فلسطين على أبواب انتفاضة ثالثة أمام مشاعر اليأس والإحباط والوعود والاتفاقيات الكاذبة أمام الوقت الضائع والجهود الضائعة والمفاوضات التى لم تصل الى شىء انقسم الشارع الفلسطينى وبدلا من ان يواجه الفلسطينيون الاحتلال واجهوا بعضهم البعض حتى كانت مواجهات السلاح .. والآن يسأل المواطن الفلسطينى نفسه ماذا بقى من اتفاقيات أوسلو ومعاهدات السلام وماذا أخذت حماس من احتلال غزة وفرض الوصاية عليها؟ وماذا أخذ الشعب الفلسطينى من صراع فتح وحماس وبقية الفصائل الفلسطينية التى انقسمت على نفسها؟..لقد خسر الفلسطينيون الكثير وأخذت إسرائيل كل شىء نحن الآن أمام عالم عربى تمزق وأصبحت الحروب الأهلية هى البديل عن القضايا الحقيقية والدليل ان قضية فلسطين تراجعت أمام شعبها حين انقسم وأمام العرب حين اختلفوا وأمام العالم حين اختفى الصوت الفلسطينى أمام ما يحدث فى اليمن وسورياوالعراق وليبيا وبلاد الثورات العربية .. لقد انسحبت القضية الفلسطينية تماما من أجندات الحكومات العربية حتى جامعة الدول العربية نفسها .. إن الجيوش الأجنبية ترفع الآن أعلامها فى أكثر من دولة عربية الروس فى سوريا والغرب فى ليبيا والأمريكان فى العراق وإيران فى اليمن وإسرائيل فى كل مكان، كان لابد ان يحدث شىء ما يهز الضمير الفلسطينى ويعيد القضية الى مكانها ومكانتها فى العالم وهنا كانت أحداث المسجد الأقصى التى انفجرت بعدها حشود المقاومة وبدأ الحديث عن جمع الشمل وتوحيد القوى والفصائل بعد فترة صراع طالت.. إن إسرائيل تخاف الآن من انتفاضة جديدة لأنها ستوحد الصف الفلسطينى وتعيد القضية الى مسارها الصحيح وقبل هذا سوف تعيد لأصحاب القرار فى السلطة الفلسطينية فى غزة ورام الله إحساسا بالمسئولية تجاه شعب خسر الكثير أمام صراعات أبنائه التى استنفدت الوقت والجهد والمكانة..هل تعيد الانتفاضة الثالثة للشعب الفلسطينى وحدته ام انها ستكون بابا جديدا لصراعات اكبر بين القوى الفلسطينية..كانت إسرائيل هى المستفيد الأكبر من كل ما يجرى فى العالم العربى فهل دارت الدوائر لتدفع إسرائيل الثمن .. وهل ما يحدث في الأقصى الآن بعث جديد لإرادة شعب مزقته الصراعات والفتن؟ http://[email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة