجوم الروسي ألحق أضرارا بمنشآت الطاقة في منطقتين    اليوم.. الزمالك يواجه ستيلينبوش في أولى خطواته للكونفدرالية    الجيش الملكي يشكو بيراميدز بسبب أزمة تذاكر ذهاب ربع نهائي دوري الأبطال    الشيبي: علينا الحذر من الجيش الملكي في إياب ربع النهائي    زيادة إقبال أهالي كفر الشيخ خلال ثالث أيام عيد الفطر على الحدائق ومصيف بلطيم    بعد تحسن الأحوال الجوية.. عودة حركة الصيد لمراكب اليوم الواحد في البحيرة    صندوق مكافحة الإدمان ينظم أنشطة داخل مناطق بديلة العشوائيات لرفع الوعي بخطورة التعاطي    وائل عوني: تقديم عمل للأطفال حلم تحقق بمملكة الحواديت    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاربعاء2-4-2025 في محافظة قنا    الشرطة الأسترالية تعتقل إرهاببا حاول إحراق كنيسة الأنبا أنطونيوس    السكة الحديد: تعديل مواعيد القطارات على خط القنطرة شرق / بئر العبد والعكس    غلق ميناء الغردقة البحري بسبب سوء الأحوال الجوية    وزير الري يتابع الموقف المائي خلال فترة إجازة عيد الفطر المبارك    أولها «شم النسيم».. الإجازات الرسمية المتبقية وموعدها بعد عيد الفطر    «طوارئ الصحة»: تسجيل 216 بلاغًا لتوفير خدمات طبية متنوعة خلال ثاني أيام العيد    فوائد الرنجة، تقلل من أمراض القلب والدماغ    ارتفاع عدد ضحايا غارات الاحتلال على قطاع غزة منذ فجر اليوم إلى 41 شهيدا    الاحتلال الإسرائيلى يواصل عدوانه على طولكرم ومخيميها لليوم ال66    حكم نهائى.. السجن 3 سنوات للفنان شادى خلف فى اتهامه بالتعدى على 7 فتيات    فان دايك يوجه رسالة إلى جماهير ليفربول قبل مباريات حسم الدوري    ثالث أيام عيد الفطر.. مواقيت الصلاة في القاهرة والمحافظات اليوم الأربعاء 2 أبريل 2025    هجوم نمر على أحد العاملين وأنوسة كوتة تعلق.. ماذا حدث في سيرك طنطا؟ (القصة الكاملة)    وفاة فال كيلمر بطل أفلام توب جان إثر مضاعفات التهاب رئوي    مرموش بديل هالاند.. تشكيل مانشستر سيتي المتوقع لمباراة ليستر    انتشال جثمان أحد ضحايا حادث تصادم معدية ولنش بمياه النيل في بني سويف    تعرف على حالة الطقس اليوم في قرى ومراكز محافظة الشرقية    أورلاندو يعاقب مولودية الجزائر ويقترب من نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا    وكيل صحة سوهاج يقرر علاج طفلة بالمجان بمستشفى الحميات    وزارة الصحة تعلن مؤشرات مشروع الرعايات والحضانات خلال أول يومين من العيد    برشلونة يواجه أتلتيكو مدريد في نصف نهائي كأس ملك إسبانيا    طريقة عمل الآيس كوفي، في البيت وبأقل التكاليف    فرصة جديدة للأطباء.. جامعة طنطا تعلن عن وظائف أطباء أسنان بالإعارة    «رقم 1 ده مش أنت».. شقيق ياسمين عبدالعزيز يدعمها في صراع المشاهدات برسالة نارية (فيديو)    بعد تصريحات الوزير.. الموعد الرسمي لزيادة الحد الأدنى للأجور 2025 وقيمة الزيادة    موسكو: سنطور الحوار مع دول "بريكس" ومنظمات أخرى لبناء الأمن فى أوراسيا    موعد تطبيق التوقيت الصيفي 2025 في مصر    رسميًا.. موعد عودة البنوك للعمل بعد إجازة عيد الفطر 2025 (قرار البنك المركزي)    