فى ثالث وأكبر قمة من نوعها، انطلقت أمس أعمال المنتدى الثالث للقمة الهندية - الافريقية فى نيودلهي، بمشاركة 54 دولة، بينها مصر، بهدف تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية. وقبل الاجتماع، أعلن ناريندرا مودى رئيس الوزراء الهندى أن القمة تمثل بداية عهد جديد من المشاركة المشتركة. وأشار، فى تصريحات للصحفيين الأفارقة، إلى أن افريقيا تمر بفترة نمو اقتصادى سريع حالى. ومن جانبه، قال نيرمالا سيثارامان وزير التجارة الهندى إن وزراء التجارة من الهند وإفريقيا يركزون على التعاون من أجل الاجتماع الوزارى لمنظمة التجارة العالمية فى نيروبى الشهر المقبل. وأضاف سيثارامان أن الهند وافريقيا تقفان معا فى مواجهة الضغوط نفسها، فى إشارة إلى الضغوط التى تفرضها المنظمة العالمية ضد الدول النامية، بينما أشار فيكاس سواراب المتحدث باسم وزارة الشئون الخارجية الهندية إلى أن »شراكتنا لا تركز على الاستغلال ولا الانتزاع، بل تركز على احتياجات الأفارقة وقوة الهنود«. وتصدرت قضية توسيع العلاقات التجارية خصوصا فى قطاع الطاقة، جدول أعمال المباحثات التى يشارك فيها أكثر من 40 رئيس دولة إفريقية، حيث تستورد الهند 70% من بترولها، معظمه من منطقة الشرق الأوسط، وهى تسعى حاليا لتنويع مصادر طاقتها. وقال مسئولون إن حجم التجارة الثنائية بين الهند وإفريقيا يبلغ 72 مليار دولار سنويا. ومن المرجح أن تشهد القمة الإعلان عن أهداف لتوسيع التبادل التجارى وتعزيز العلاقات الاقتصادية. وتعد قمة 2015 أكبر من القمتين اللتين عقدتا عامى 2008 و2011، وشهدتا حضور 15 دولة افريقية فقط. ويعتزم وزراء خارجية هذه الدول الاجتماع اليوم الثلاثاء، على أن يعقب ذلك القمة الرئيسية بين الرؤساء بعد غد الخميس. وفى غضون ذلك، شهدت العاصمة الهندية نيودلهى إجراءات أمنية مشددة شملت استاد أنديرا غاندي، الذى تم تحويله لمركز مؤتمرات مؤقت من أجل القمة. وفى إطار متصل، ذكرت وكالة «رويترز» فى تحليل لها أن رئيس الوزراء الهندى يحاول مواجهة الهيمنة الصينية على القارة السمراء التى تحتوى على موارد طبيعية هائلة إلى جانب مواردها البشرية. وأشارت إلى أن نيودلهى تريد تجريب قوتها الناعمة وعلاقتها التاريخية مع افريقيا، وهو ما يناقض الاتجاه الصينى الذى يركز على الاستثمارات المالية واستيراد الموارد الطبيعية، وهو ما تسبب فى حالة من الغضب فى بعض الدول الافريقية ضد التمدد الصيني. وأضافت أن العلاقات التجارية الهندية مع إفريقيا تعود إلى العصور القديمة، وأن كلا منهما كان يمتلك سببا فى مكافحة الاستعمار. وتابعت أن مودى يروج الآن لشعار »صنع فى الهند«، وأنه يريد الاعتماد على التباطؤ الاقتصادى فى الصين لتسليط الضوء على الهند كشريك اقتصادى. وذكرت «رويترز» أن شركة «أو إن جى سى» الحكومية للطاقة، والتى تملك حقولا فى السودان وجنوب السودان، تبحث شراء أصول تقدر بحوالى 12 مليار دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة، وأنها أعلنت أفريقيا كهدف استثماري. كما تجرى نيودلهى محادثات مع جنوب افريقيا من أجل شراء مناجم فحم تنتج أكثر من 90 مليون طن من فحم الكوك سنويا، وذلك لإمداد صناعة الصلب. وفى هذه الأثناء، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن نافتج سينج سارنا الخبير فى شئون أفريقيا فى وزارة الخارجية الهندية إلى أنه «أثناء النضال من اجل استقلال افريقيا فى وجه الاستعمار الجديد، بدءا بالفصل العنصرى وصولا إلى التمييز، كنا إخوة سلاح». من جهة أخري، افتتحت سوشما سواراج وزيرة الشئون الخارجية الهندية منتدى كبار المحررين الهندى الإفريقى الثالث، على هامش القمة. وأكدت الوزيرة الهندية فى كلمة ألقتها خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى أهمية الإعلام ودوره المؤثر فى المجتمع المحلى والإقليمى والعالمي، مشيرة إلى أهمية عمليات التدريب والتواصل بين وسائل الإعلام فى كل من الهند وإفريقيا والقائمين عليها. وأعربت عن الفخر لاعتراف بلادها ب22 لغة رسمية فى دستورها، وهناك لهجات محلية لاحصر لها، وهو ما يلقى الضوء على التحديات الكبرى التى يواجهها الإعلام دائما فى إيجاد التقارب أكثر فأكثر، والبعد عن كل ما يفرق بين المجتمع الواحد. وشددت على أن الإعلام له قوة كبيرة فى التأثير على الرأى العام، وهو سلاح ذو حدين، فمثلما يخدم المجتمع أيضا قد يلعب دورا سلبيا خاصة إذا كان الإعلام موجها من الخارج، وهو ما يحتم مسئولية الحفاظ على حرية الإعلام الواعى للحفاظ على النسيج الاجتماعى والإنسانى وأن تنبع الرقابة من الداخل.