"بوليتيكو": أمريكا تستعد لإعلان عقود أسلحة بقيمة 6 مليارات دولار لأوكرانيا    تامر حسني باحتفالية مجلس القبائل: شرف عظيم لي إحياء حفل عيد تحرير سيناء    فيديو جراف| 42 عامًا على تحرير سيناء.. ملحمة العبور والتنمية على أرض الفيروز    أنغام باحتفالية مجلس القبائل: كل سنة وأحنا احرار بفضل القيادة العظيمة الرئيس السيسى    عاجل - "التنمية المحلية" تعلن موعد البت في طلبات التصالح على مخالفات البناء    ارتفاع سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الجمعة 26 أبريل 2024    رئيس الشيوخ العربية: السيسي نجح في تغيير جذري لسيناء بالتنمية الشاملة وانتهاء العزلة    تبدأ اليوم.. تعرف على المواعيد الصيفية لغلق وفتح المحال والمولات    «تنمية الثروة الحيوانية»: إجراءات الدولة خفضت أسعار الأعلاف بنسبة تخطت 50%    أطفال غزة يشاركون تامر حسني الغناء خلال احتفالية مجلس القبائل والعائلات المصرية    قيادي بفتح: عدد شهداء العدوان على غزة يتراوح بين 50 إلى 60 ألفا    المحكمة العليا الأمريكية قد تمدد تعليق محاكمة ترامب    السعودية توجه نداء عاجلا للراغبين في أداء فريضة الحج.. ماذا قالت؟    الدفاع المدني في غزة: الاحتلال دفن جرحى أحياء في المقابر الجماعية في مستشفى ناصر بخان يونس    "الأهلي ضد مازيمبي ودوريات أوروبية".. جدول مباريات اليوم والقنوات الناقلة    خالد جادالله: الأهلي سيتخطى عقبة مازيمبي واستبعاد طاهر منطقي.. وكريستو هو المسؤول عن استبعاده الدائم    الشروق تكشف قائمة الأهلي لمواجهة مازيمبي    طارق السيد: ملف خالد بوطيب «كارثة داخل الزمالك»    حدثت في فيلم المراكبي، شكوى إنبي بالتتويج بدوري 2003 تفجر قضية كبرى في شهادة ميلاد لاعب    بعد 15 عاما و4 مشاركات في كأس العالم.. موسليرا يعتزل دوليا    رائعة فودين ورأسية دي بروين.. مانشستر سيتي يسحق برايتون ويكثف الضغط على أرسنال    ملف يلا كورة.. تأهل يد الزمالك ووداع الأهلي.. قائمة الأحمر أمام مازيمبي.. وعقوبة رمضان صبحي    سرقة أعضاء Live مقابل 5 ملايين جنيه.. تفاصيل مرعبة في جريمة قتل «طفل شبرا الخيمة»    عاجل - الأرصاد تحذر من ظاهرة خطيرة تضرب البلاد.. سقوط أمطار تصل ل السيول في هذا الموعد    مسجل خطر يطلق النار على 4 أشخاص في جلسة صلح على قطعة أرض ب أسيوط    استشاري: رش المخدرات بالكتامين يتلف خلايا المخ والأعصاب    الأقصر.. ضبط عاطل هارب من تنفيذ 35 سنة سجنًا في 19 قضية تبديد    حكايات..«جوناثان» أقدم سلحفاة في العالم وسر فقدانها حاستي الشم والنظر    «كتل هوائية أوروبية تضرب البلاد».. «الأرصاد» تكشف مفاجأة في طقس الغد    استعد للتوقيت الصيفي.. طريقة تعديل الوقت في أجهزة الأندرويد والآيفون    حظك اليوم.. توقعات برج الميزان 26 ابريل 2024    ليلى أحمد زاهر: مسلسل أعلى نسبة مشاهدة نقطة تحوّل في بداية مشواري.. وتلقيت رسائل تهديد    لوحة مفقودة منذ 100 عام تباع ب 30 مليون يورو في مزاد بفيينا    مخرج «السرب»: «أحمد السقا قعد مع ضباط علشان يتعلم مسكة السلاح»    بدرية طلبة عن سعادتها بزواج ابنتها: «قلبي بيحصله حاجات غريبه من الفرحة»    عروض فنية وموسيقى عربية