محافظ أسوان: النزول بالحد الأدنى لدرجات التنسيق للقبول بالثانوى العام ل220 درجة    تعليمات من «النقل» بشأن العمل خلال الأعياد والمناسبات والعطلات الرسمية    آخر تحديث.. أسعار عملات دول البريكس مقابل الجنيه المصري اليوم الثلاثاء    المنتدى الأول لبنك التنمية الجديد NDB يناقش خطة مصر نحو النمو والاستثمار    رئيس وزراء لبنان: مستعدون لعلاج المصابين من أهالي غزة في مستشفياتنا    مواجهات نارية للأهلي والزمالك في الدوري مع نهاية أجندة تصفيات كأس العالم    مدرب البرتغال: لا يوجد قلق من رونالدو في يورو 2024    رئيس بعثة الحج السياحي: وصول آخر أفواج حجاج السياحة إلى الأراضي المقدسة غدا    ننفرد بنشر الصور الأولى لشقيق لاعب الأهلي محمود كهربا بعد القبض عليه    عيد الأضحى في تركيا.. عادات وتقاليد    نجوم فيلم ولاد رزق 3 - القاضية يستعدون لحضور العرض الخاص    هل عمر الأضحية من الإبل والبقر والغنم محدد أم مطلق؟.. «الإفتاء» توضح الشروط    أهم النصائح والإرشادات للحاج للمحافظة علي صحته خلال تأدية المناسك    قبل العيد.. ما هي أفضل الطرق للحفاظ على اللحوم أثناء فترات انقطاع الكهرباء؟ خبير تغذية يجيب    يورو 2024| رومانيا يسعى للذهاب بعيدًا في الظهور الرابع.. إنفوجراف    ندوة تثقيفية لمنتخب مصر للكرة الطائرة حول مخاطر المنشطات    جامعة النيل تنظم لقاء مفتوح لطلاب الثانوية العامة وأسرهم    الكرملين: روسيا على أهبة الاستعداد القتالي في ظل الاستفزازات الغربية    الكرملين: هجمات منشآت الطاقة في أوكرانيا تستهدف عرقلة الإمدادات العسكرية    الأسماك النافقة تغطي سطح بحيرة في المكسيك بسبب الجفاف وموجة الحر    الفريق أسامة عسكر يتفقد إحدى الوحدات الفنية التابعة لإدارة المدرعات    رئيس الضرائب: المصلحة تذلل العقبات أمام المستثمرين السنغافوريين    رغبة مشتركة.. محمود علاء خارج الزمالك    رئيس هيئة الدواء: حجم النواقص في السوق المصري يصل ل7%    إصابة 12 في حادث إنقلاب سيارة بطريق أسيوط الغربي بالفيوم    حكومة جديدة..بخريطة طريق رئاسية    «قلبه في معدته».. رجال هذه الأبراج يعشقون الأكل    نجم الزمالك السابق يفتح النار على حسام حسن.. «إنت جاي تعلمنا الأدب»    حكم كثرة التثاؤب أثناء الصلاة وقراءة القرآن.. أمين الفتوى يوضح    بالصور- محافظ القليوبية يستقبل وفدا كنسيا لتقديم التهنئة بعيد الأضحى    ما شروط القبول في المدارس الرياضية 2024-2025؟    "القلعة" تنهي المرحلة الأخيرة لشراء الدين بنسبة تغطية 808%    مجد القاسم يطرح ألبوم "بشواتي" في عيد الأضحى    رئيس جامعة بني سويف يرأس عددا من الاجتماعات    للمرة الأولى بالحج..