فى تطور كبير نجح فريق بحثى مشترك بين وزارة الآثار وهيئة الطاقة الذرية المصرية فى الحصول على براءة اختراع لأول مركب ترميم مستخلص من مصادر طبيعية وهى قشر الجمبرى ومدعم بنظير الكربون 13. المركب الجديد عبارة عن بوليمر تم تحضيره بمعامل هيئة الطاقة الذرية ولم يسبق استخدامه من قبل فى أعمال الترميم، ويقول إسلام عزت، ممثل وزارة الآثار بالمؤتمر والمنسق العلمى للمشروع فى تصريح خاص ل «الأهرام»: تعد هذه المادة هى أول مادة تقوية تعمل بنظرية الإحلال الجزيئى للمركبات والتى تشبه إلى حد كبير إعادة تكوين الخلايا الجذعية فى الكائنات الحية. وقد بدأت فكرة البحث منذ نحو ثلاث سنوات من خلال البحث عن سبل للاستخدام السلمي للطاقة النووية فى مجال حماية التراث الحضارى، وهو يعد أكثر الاستخدامات السلمية التى بدأت تتجه نحوه دول العالم المتقدمة فى الأبحاث النووية. .................................................................. وأضاف أن هذا المشروع البحثى لاقى تشجيعا كبيرا من وزير الآثار د. ممدوح الدماطى الذى أعطى الضوء الأخضر للتطبيق الفعلى لتلك التقنيات المستحدثة بعد أن اطمأن على نتائج الجانب التجريبى الذى تجاوز 2256 عينة تجريبية من مختلف المواد الاثرية العضوية. أكد الفريق البحثى أنه بنهاية العام الحالى سيكون لدينا مجموعة كاملة من مواد الترميم المستحدثة وفق أحدث التطبيقات التكنولوجية قابلة للتسويق اقليميا وعالميا، لنكون لأول مرة منتجين لمواد ترميم الآثار. الجدير بالذكر أن فريق البحث يرأسه د. عمر عبد الكريم أستاذ ترميم الآثار بجامعة القاهرة ود. حسن عبد الرحيم نائب رئيس هيئة الطاقة الذرية وأحد أبرز علماء كيمياء المواد، كما شارك فى وضع برتوكول التعاون د.عبد الفتاح هلال المستشار العلمى لرئيس هيئة الطاقة ود. أحمد عاشور أستاذ الفيزياء بمركز تكنولوجيا الإشعاع ، ومن وزارة الاثار د. غريب سنبل رئيس الإدارة المركزية للترميم ود.هشام الليثى مدير عام النشر العلمى بالوزارة، وإسلام عزت أخصائى علوم المواد والمنسق العلمى لبرتوكول التعاون، ومؤمن عثمان مديرعام ترميم المتحف المصرى، ود. أسامة أبو الخير مدير عام الترميم بمركز ترميم المتحف المصرى الكبير ود. محمد عبد الرحمن رئيس النشر العلمى بقطاع المشروعات، وأميمة على رئيس المشروعات الخاصة بمركز ترميم المتحف المصرى الكبير، بالإضافة إلى مجموعة من شباب الباحثين من مراكز علمية وبحثية مختلفة حيث وصل أعضاء فريق البحث إلى 22 عضوا. وقد تم عرض نتائج المشروع التى أثمرت عن التوصل إلى مادة الترميم خلال فعاليات معرض الأنشطة السلمية الذى أقيم مؤخرا بمقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالعاصمة النمساوية فيينا على هامش الدورة التاسعة والخمسين للمؤتمر العام للطاقة الذرية، وشاركت وزارة الآثار بعدد من المستنسخات الأثرية التى تمت معالجتها وإجراء أعمال الترميم عليها ضمن المرحلة التطبيقية للمشروع البحثى. ولقد قوبلت المشاركة المصرية بترحيب كبير من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية حيث قام الفريق البحثى المشترك بإيجاد مجالات مختلفة لتطبيق التقنيات النووية فى حماية التراث الأثرى، واستحداث طرق الفحص والتحليل باستخدام أحدث وحدات التحليل التى تمكن الأثرى من الفحص الدقيق للقطع الأثرية وتشخيص حالتها، هذا فضلا عن طرق التأريخ للمواد الأثرية.