في احتفالية قصور الثقافة بعيد تحرير سيناء (صور)    حفل افتتاح الإسكندرية للفيلم القصير يحتفي بالدورة العاشرة للفيلم القصير    نادية الجندي وفيفي عبده وسوسن بدر ضمن حضور حفل ذكرى تحرير سيناء    «اللهم بشرى تشبه الغيث وسعادة تملأ القلب».. أفضل دعاء يوم الجمعة    وزير الصناعة الإيطالي: نرحب بتقديم خبراتنا لمصر في تطوير الشركات المتوسطة والصغيرة    تامر حسني باحتفالية مجلس القبائل والعائلات المصرية    الأغذية العالمي: هناك حاجة لزيادة حجم المساعدات بغزة    غدًا.. قطع المياه عن نجع حمادي لمدة 12 ساعة    سفير تركيا بالقاهرة يهنئ مصر بذكرى تحرير سيناء    خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف مكتوبة 26-4-2024 (نص كامل)    طريقة عمل الكبسة السعودي بالدجاج.. طريقة سهلة واقتصادية    «القاهرة الإخبارية»: دخول 38 مصابا من غزة إلى معبر رفح لتلقي العلاج    الجيل: كلمة الرئيس السيسي طمأنت قلوب المصريين بمستقبل سيناء    مواطنون: التأمين الصحي حقق «طفرة».. الجراحات أسرع والخدمات فندقية    يقتل طفلًا كل دقيقتين.. «الصحة» تُحذر من مرض خطير    عالم أزهري: حب الوطن من الإيمان.. والشهداء أحياء    بالفيديو.. ما الحكم الشرعي حول الأحلام؟.. خالد الجندي يجيب    قبل تطبيق التوقيت الصيفي، وزارة الصحة تنصح بتجنب شرب المنبهات    6 نصائح لوقاية طفلك من حمو النيل.. أبرزها ارتداء ملابس قطنية فضفاضة    بيان مشترك.. أمريكا و17 دولة تدعو حماس للإفراج عن جميع الرهائن مقابل وقف الحرب    هل تحتسب صلاة الجماعة لمن أدرك التشهد الأخير؟ اعرف آراء الفقهاء    الرئيس السيسي: خضنا حربا شرسة ضد الإرهاب وكفاح المصريين من أجل سيناء ملحمة بطولة    التجهيزات النهائية لتشغيل 5 محطات جديدة في الخط الثالث للمترو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القوات المسلحة بعد 42 عاما من الانتصار:
الردع وتنوع السلاح وعدم الاسترخاء تمنع حماقات الآخرين

42 عاما مرت على نصر أكتوبر شهد خلالها الفكر والتخطيط والعقائد العسكرية كثيرا من التغيرات والتحولات التى توصف بالحادة والمذهلة احيانا أخرى عقب الأداء العسكرى الذى قدمته القوات المسلحة خلال حرب اكتوبر 1973 ليس فى مصر وحدها بل فى العالم أجمع.
اذ كان هذا الاداء مثار اعجاب كل المحللين العسكريين وكذلك استغرابهم, اذ لم يتوقع هؤلاء وفق المعطيات التى كانت موجودة على الأرض من حيث التسليح والقدرات القتالية أو الموقف السياسى والاقتصادى الذى تتفوق فيه إسرائيل خاصة بعد أنتصارها على عدد من الدول العربية فى يونيه 67 أن تتعرض للهزيمة الساحقة من قبل مصر فى اداء عسكرى أربك الجانب الاسرائيلى.
نتائج هذه الحرب أجبرت كل المؤسسات المعنية بالحروب على إعادة التفكير فى كثير من النظريات والقناعات خاصة فيما يتعلق بنوعية الفرد المقاتل والتجديد فى اساليب القتال وابتكار تكتيكات جديدة فرضتها مسارات الحرب وكيف تعاطى الجندى المصرى مع تطوروتنوع الاسلحة.
القوات المسلحة المصرية كانت أكثر الجهات اهتماما بدراسة نتائج الحرب والأستفادة من دروسها فلم تستكن لنشوة الانتصار الذى قهر حاجز الخوف والعجز بالإرادة والقدرة على الفعل.
