حذر آندرو باركر رئيس جهاز المخابرات الداخلية البريطانى «إم آى 5» من أن تنظيم داعش يعتزم شن هجمات على نطاق واسع فى بريطانيا تسفر عن عدد كبير من الضحايا وأن التهديد الإرهابى الذى تواجهه المملكة المتحدة هو الأعلى على مدار مسيرته المهنية التى امتدت ل 32 عاما. وفى خطاب له أمام الاجتماع السنوى لشئون الأمن والدفاع فى مدينة لندن، كشف باركر عن أن التهديدات التى يشكلها المتطرفون البريطانيون لا تشهد أى تراجع، وأن هذه التهديدات تضاعفت ثلاث مرات داخل البلاد وفى الخارج وعبر شبكة الإنترنت. واعترف كذلك ولأول مرة أن المخابرات اضطرت للقيام بعمليات قرصنة للكشف عن العناصرالإرهابية وقطع اتصالاتهم. وأوضح أن أربعة أخماس من أفضل 4 آلاف مصدر مخابراتى لديهم تم توجيهم لوقف الهجمات الإرهابية. وقال إنه بالرغم من أنه تم إحباط ست هجمات إرهابية العام الماضى ، "لا يمكننا أنا نكون متأكدين بأننا سنوقف كل شيء". وأضاف "اليوم محادثات أعدائنا تحدث عبر مجموعة مذهلة من الأجهزة والبرامج الرقمية ، التى تقدمها عادة شركات توجد مقرها فى الخارج" ، وقال "المعلومات التى تم جمعها من التكنولوجيا التى يستخدمها الإرهابيون ، قد تكون فى بعض الأحيان السبيل الوحيد لإيقافهم". وأضاف" لذا فإننا بحاجة إلى أدوات للوصول إلى اتصالات الإرهابيين على الإنترنت بقدر ما اعترضنا الرسائل المكتوبة والمكالمات الهاتفية فى السنوات الماضية". وقال باركر إن على الشركات التزام ومسئولية أخلاقية للعمل مع سلطات إنفاذ القانون وغيرها من الوكالات "لمنع استخدام خدماتهم لأغراض الجرائم الخطيرة والإرهاب". وأضاف أن "القدرة على الوصول إلى البيانات وتحليلها أكثر أهمية من أى وقت مضى". وأكد أن أجهزته "تستخدم هذه الأدوات فى إطار ضمانات ورقابة صارمة ، ولكن بدونها لن نكون قادرين على الحفاظ على أمن البلاد". وذكر أن المؤامرات التى يتم تدبيرها من قبل الإرهابيين فى سوريا ضد بريطانيا، تنظمها داعش عبر استغلال الوسائل التكنولوجية حيث يعملون على اجتذاب البريطانيين من خلالها وتشجيعهم على تنفيذ الهجمات. وكشف عن أنه رغم كون داعش تتصدر الاهتمام خلال ال12 شهرا الماضية لكن تنظيم القاعدة مازال يشكل تهديدا يستهدف شن هجمات واسعة النطاق فى البلاد. وتأتى تصريحات باركر قبل أيام من نشر الحكومة لمسودة تشريع يغطى أنشطة الجواسيس على شبكة الإنترنت. فى الوقت نفسه، كشفت صحيفة الإندبندنت البريطانية أن الشرطة البريطانية استغلت قوانين مكافحة الإرهاب الأخيرة لمصادرة جهاز الكمبيوتر الخاص "لاب توب" بصحفى بهيئة الإذاعة البريطانية “بى بى سي” يدعى سيكوندر كرمانى بعد أن أعد سلسلة من التحقيقات عن المتطرفين المولودين فى بريطانيا، وكان عليه ما يفيد بوجود اتصال بينه وبين شخص عرف نفسه على أنه من تنظيم داعش فى سوريا.