كل شئ فى بلادنا يحدث فجأة ودون سابق إنذار، فلا يكون من المنطقى أن نلوم حكومة أو نقيل محافظ أو نحاسب وزير، عندما تهطل بغزارة الأمطار، فيموت الناس غرقا أو خنقا أو صعقا بالكهرباء، فبالله عليكم ماذنب المسئول إذا تجمع السحاب فى السماء، وما ذنبه فى قدوم الشتاء، وما ذنبه إذا عجزت الأرض عن إبتلاع الماء!! فكلها كما قلت أشياء نفاجئ بحدوثها تماما مثلما نفاجئ بموت الناس من شدة الزحام بطوابير أنابيب البوتجاز فى الشتاء، ومثلما نفاجئ باختناق الطرق مع بدء الدراسة والجامعات، ومثلما نفاجئ بأن بيوت الغلابة بالصعيد مبنية فى مخرات السيول،وأن الفلاحين يحرقون قش الأرز كل عام، وأن سحابة سوداء تخنق صدورنا كل خريف، وأن سوقا سوداء للسلع واللحوم ووسائل المواصلات تنتظر المواطنين مع قدوم الأعياد وشهر رمضان !! حياتنا كلها مفاجآت وهذا طبيعى جدا فى دولة لا تعرف معنى التخطيط، وليس لديها جهاز حقيقى لإدارة الأزمات، يكون من مهامه التنبؤ بالمواسم والفصول والأوقات التى تشهد إقبالا أو إدبارا أو زيادة فى الإستهلاك، ووضع خريطة للتعامل ببساطة مع المتوقع وأيضا المستجد من الكوارث والأزمات، لا أدرى متى سيحدث هذا ومتى سأراه واقعا فى مصر؟ الوزير يتغير تلو الوزير والمحافظ تلو المحافظ، ولا أمل أبدا فى حدوث تغيير فى طريقة التفكير، وعندما تشاهد فيديوهات وصور وحكايات ما بعد أمطار الأسكندرية التى أغرقت الأرض وملأت الأنفاق، فترى صورة الشاب الذى يعرض خدماته على المواطنين الواقفين حائرين أمام بركة عميقة صنعتها مياه الأمطار، وذلك بأن يحملهم على كتفه كما تحمل الأم طفلها الرضيع، ليعبر بهم الجانب الآخر من الطريق، مقابل جنيه أو أكثر حسب الوزن تقريبا أو الأحمال، عندما رأيت هذا المشهد، وقرأت عن القبطان الذى مات فى سيارته بعد أن غطتها تماما الأمطار، تأكدت أن العجز أصابنا ليس فقط فى التعامل المسبق مع الأزمات وإنما أيضا فى التصرف اللاحق لوقوعها للتخفيف من الأضرار والسلبيات، متى نتعلم ومتى نتغير ومتى تصبح حكومتنا مثل باقى الحكومات !!! لمزيد من مقالات علا مصطفى عامر