السعودية تدشّن مركز التحكم والمراقبة لمتابعة حركة مركبات بمكة المكرمة    صحة بني سويف: إحالة واقعة إصابة 29 طفلا ب "طفح جلدي" للنيابة    «الصحة» إدراج 45 مستشفى ضمن البرنامج القومي لمكافحة المقاومة لمضادات الميكروبات    إيلون ماسك: سأحظر أجهزة آيفون في شركاتي    محافظ مطروح يشدد على استمرار الجهود لمراقبة الأسواق وضبط الأسعار    ما هو يوم الحج الأكبر ولماذا سمي بهذا الاسم؟.. الإفتاء تُجيب    القباج تؤكد دور الفن التشكيلي في دعم التنمية المستدامة وتمكين المرأة    الداخلية تواصل جهود مكافحة جرائم الاتجار فى المواد المخدرة والأسلحة ب3 محافظات    محاولات للبحث عن الخلود في "شجرة الحياة" لقومية الأقصر    وزير النقل يوجه تعليمات لطوائف التشغيل بالمنطقة الجنوبية للسكك الحديدية    تراجع كبير في أسعار السيارات والحديد والهواتف المحمولة في السوق المصري    سحب عينات من القمح والدقيق بمطاحن الوادي الجديد للتأكد من صلاحيتها ومطابقة المواصفات    بن غفير: صباح صعب مع الإعلان عن مقتل 4 من أبنائنا برفح    محمد أبو هاشم: العشر الأوائل من ذى الحجة أقسم الله بها في سورة الفجر (فيديو)    أدعية مستحبة فى اليوم الخامس من ذى الحجة    استخدام الأقمار الصناعية.. وزير الري يتابع إجراءات تطوير منظومة توزيع المياه في مصر    طائرته اختفت كأنها سراب.. من هو نائب رئيس مالاوي؟    وفاة المؤلف الموسيقي أمير جادو بعد معاناة مع المرض    عصام السيد: وزير الثقافة في عهد الإخوان لم يكن يعرفه أحد    موعد ومكان تشييع جنازة وعزاء الفنانة مها عطية    فلسطين.. إضراب شامل في محافظة رام الله والبيرة حدادا على أرواح الشهداء    سيد معوض: حسام حسن يجب أن يركز على الأداء في كأس العالم والتأهل ليس إنجازًا    سيد معوض يتساءل: ماذا سيفعل حسام حسن ومنتخب مصر في كأس العالم؟    فلسطين.. شهداء وجرحى جراء قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ملفات شائكة أمام حكومة الوفاق الليبية
نشر في الأهرام اليومي يوم 18 - 10 - 2015

مع اقتراب الإعلان عن تشكيل حكومة وفاق وطني ليبية برعاية دولية كما أعلن برناردينو ليون مبعوث الأمم المتحدة لدي ليبيا، ازدادت التساؤلات حول فرص نجاح تلك الحكومة التي تأتي بعد عملية « ولادة متعثرة « استغرقت قرابة عام من المفاوضات والمباحثات التي ضمت معظم أطراف الصراع ، وذلك بعد سلسلة من الانسحابات و التوقفات التي شهدتها تلك المفاوضات الصعبة.
فما بين حكومتين إحداهما شرعية وأخري ترفض الاعتراف بذلك، وبرلمانين يحملان نفس الأزمة ، وجيش وطني _ معترف به دوليا _ يأمل في رفع حظر السلاح عنه، ووضع اقتصادي هش، وموجة نزوح داخلية، وأزمة المهاجرين غير الشرعيين، وموجة الجماعات الإرهابية المتطرفة التي تضرب البلاد وما تبعها من انتشار السلاح في يد الجميع، والنزاعات القبلية، تجد الحكومة الليبية الجديدة نفسها أمام مجموعة من التحديات، يستطيع تحد واحد منها إسقاط حكومة في أكثر الدول تقدما، فما بال ليبيا التي تعاني منذ ثلاثة أعوام منذ قيام الثورة الليبية في فبراير عام 2011 من نقص في كل شيء بداية من السلع الغذائية وحتي البترول مصدر دخلها الأول.
ولعل تقرير الأمم المتحدة عن تدهور الوضع الأمني في ليبيا هو أول دليل علي أكبر تحد يقف أمام الحكومة الليبية الجديدة، حيث أشار التقرير الذي صدر في مارس الماضي ، إلي تصاعد العنف المسلح في الداخل الليبي مما أدي إلي مقتل 2825 شخصاً وإجبار ما يزيد علي 394 ألف شخص علي النزوح داخليًا من منازلهم، وتدهور الحالة الأمنية بشكل ملحوظ في مدن بنغازي ودرنة.
