أعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس إن وزيرى الخارجية الروسى سيرجى لافروف والمصرى سامح شكرى اتفقا على مواصلة التعاون من أجل إيجاد تسوية سياسية فى سوريا فى الوقت الذى جددت فيه روسيا مطالبتها بضم مصر وإيران للمحادثات الرباعية فى فيينا. وأضافت الوزارة أن لافروف وشكرى اتفقا أيضا خلال اتصال هاتفى على الاستمرار فى التعاون بهدف التصدى للإرهاب فى الشرق الأوسط. وقال وزير الخارجية الروسى إن منظمات دولية ودول المنطقة يجب أن تشارك فى المحادثات للتوصل لحل دبلوماسى فى سوريا، وعلى رأسها مصر وإيران. وأضاف أنه لهذا السبب فإن روسيا طالبت بعقد محادثاتها المقبلة بتمثيل أكبر يضم مجموعة من القوى الإقليمية. وقال» إن روسيا تؤكد بشكل خاص أن المحادثات يجب أن تضم إيران ومصر». وأوضح أن المحادثات الخاصة بسوريا يجب ألا تمتد بلا نهاية على الرغم من أنها يجب أن تضم عشرات الدول والمنظمات»بشكل معقول» ، على حدتعبيره، بما فى ذلك الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي. وأكد الوزير الروسى أيضا أن الأزمة المتواصلة فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لا تخص الدول العربية فقط وتركيا وإيران بل كل العالم الإسلامي، مشيرا إلى أن موسكو مستعدة لتنسيق وثيق مع أمريكا فى مجال مكافحة الإرهاب فى سوريا. وكشف أنه خلال اجتماعات فيينا طالب الولاياتالمتحدة والسعودية وتركيا بالانضمام للاتفاق على التنسيق العسكرى مع الأردن بهدف تنسيق العمليات الجوية فى سوريا. وأضاف أن الدول الأربع يمكنهم أيضا الانضمام إلى مبادرة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين للتنسيق المتبادل للأهداف إضافة إلى قوائم الجماعات الإرهابية. ونقلت وكالة «نوفوستي» للأنباء عن لافروف قوله أمس إن بلاده مستعدة لدعم الجيش السورى الحر بضربات جوية وللتعاون مع الولاياتالمتحدة عن كثب فى قتال الجماعات الإرهابية فى سوريا. وأضاف أن الأمر يتطلب إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية فى سوريا فى إطار أى تسوية سياسية للأزمة وأنه يرى إمكانية حدوث تقدم فى مساعى التوصل لاتفاق فى المستقبل المنظور. وفى إطار متصل، رددت فيديريكا موجيرينى مفوضة الشئون الخارجية بالاتحاد الأوروبى تصريحات مشابهة قالت فيها إن المنظمة الدولية ترى أن كل الأطراف المعنية الإقليمية والدولية يجب أن تشارك بالمحادثات مدافعة عن فكرة لافروف لدعوة إيران. فى الوقت نفسه، شدد الائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة السورية، أمس الأول ، على أن أى حل سياسى فى سوريا يجب أن يلتزم بما ورد فى بيان جنيف، وقرارات مجلس الأمن، مؤكدين على عدم قبول أى وجود للرئيس السورى فى أى مرحلة. وفى سياق متصل، حذر الأمين العام المساعد لمجلس التعاون الخليجى عبد العزيز أبو حمد العويشق مما قد ينطوى عليه الانخراط العسكرى الروسى فى سوريا من خطر التصعيد بين روسياوالولاياتالمتحدة. وفى مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سي» بالعاصمة السعودية الرياض، شدد العويشق على أنه لا مكان للأسد، الذى قام بزيارة نادرة إلى موسكو مؤخرا، فى سوريا مستقبلا. ويتزامن هذا مع وصول وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى إلى الرياض لمواصلة محادثاته مع زعماء المنطقة بعدما أعرب عن أمله فى عقد اجتماع دولى قريبا لمناقشة سبل إنهاء الحرب فى سوريا. وحذر العويشق من مخاطر الغارات الجوية التى بدأت روسيا شنها فى الآونة الأخيرة داخل سوريا. وقال: «أعتقد أنها قد تنطوى على تصعيد خطير بين القوى العظمي، روسياوالولاياتالمتحدة، بالعمل فى نفس المجال. جميعنا قلقون لهذا الشأن». وعلى الصعيد العسكري، كشفت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء أن القوات الجوية الروسية نفذت 934 طلعة جوية ودمرت 819 هدفا فى سوريا منذ بدء هجماتها فى 30 سبتمبر الماضي. وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية أمس أن مسئولين روس وغربيين قالوا إن روسيا أرسلت قوات من العمليات الخاصة إلى سوريا خلال الأسابيع الأخيرة. وذكرت الصحيفة الأمريكية أن مسئولا بوزارة الدفاع الروسية قد قال إنه تم سحب القوات الخاصة من أوكرانيا لإرسالها إلى سوريا. بينما صرح أحد كبار المسئولين الغربيين بأن فرقة من القوات الخاصة الروسية توجد حاليا على الأرض فى سوريا قدِمت من أوكرانيا. وأوضح مسئول دفاعى أمريكى أن من مهام تلك القوات هى توفير التنسيق بين القوات السورية والطائرات الروسية التى تنفذ ضربات جوية، مشيرا إلى أن الروس يعملون بصورة وثيقة مع وحدات الجيش السوري. وقد رفضت وزارة الدفاع الروسية التعليق قائلة إن بعضا من الخبراء العسكريين يقدمون المشورة والتدريب لقوات الجيش السورى على المعدات العسكرية الروسية الصنع. وأكد مسئول وزارة الدفاع الروسية أن من بين القوات التى تم إرسالها إلى سوريا «وحدة زاسلون» وهى المدربة على حماية المنشآت الدبلوماسية والأفراد العاملين بها.