الفرد المقاتل
فى أعقاب هزيمة يونية 67 تأكد للقوات المسلحة أنها فى حاجة إلى فرد جديد يجيد القراءة والكتابة ويستوعب كل جديد فى التدريب والسلاح, لذا اتجهت إلى المجندين من حملة المؤهلات رغبة منها فى ادراك ما فات وإستيعاب التطور السريع والمتعاقب فى عالم التسليح وبذلت القوات المسلحة جهودا جبارة فى خلق مقاتل جديد ووفرت له كل سبل الإعاشة من ملابس وطعام يليق به ويساعد ه فى إتقان مهمته الجديدة, كما وفرت صفوة من ضباطها لتدريبه وتعليمه فنون القتال فى كل سلاح من أسلحتها وأفرعها ووفرت مراكز تدريب متطورة ومناهج تعليمية تواكب الجديد فى فى فنون القتال بعد الانتصار الكبير الذى تحقق فى أكتوبر بعد الاعتماد على هذا النوع من المجندين زادت القوات المسلحة من اهتمامها بمقاتليها سواء الجنود والأفراد والضباط فعملت على إختيار اكفأ العناصر من شباب مصر للانضمام إلى صفوفها ووفرت لهم رعاية طبية وبدنية وفترات تأهيل لتحويلهم من الحياة المدنية الى العسكرية من خلال مراكز تدريب متخصصة كما عملت على تطوير معاهدها التعليمية وإمدادها بصفوة من ضباطها المعلمين لإعداد ضباط على أعلى مستوى, كما شهدت الكليات العسكرية تطورا كبيرا ربط الطالب المقاتل بالحياة فى التشكيلات والوحدات المقاتلة دون انتظار التخرج.
وأوفدت القوات المسلحة كثيرا من ابنائها فى بعثات تعليمية إلى كثير من دول الشرق والغرب للتعرف على كل العقائد العسكرية واستيعاب الحديث فى فنون الحرب والقتال وأصبحت المعاهد التعليمية المصرية محط أنظار كثير من المؤسسات العسكرية فى مختلف دول العالم لما تمثله هذه المعاهد من خبرات وقدرات.
تنويع مصادر السلاح
كان الدرس الأكبر الذى تعلمته مصر وقواتها المسلحة هوعدم الاعتماد على مصدر وحيد للسلاح بل السعى إلى تعدد مدارس السلاح فبعد الحرب مباشرة اتجهت مصر إلى بلدان متعدة رغبة منها فى توفير ما تحتاجه من سلاح بما يواكب ايضا رغبتها فى بناء قوات مسلحة عصرية ومتطورة فبعد السوق السوفيتى الذى اعتمدت عليه مع دول الكتلة الشرقية خلال فترة الستينيات اتجهت مصر إلى الولايات المتحدة وفرنسا وإنجلترا وايضا لم تتخل مصر عما بيدها من سلاح شرقى لذلك تجد فى القوات المسلحة المصرية تنوعا لأسلحة مختلفة
التدريب الواقعى
انطلقت مصر فى بنائها لقوات مسلحة حديثة من واقعية فى التفكيروالتخطيط العسكرى يأخذ فى اعتباره قدراتها الذاتية دون تهويل ولكن بثقة فى النفس وقدرات الاخرين دون تهوين او انتقاص يخدع كان مردوده قاسيا خلال الفترات السابقة والظرف الأقليمى والدولى وتحديد بعناية ودقة نوعية وحجم العدائيات الجديدة التى تواجه الدولة المصرية, لذا جاء السلاح والتدريب عليه مواكبا لهذا القناعات والمفاهيم.
عدم التورط فى مغامرات
هذه النتجة مرتبطة بسابقتها من عدم الإنجرار إلى نزوات ومغامرات قد تكلف مصر وجيشها كثيرا ولايعنى ذلك السكوت عما يهدد الدولة المصرية لكن المتغيرات الحادثة فى الإقليم بل والعالم تفرض عليها الاحتفاظ بجيش قوى فى ظل تحولات سريعة ومتتالية بل وأقرب الى الجنون وإقليم اقرب إلى برميل البارود فى وضع الانفجار اذا لم يكن هناك أسباب لضبط ايقاع أحداثه.
الأنفتاح على كل المدارس
فى حرب أكتوبر تعرف الجيش المصرى على مفاهيم جديدة للقتال وبعد الحرب قررت مصر الانفتاح على المدارس العسكرية الأخرى لإستيعاب الجديد فى فنون القتال والسلاح واستخدامه وتنوع مسارح الحرب مما يزيد فى خبرات القتال لأفراد الجيش المصرى والتعرف على انماط تفكير الآخرين وتصرفهم حيال المواقف المختلفة.
