تولى الدبلوماسية المصرية أهمية بالغة لقضايا الهجرة غير الشرعية، واللاجئين والاتجار بالبشر.. ولقد وضح ذلك من خلال الاجتماعات الخاصة بمبادرة الاتحاد الاوروبى القرن الافريقى حول الهجرة والمؤتمر الاقليمى الثانى لمبادرة الاتحاد الإفريقى والقرن الإفريقى برئاسة السفير هشام بدر مساعد وزير الخارجية وعضوية المستشار باسل صلاح حول تهريب المهاجرين والتى عقدت بشرم الشيخ، حيث بلورت مصر موقفها ازاء تلك الظواهر وأهمية التركيز على البعد التنموى والبعد الامنى فى المعالجة مؤكدة أن مصر لها تقاليد عريقة فى استقبال المهاجرين على مدى العقود. ولاشك إن دعم التنمية المستدامة فى إفريقيا وفتح مسارات الهجرة الشرعية وتسوية النزاعات تمثل حلولا حيدة لمعالجة الهجرة غير الشرعية وبات واضحا للمجتمع الدولى أن مصر تولى اهتماما كبيرا لقضايا الهجرة بعد أن تم اعتماد البيان الختامى للمؤتمر الإقليمى الثانى لمبادرة الاتحاد الإفريقى حول مكافحة الاتجار بالبشر بشرم الشيخ كوثيقة رئيسية محددة لعناصر الموقف الإفريقى خلال قمة فاليتا.. ولابد من التمييز بين اللاجيء والمهاجر غير الشرعى الذى يمكن اعادته الى وطنه بينما لايمكن إعادة اللاجئ السورى الذى يعانى آثار النزاع المسلح ولذلك لاتستطيع اوروبا أن تقفل ابوابها أمام اللاجئين السوريين ولقد شهدت أخيرا بروكسيل الاجتماعات التحضيرية لقمة فاليتا القادمة والتى مثل فيها مصر السفير هشام بدر مساعد وزير الخارجية للشئون المتعددة الأطراف. ولقد عكست اجتماعات بروكسيل كيف ان الاتحاد الأوروبى يسعى الى حل المشكلة من خلال المعالجة التنموية والأمنية استجابة لوفد مصر وبالتعاون مع دول جنوب المتوسط لمواجهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية حيث أكدت مصر أهمية إنهاء النزاع فى سوريا فى أسرع وقت وسوف يعقب مؤتمر بروكسيل مؤتمران آخران بهدف الاعداد لقمة فاليتا لتحديد التزامات كل دولة ومسئولياتها، وماذا تستطيع أن تقدمه الدول الأوروبية، وماذا تستطيع أن تقدمه الدول الإفريقية؟ وإن كان موقف الاتحاد الاوروبى إزاء المهاجرين غير الشرعيين سلبيا حيث يريد اعادتهم الى اوطانهم وتطالب مصر بحل مشكلة البطالة والقضاء على الفقر وتوفير فرص العمل وفتح مسارات الهجرة النظامية الشرعية والترحيب «بالعمالة» المهاجرة لادماجها فى اوروبا وفقا «للهجرة الدوارة» بمعنى تلقى التدريب فى أوروبا لتعود بعد ذلك إلى بلادها الاصلية.وتطالب الدول الواعية بأهمية تسهيل التأشيرات ومضاعفة المنح وتوسيع الشراكة الاوروبية الإفريقية، فالقارة الأوروبية العجوز لابد أن تفتح ذراعيها للمهاجرين. وسوف تحسم بلاشك القمة القادمة الإفريقية الاوروبية قضية المهاجرين الشائكة بناء على تعبئة موقف إفريقي. موحد يخدم المصالح الإفريقية ويعالج من الجذور ظاهرة الهجرة غير الشرعية. ومصر منذ الآن فصاعدا تبذل قصارى جهدها لحث قمة فاليتا لوضع على المائدة حلول ملموسة، وبرغم ان مصر من اقل الدول التى تعانى أزمة الهجرة غير الشرعية فإنها تتحمل مسئوليتها الاقليمية والإفريقية والمتوسطية وبالذات إن 90% من تدفقات المهاجرين تأتى من ليبيا وعلى الاتحاد الاوروبى ان يشد أزر الجيش الليبى ليملأ الفراغ الأمنى ومصر تبذل جهودا وطنية من خلال حملات التوعية والمشروعات التنموية وتجهيز قانون جديد لمكافحة الهجرة غير الشرعية وتعزيز تعاونها مع المنظمات الدولية.. وتتفاعل مصر وبايجابية مع الاتحاد الإفريقى ودول القرن الإفريقى لمعالجة الظاهرة الشائكة والمؤلمة للمهاجرين على الصعيد الاقليمى ودعم تعاونها مع الدول الإفريقية وترى أن الاتحاد الاوروبى ليس مخيرا على مساعدة الدول الافريقية فى مواجهة الأزمة وانما هو مجبر.. يجب أن يسهم الاتحاد الأوروبى فى القضاء على هذه الظاهرة من خلال رؤيتنا نحن كدول افريقية ورؤيتنا الوطنية كمصريين! لمزيد من مقالات عائشة عبد الغفار