رئيس مركز ديرمواس يتابع حملات التصدي لمخالفات البناء خلال إجازة عيد الفطر.. صور    جهود مكثفة بالطوارئ الجامعي بطنطا لمنع بتر ذراع مساعد مدرب الأسود    إنقاذ شاب عالق أعلى منطقة جبلية بسوهاج.. مباشر    محمد ثروت يرزق بمولودة جديدة    دعاء الفجر.. اللهم اهدنى لأحسن الأعمال وأحسن الأخلاق    الصين ترفض تقرير قانون سياسة "هونج كونج" الأمريكي    مطران طنطا يفتتح معرض ملابس عيد القيامة المجيد ويتسلم مهام باخوميوس    ياسر جلال: كنت سأقدم مسلسل جودر عام 2006.. وهنادي مهنا صورت مشهد البحيرة في درجة حرارة 4 مئوية    دار الكتب والوثائق القومية تنفي وقوع أي حريق بأحد مبانيها بالعمرانية    البنتاجون: الولايات المتحدة ترسل حاملة طائرات ثانية إلى الشرق الأوسط    رغم الهدف السعودي.. باريس يتفادى مفاجأة دانكيرك ويتأهل لنهائي كأس فرنسا    سُمّي ب«نظير» بدلا من «محمد» وضحّى برغبته لتنفيذ وصية أبيه.. 32 معلومة عن مفتي الجمهورية    أجر مضاعف.. تعرف على فضل صيام «الستة البيض»    صيام الست من شوال 2025.. فضلها وأحكامها وموعد بدايتها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



منمنمات ثقافية
التحليل اللغوى والتغيير الاجتماعى (2)
نشر في الأهرام اليومي يوم 03 - 11 - 2015

فى المنمنمة السابقة عرضنا إلى أطروحة مفادها استخدام التحليل اللغوى باعتباره منهجا لدراسة التغيير الاجتماعى من خلال مدخل الباحث «نورمان فيركليف» الذى قدمه تفصيليا فى كتابه «الخطاب والتغيير الاجتماعى»، حيث أشار إلى أن هدفه الوصول إلى مدخل يجمع بين الكفاءة النظرية وإمكانية تطبيقه عمليا للتحليل اللغوي، ويستفيد من مناهج التحليل اللغوى التى وضعت فى إطار علم اللغة ودراساته وبين الفكر الاجتماعى والسياسى المرتبط ببناء نظرية اجتماعية للغة. فى هذا السياق قدم الباحث قراءة نقدية لأشهر وأهم الأطروحات التى تصدت للمشكلة، موضحا سلبيات وايجابيات كل منها، مشيرا إلى أن عزلة الدراسات اللغوية عن العلوم الاجتماعية وهيمنة النماذج الشكلية على علم اللغة وعدم اهتمام العلوم الاجتماعية باللغة حال دون الوصول للمنهج المناسب فى هذه الدراسات. وفيما يضع الباحث أسس مدخله يشير إلى أنه يرتكز إضافة لنتائج الدراسات السابقة على مفهوم الخطاب وتحليل الخطاب نفسه. فيبدأ بالإشارة لحقيقة تعدد وتضارب تعريفات الخطاب ويضرب أمثلة من قبيل استخدام مصطلح الخطاب للإشارة إلى عينات من الحوار المنطوق، وهو ما يختلف عن النصوص المكتوبة موضحا أن تحليل النصوص وتحليل الخطاب بهذا المعنى يركز على الخصائص التنظيمية للحوار مثل بناء أنواع افتتاح المحادثة واختتامها أوعلى النصوص المكتوبة بما يقصر التحليل اللغوى على الجمل والوحدات النحوية.
ثم يوضح الباحث أن الخطاب يستخدم للإشارة إلى شتى الأنماط اللغوية المستخدمة فى مختلف المواقف الاجتماعية-مثل الخطاب الصحفى و الخطاب الإعلانى وخطاب قاعة الدرس وخطاب الاستشارات الطبية وأن عمليات إنتاج وتفسير الكلام والكتابة تتم فى سياق الحال الخاص باستعمال اللغة بهدف تحقيق التفاعل بين المتكلم والمستمع وبين الكاتب و القارئ.