سلام دون الاسترخاء
عقب وقف إطلاق النار وإعلان مصر واسرائيل الالتزام به خاصة بعد مفاوضات شاقه بدأت فى الكيلو101 والتى أعقبها مفاوضات فض الاشتباك والإعلان عن الرغبة فى توقيع سلام بين الطرفين وانهاء حالة الحرب بينهما دخلت القوات المسلحة مسارا أو بمعنى آخر اضيف إليها مسار جديد هو مسار السلام و لقد كان مفهوما وراسخا لدى القوات المسلحة أن السلام لايعنى الاسترخاء أو رفع اليد عن السلاح بل إن الشعار الصحيح أن السلام يحتاج إلى قوة تحميه وأن امتلاك الردع والقدرة على الرد تجعل الآخر يفكر طويلا فى اى تصرف متسرع قد يندم عليه كثيرا من هنا كان الأهتمام بالتدريب المتواصل والجاد والمتنوع هى العين الحمراء فى وجه أى عدو لايفترس الا الضعفاء
القوات الجوية
تأٍسست القوات الجويه 1928 واستمرت جزءا من الجيش المصرى حتى صدر قرار ملكى بفصلها عنه وتحويلها إلى فرع مستقل وقد شاركت القوات الجوية المصرية فى كافة حروب مصر منذ 1948 كان الاهتمام كبيرا بالقوات الجوية خاصة عقب ما تعرضت له خلال حرب يونية 67 وإعادة بنائها مرة أخرى فقد بذلت مصر وقواتها المسلحة جهودا ونفقات كبيرة من أجل إعادة القوات الجوية وإمدادها بأحدث الطرازات وكان لدورها المهم فى العبور أثره البالغ فى ضرب احتياطيات العدو فى سيناء وضرب مراكز القيادة ومخازن الذخيرة والوقود وحماية القوات التى تعبر ونقلها فى حالات الإبرار الجوى أو خلف خطوط العدو لذا سعت مصر للحصول على أحدث الطائرات المقاتلة بما يتواكب مع مسرح عملياتها دون الدخول فى مظاهرات تسليحية لاطائل من ورائها إلا النفقة الباهظة وذلك انطلاقا من واقعية تفكيرها العسكرى فعمدت التى تطويروتأهيل قواعدها الجوية وإمدادها بأحدث وسائل القتال الجوى والطيارين الاكفاء وقد حصلت مصر على المقاتلات اف 16 بطرازات مختلفة وحديثة تعتبر العمود الفقرى فى القوات الجوية فى الوقت الحالى, كما حصلت مصر على الطائرة الفرنسية ميراج 2000. كما حصلت على المروحية المتلة الأباتنشى وأخيرا حصلت مصر على الطائرة الفرنسية رافال وهناك سعى مصرى حثيث للحصول على الأنواع المتطورة من ميج 29 والسوخوى الروسى وتضم القوات عددا آخر من الطائرات سواء الهليكوبتر او النقل ولقد كان للاعتراضات الإسرائيلية دور كبير فى عرقلة امداد مصر بطائرات اف 15 او الحصول على تقنية التزود بالوقود جوا.
قوات الدفاع الجوى
عقب النكسة أستباح الطيران الإسرائيلى العمق المصرى ونفذ فيه الكثير من العمليات منها ضرب نجع حمادى وكان أكثرها فداحة ما شهدته مدرسة بحر البقر وكان للعدوان الغاشم أثره فى تهجير سكان مدن القناة, لذا أصرت مصر على قطع هذه الذراع فقد صدر فى أواخر 1968 قرار من رئيس الجمهورية بفصل الدفاع الجوى عن القوات الجوية ومن يومها ولدت القوة الرابعة فقد أكملت مصر فى 30 يونية 1970 بناء حائط الصواريخ ونقله إلى القناة بطول الجبهة بعدها أسقطت مصر عشرات الطائرات الأمريكية الحديثة فانتوم والتى سميت يومها مذبحة الفانتوم وفى مساء السادس من أكتوبر والثامنة مساء صدرت التعيلمات للطيران الاسرائيلى بعدم الاقتراب من خط القناة مسافة 15 كيلو متر و بعد الحرب وفى إطار سعى مصر لتحديث قواتها المسلحة عمدت الى تطوير قوات الدفاع الجوى خاصة وأن من تولى رئاسة أركان القوات المسلحة المشير محمد على فهمى قائد سلاح الدفاع الجوى فى حرب أكتوبر وصاحب حائط الصواريخ والذى أسماه فى كتابه القوة الرابعة فاتجهت إلى شراء ما يلزم من مضادات جديدة ومن مدارس عسكرية إضافة الى تطوير الموجود بحوزتها وإطالة مداه وعمره حصلت مصر على صواريخ الهوك والشابرال والكروتال علاوة على منظومة الصواريخ المصرية آمون الى جانب الصواريخ الاخرى من طارز سام الروسية.
