تنشر نجلاء علي صفحتها علي الفيس بوك صورة سيلفي لنفسها كل ثلاث دقائق, وعندما كانت منال في طريقها الي المستشفي لتضع طفلتها الأولي كتبت علي الفيس بوك تقول لأصحابها شكلي ح أولد..ادعولي..أما مها فقد وضعت صورتها السيلفي مع والدتها بمجرد خروج الأم من غرفة العمليات وكتبت تقول.. أنا وماما في البنج ............................................................ طبعا يحصد مثل هذا النوع من الكتابات عشرات ومئات الإعجاب علي الفيس بوك وربما من المشاركات والتعليقات. بعض الأشخاص يقومون بتحديث حالاتهم علي الفيس بوك كل ثلاث ثوان مابين: أنا في الطريق الي البيت وأنا وصلت وأنا باكل وماما بتطبخ..وطبعا يتطلب الأمر إعادة تحديث للصفحة ومتابعتها لمعرفة كم عدد الأشخاص الذين أبدوا إعجابهم بما كتب. الأسوأ أن تقابل شخصا ويسألك ليه عمرك ما عملتلي لايك أو شير..علي الفيس بوك. تجد الجميع ملائكة وكلهم يتحدث عن الأخلاقيات. مصطفي واحد ممن ينشرون بوستات دينية من نوعية إذا كنت تحب الله ورسوله اضغط لايك بالإضافة الي الأحاديث النبوية والقدسية والدعوات التي تتمني الستر يوم القيامة.. لكن ذلك لم يمنعه من أن يسرق السيدة التي يعمل لديها سائقا ثم يتهم السيدة أنها راودته عن نفسه كي يبرئ نفسه.. في عالم الإنترنت, العالم الافتراضي, نسي كثيرون أنه مجرد عالم غير حقيقي وهمي أو مصنوع, لذلك أصبح لدينا نوع جديد من الشخصيات اسمه الشخصية الفيسبوكبة, وهي تلك النوعية من الشخصيات التي تحيا وسط العالم الافتراضي تتأثر به, بعيدا عن الواقع, تتعايش مع افتراض كثيرا ما يكون مخالفا للحقيقة. والشخصية الفيسبوكية, تعيش لتقول رأيها ع الفيس بوك والفيس بوك فقط, تدور وتلف وتكتب وتبحث عما يجب أن تقوله, لا ما تريد أن تقوله أو ما يعجب الناس وليس ما تري أنه يجب أن يعجب الناس. يقول البعض إن الشخصية الفيسبوكية ضحلة.. فأصبحت تبحث عما يريده ذلك المجتمع.. بصرف النظر عن واقع, وبصرف النظر أحيانا كثيرة عن اقتناع ووجهة نظر. ويري الدكتور محمد المهدي أستاذ الطب النفسي أن الشخصية الفيسبوكية تحمل كثير من سمات القطيع او المجتمع المقلد الذي كثيرا ما لا يسمع بينما لا يكف عن الكلام. تتمحور الشخصية الفيسبوكية حول الأنا, وبينما يري كثيرون أن تلك الشخصية انعكاس للواقع, يري البعض الآخر في المقابل.. أن أغلب شخصيات الفيسبوك واقعة صريعة حب الذات وحب الظهور والاعتقاد في الأهمية الشخصية, لذلك تجد من يعتقد أن كل تفاصيل حياته تهم الآخرين من شرب الشاي بالنعناع الي قعدة البلكونة الي الخروج مع الأصدقاء. صحيح من فضائل التكنولوجيا_ كما يقول د.محمد المهدي_ أنها جعلت من موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك, واحدا من وسائل التخاطب مع الآخر وإبراز شخصيتك وأسلوبك وطريقتك في الحياة.. لكن هذا لا ينفي أن هناك جزءا كبيرا يستخدمون هذه الوسيلة لعكس شخصية مغايرة تماما عن الواقع من خلال إبداء معلومات غير حقيقية عن نفسه. الباحث الأمريكي بيرناردو تيرادو له دراسة منشورة يصنف فيها شخصيات الإنسان الذي يستخدم الفيسبوك الي أربع, الأولي ويسميها المتلصص: هو شخص يتابع ما ينشره الآخرون ولا يشارك او يقوم بأي نشاط علي صفحته. الثانية: ويسميها الناشط وهو الشخص الذي ينشر حوالي3 بوستات في اليوم, وهو يستعمل الفيسبوك من أجل التواصل مع الآخرين في أوقات فراغه وقد يعلق علي منشورات أصدقائه بالإضافة الي استعمال شات الفيسبوك والألعاب مع الآخرين. الثالثة: ويسميها النرجسي: وهو الشخص الذي يتميز بسمة نرجسية واضحة في تعامله مع الفيسبوك تجعل كل ماينشره متعلقا به ويدور حوله من صورة او عبارات او تعليقات, الرابعة: ويسميها الواعظ او المبشر الرقمي:وهو من ينشر أكثر من أربع بوستات يوميا, ولديه دائما الوقت الكافي اون لاين حتي إنك تشعر أنه لا يفعل شيئا الا متابعة الفيس بوك. كما أن هناك نوعا آخر من الفيسبوكيين وهم من يلجأون الي أسماء مستعارة كي يمارسوا في الخفاء حياة لا يستطيعون ممارستها في الواقع.