تذوقنا مرارة الغربة وأضعنا أعمارنا لأجل مستقبل أبنائنا، لكننا الآن نشعر بأنهم سيضيعون أيضا مثلنا.. بهذه الكلمات تحدث ل "الأهرام" حسن يوسف المصرى المقيم بالكويت، كاشفا عن شعور بالقهر وعدم المساواة يشعر به كل مواطن يعمل بدول الخليج بشكل عام، ازاء الأسلوب الذى يتم التعامل به مع أبنائهم الحاصلين على الثانوية العامة فى هذه الدول، عندما يأتون للالتحاق بالجامعات فى مصر. أصل الحكاية، يشرحها المواطن ابراهيم الشبراوى، فيقول انه خلال 4 أيام فقط تم جمع 4678 توقيعا من المواطنين المصريين المقيمين بالكويت على شكوى تم ارسالها عبر البريد الالكترونى للرئيس عبد الفتاح السيسى، وتولت الدكتورة غادة عبد الوهاب تسليم شكوى مماثلة للسيدة نبيلة مكرم وزيرة شئون المصريين بالخارج خلال زيارتها الأخيرة للكويت، وذلك لشرح معاناة المصريين بالدول العربية، فى التعامل مع مكتب تنسيق القبول بالجامعات، عندما يحصل أبناؤهم على شهادة الثانوية العامة بهذه الدول. ويقول ان وزارة التعليم العالي تقوم بالتفرقة بين أبنائنا والطلاب الحاصلين على الثانوية العامة من مصر، حيث يقوم مكتب التنسيق بعمل معادلة للشهادة الكويتية فيُخفض مجموع الدرجات بنسبة تتراوح من 1 الي 2%، ولا اعتراض لنا على ذلك. لكن التنسيق يقوم بوضع أبنائنا فى مرحلة خاصة بهم بعد نهاية المراحل الثلاث للطلاب الحاصلين على الثانوية من مصر، ويتم تحديد مقاعد لهم بعد معادلة شهادتهم بالثانوية المصرية، مما يرفع النسبة المطلوبة لدخول الكليات، فاذا كان الطالب بمصر يحتاج مثلا الى مجموع 93 % للقبول بكلية الهندسة فإن المجموع المطلوب من الطالب القادم من الخارج يكون (بعد المعادلة) 98.7% . ويوضح قائلا انه وفقا لنظام التعليم فى الكويت فان المجموع الذى يحصل عليه الطالب فى الثانوية يكون عبارة عن معدل تراكمى على مدار ثلاث سنوات، حيث يجتاز الطالب 12 اختبارا حتى يتم تحديد مجموعه النهائى، وليس اختبارا واحدا كما يحدث فى مصر، أى أن الطالب يبذل مجهودا مضاعفا لمدة 3 سنوات ليكون متفوقا، لكنه للأسف لا يجد له مكانا بعد ذلك في الجامعات المصرية، علما بأن ترتيب الكويت في المقياس العالمى لجودة التعليم في عام 2014 هو 106 من 148 في حين أن ترتيب مصر هو 141. ويكشف عن مفارقة مهمة قائلا اننا ندرك دور مصر ومكانتها فى منطقتنا العربية، ولكن هل يعقل أن يتم قبول أبناء بعض الدول الأخرى من الحاصلين على الثانوية من الكويت في الجامعات المصرية بمجاميع أقل من أبنائنا المصريين، بحيث يدخل أى منهم كلية الطب بمجموع 92% فى حين أن المصرى الحاصل على 99.4% لا يدخل الكلية لأن القبول يكون من 99.8%؟.. والحالات موجودة ومثبتة. ويختتم الشبراوى تصريحاته قائلا ان ما نطلبه من الرئيس فقط هو التدخل لوقف هذا الأسلوب الذى يتنافى مع الدستور، الذى ينص صراحة على أن المواطنين متساوون فى الحقوق والحريات والواجبات العامة، ولا تمييز بينهم لأى سبب، خاصة فى ظل حالة الاحباط التى تسيطر على أبنائنا، شباب مصر ومستقبلها، الذين أصبحوا يتساءلون بألم.. هل سحبت مصر منا الجنسية عن طريق مكتب التنسيق فصرنا مجرد "مغتربين" لا مصريين؟!