وعلي الرغم من نجاح جهود المصالحة بين بعض القبائل الليبية إلا أن دعوات التقسيم منذ قيام ثورة فبراير وعلي رأسها دعوات الفيدرالية ، وانقسام الليبيين بعد ذلك بين حكومة طبرق الشرعية وبرلمانها ، وحكومة طرابلس غير المعترف بها دوليا ومجلس نوابها ، وما تبع ذلك من خلافات واشتباكات بين الحكومتين ، هذا بالإضافة الي الصراعات القبلية التي تحولت بعد ذلك إلي صراعات سياسية بسبب انتماء بعض تلك القبائل إلي نظام القذافي، كل ذلك يشكل عقبة جديدة امام حكومة الوفاق الوطني التي عليها أن تتصدي إلي هذا الانقسام الواضح والصريح داخل المجتمع الليبي والذي يحتاج إلي نظرة عميقة وجهد لا يستهان به لتقليل حدة هذا الأنقسام و كسب ثقة الجميع.
التحدي الآخر، أمام الحكومة الجديدة هو قدرتها علي كسب ثقة المجتمع الدولي وهو ما لن يتم إلا بعودة الاستقرار داخل الشارع الليبي وقدرة تلك الحكومة علي السيطرة علي حركة الهجرة غير الشرعية وسواحلها الممتدة ، فليبيا دولة عبور أو ( ترانزيت ) يتسلل إليها المتطرفون عبر الحدود المفتوحة كمحطة للتدريب ثم الانطلاق نحو أماكن أخري،كذلك الراغبون في الهجرة نحو أوروبا، لذا لابد من تعاون أمني واستخباراتي وتقني مع كل الدول المتضررة من الإرهاب والهجرة لتتمكن الحكومة الليبية الجديدة من ضبط الحدود البرية والشواطئ .
أما مشكلة الجماعات الارهابية، فهي العقبة الأخطر أمام تلك الحكومة ، حيث أن الانفلات الأمني الذي ساد المناخ الليبي خلال الاعوام الثلاثة الماضية أدي إلي تنامي نفوذ تلك الجماعات، هذا بالإضافة إلي الدعم الذي تتلقاه بعضها من دول بعينها من سلاح يحاول الجيش الليبي قطع إمداده، والمشكلة هنا تكمن في ضعف تسليح الجيش بقيادة الفريق خليفة حفتر والذي دعا أكثر من مرة الي رفع حظر السلاح عن جيشه حتي يتمكن من التصدي الي تلك التنظيمات وعلي رأسها تنظيم داعش الارهابي. وهنا يأتي دور الحكومة الجديدة التي عليها أن تقدم للمجتمع الدولي ضمانات لفتح الباب لإعادة تسليح الجيش الليبي مع التأكيد علي ضمان عدم وصول هذا الاسلحة إلي تلك التنظيمات الارهابية .
أما الوضع الاقتصادي، فهوليس أحسن حالا من مثيله الأمني ، فهناك نقص في السلع الأساسية وتأثر في حركة التجارة نتيجة للتقسيم السياسي الذي تحدثنا عنه سابقا، هذا بخلاف التدهور الذي أصاب قطاع البترول بعد التوقف الذي شهدته مصافي البترول التي وقع بعضها في ايدي الجماعات المسلحة وما تبعها من انهيار لسعر العملة المحلية أمام العملات الدولية.
عنصر آخر قد يقف عائقا أمام تلك الحكومة، وهو انها جاءت بإشراف من الأمم المتحدة بعد خلافات كبيرة نشبت حولها واثناء تشكيلها، حيث اتهم برناردينو ليون مبعوث الأمم المتحدة لدي ليبيا بانحيازه اثناء التشكيل لحكومة طرابلس وهو ما ظهر في ما ردده البعض من إدخاله لتعديلات علي نص الاتفاق السياسي بناء علي طلب من وفد حكومة طرابلس خلال الجولات الأخيرة من مفاوضات الصخيرات، دون أن يطلع بقية أطراف الحوار بمن فيهم وفد طبرق علي تلك التعديلات ، وهو ما ينذر بخلافات كبيرة متوقعة بدأت أولي نذرها في اعتراضات السياسيين وقادة الجيش والميليشيات، وأيضا في المظاهرات الرافضة لحكومة الوفاق في كل من طرابلس وبنغازي علي حد سواء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.