لماذا يهرب اللاجئون من بلادهم الى الدول الأوروبية رغم المخاطر الشديدة التى يتعرضون لها والتى تصل الى انهم ربما يدفعون حياتهم ثمنا لهذه الرحلة ؟ اجتهادى، ان النزوح الى هناك لا يقف عند البحث او الحصول على فرصة عمل والحياة الكريمة فى بلاد تنعم بالرخاء الاقتصادى فقط، ولكنهم على يقين ان هذه المجتمعات تتمتع ايضا بالعدالة وتكافؤ الفرص والكرامة الانسانية واحترام الحقوق والحريات، وبالتالى سيجدون على الاقل المعاملة الآدمية التى يفتقدونها فى بلادهم. وهنا يأتى السؤال الأكثر حساسية، الم يصف الكثيرون هذه الدول بالعلمانية، وما ادراك من هذه الكلمة سيئة السمعة التى تصل الى مستوى الكفر عند بعض المتشددين؟ وانهم وراء كل الكوارث والمؤامرات التى يتعرض لها الاسلام والمسلمون؟ إذن لماذا يلجأ اليهاالمقهورون من بلاد العرب وهم أكبر كتلة بشرية إسلامية على مستوى العالم؟ الإجابة الطبيعية والحقيقة التى نلمسها والواقع المرير الذى نعيشه هى الهروب من الاٍرهاب والتطرّف و سفك الدماء وانتهاك الحرمات والظلم و الاستبداد والحروب والصراعات والقتل والتدمير وغياب التسامح،، ماذا لدينا غير هذه المشاهد الكئيبة والمخجلة والفاضحة التى نصدرها للعالم على مدار الليل والنهار؟ وفى ظل هذه المرحلة العصيبة التى نعيشها تحت قذائف الفتن ورصاصات الحقد والكراهية و التخوين، علينا ان نطرح السؤال بكل التجرد والإخلاص وحسن النية،، هل العلمانية سيئة السمعة ام ان الاسلام مفترى عليه؟! فاصل قصير: تذكروا جيدا ان المسلمين هم الأمة الوحيدة التى تحتفل رسميا وشعبيا بالذبح والدماء. لمزيد من مقالات هانى عمارة