ويشير إلى أن مصطلح الخطاب يستخدم فى التحليل الاجتماعى كما هو الحال مثلا فى أطروحة «ميشيل فوكوه» للإشارة إلى طرق بناء مجالات العلاقة والممارسة الاجتماعية. ثم يفسر الباحث المرتكزات التى يتبناها موضحا أنه يعتمد على الجمع بين المعنى الاجتماعى النظرى للخطاب وبين معنى النص والتفاعل فى تحليل الخطاب ذى التوجه اللغوي،وان هذا التوجه له ثلاثة أبعاد فأى حالة من حالات الخطاب ينظر لها باعتبارها قطعة نصية وحالة ممارسة خطابية وحالة ممارسة اجتماعية.
أما البعد النصى فيتبدى فى التحليل اللغوى للنص، وأما بعد الممارسة الخطابية فمثله التفاعل فى صورة الخطاب باعتباره نصا وتفاعلا، وهو يحدد طبيعة عملية إنتاج النص وتفسيره من خلال تحديد أنواع الخطاب التى يستمد منها وكيف تجتمع فيه. أما بعد الممارسة الاجتماعية فيعالج القضايا المهمة فى التحليل الاجتماعى مثل الظروف المؤسسية التنظيمية للحادثة الخطابية، وكيف يشكل ذلك طبيعة الممارسة الخطابية والآثار البنائية للخطاب المشار إليه.
ويُلاحظ أن الكاتب يستخدم مصطلح النص إشارة إلى أى منتج مكتوب او منطوق بحيث تطلق صفة النص على تسجيل مقابلة شخصية أو محادثة مع التأكيد على أن اهتمامه منصب على اللغة وعلى النصوص اللغوية والأشكال الرمزية مثل الصور البصرية والنصوص كما هو الحال فى الإعلانات. ويقترح الباحث إدراج منهج الوعى النقدى باللغة فى تعليم اللغات لجميع التلاميذ لمنحهم المعرفة اللازمة لإحداث التغيير بداية من ممارساتهم الخطابية أكاديميا وفى مجتمعاتهم المحلية باعتبارهم منتجين للنصوص ومستهلكين لها،ولاستعادة الوعى بالقوى والمصالح الاجتماعية التى تشكل هذه النصوص وبعلاقات السلطة والأيديولوجيات التى تصطبغ بها وبآثارها فى الهويات الاجتماعية والعلاقات الاجتماعية والمعارف والمعتقدات وبالدور الذى ينهض به الخطاب فى عمليات التغيير الثقافى والاجتماعي.
والحقيقة أن فكرة إدراج الوعى النقدى باللغة تستدعى للذاكرة دعوة منظمة اليونسكو بإدخال منهج للتربية الإعلامية لشحذ ملكة نقد وتحليل الرسائل الإعلامية لتفادى إشكالية تحول الجمهور لمجرد «ماصة» للدعايات المغرضة والرسائل الإعلانية التى تبثها وسائل الإعلام التقليدي،منها أو المستحدث،إضافة لنتائج دراسة «ثقافة الشباب العربى» التى خلص فيها د. على صلاح محمود إلى أن طبيعة الإنترنت كوسيلة اتصال سريعة واكبها ظهور مفردات سريعة ومختصرة للتعامل بين الشباب، ودراسة المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية بالقاهرة التى حذرت من «لغة موازية» يستخدمها الشباب ولا يستطيع غيرهم فك رموزها، تلقى بظلال سلبية على ثقافتهم وسلوكياتهم، بما يُعتبر تمردا على النظام الاجتماعي، الأمر الذى يضفى مزيدا من الأهمية على أطروحة الباحث نورمان فيركليف..
وللحديث بقية.
http://[email protected]

لمزيد من مقالات سناء صليحة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.