القوات البحرية
أستطاعت البحرية المصرية خلال العهود المختلفة أن تحتل مكانة بارزة ففى حرب الإستنزاف أذهلت البحرية المصرية العالم كله بعد قيام لنشات صواريخ صغيرة بإغراق مدمرة كبيرة هى ايلات الاسرائيلية لتحدث تغيرا فى مفاهيم القتال البحرى وفى حرب أكتوبر قامت القوات البحرية بتأمين أجناب القوات العابرة إلى سيناء خشية تكرار ماحدث فى يونية 67 كما قامت بغلق مضيق باب المندب ونفذت القوات البحرية كل المهام التى كلفت بها بنجاح فى تأمين الحدود البحرية المصرية الممتدة لألاف الكيلومترات.
وفى 1996 أصدر مركز الدراسات الاستراتيجية والعسكرية بباريس تقريرا أشار فيه إلى تفوق البحرية المصرية عن نظيرتها الإسرائيلية من ناحية العتاد و النوع, هذا التقرير جعل اسرائيل تسعى للحصول على أحدث الغواصات ومعدات القتال البحرى, أما البحرية المصرية فقد شهدت تطورا كبيرا من خلال التدريبات التى تجريها سنويا مع عدد من الدول كان آخرها جسر الصداقة مع الجانب الروسى ومع الجانب الأمريكى تحية النسر ومع الجانب السعودى مرجان وهى تدريبات تتم بشكل سنوى كما شهدت الكلية البحرية تطورا كبيرا فى نوعية المناهج التى يدرسها الضابط البحرى والزيارات المختلفة للأكاديميات البحرية فى انحاء العالم وقد حصلت البحرية المصرية على العديد من المدمرات والقطع البحرية الحديثة منها المدمرة بيرى ونوكس وأخيرا المدمرة الفرنسية فريم وهى تمثل جيلا جديدا من المدمرات تمتلك قدرات نيرانية كبيرة وهى متعددة المهام تحمل 16 صاروخا منها ماهو مضاد للطائرات والسفن أو الهجمات البرية وكذلك طوربيدات لمكافحة الغواصات وتسعى مصر فى الوقت الحالى لشراء حاملة الطائرات الهليكوبتروالدبابات ميسترال فرنسية الصنع كما وقعت اتفاقا مع المانيا للحصول مدمرتين من طراز دولفين, كما حصلت ايضا على طائرات كشف الغواصات علاوة على صواريخ هاربون وكذلك زوارق امباسدور الأمريكية الملقبة بالشبح وتضم القوات البحرية عددا من سفن الإنزال وكاسحات الألغام ولنشات الصواريخ وسفن الإمداد والاعتراض البحرى.
القوات البرية
تعتبر القوات البرية سواء المشاة والمدرعات والمدفعية والقوات الخاصة والأطقم الادارية والفنية هى عصب وعماد القوات المسلحة والتى أولتها اهتماما كبيرا فقد اعيد انتشار القوات بعد الحرب وقد استخدمت طرقا حديثة للقيادة والسيطرة على القوات وانشئت ايضا وحدات جديدة وتم إمداد الوحدات المقاتلة من المشاة بأحدث العربات لنقل القوات وتحولت إلى مشاة ميكانيكى مما يوفر كثيرا من جهد الفرد المقاتل وأيضا يمثل عنصر أمان له, أما العنصر المدرع فقد شهد تطورا كبيرا باعتباره أحد أهم عناصر النيران الكثيفة فقد تم تطوير ما لديها من دبابات إلى جانب دخول الدبابة الأمريكية M1A1 وهى أحدث الدبابات المقاتلة وتتمتع بقدرات قتالية عالية وسرعة كبيرة وقدرة على المناورة وكذلك عربات القتال ونقل الجند فهد.
اكتفاء ذاتى
كما وفرت القوات المسلحة كل عناصر الرعاية الطبية وفى سبيل ذلك انشأت العدي من المراكز الطبية فى مختلف التخصصات تواكب جميع الإصابات التى تحدثها الحروب وترفع العبء عن كاهل ميزانية الدولة وفى ظل التحولات التى شهدها الاقتصاد المصرى بعد أن كان يعتمد على القطاع العام وفى ظل التحول إلى نظام السوق عمدت القوات المسلحة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتى لنفسها من توفير المهمات الخاصة لأفرادها من ملابس تدريب وإعاشة وانتاج اللحوم والدواجن والأجبان والأقماح ومصنع للأدوية.
حروب
عقب حرب أكتوبر شهدت المنطقة حربا بين إيران والعراق استمرت أكثر من ثمانى سنوات لم تكن القوات المسلحة بعيدة عن مسارات الحرب مثلها مثل كل العرب وبذلت مصر جهدا فى الحفاظ على العراق خاصة فى تحرير جزيرة الفاو وشط العرب ثم جاء الاجتياح الإسرائيلى للبنان فى 1982 ولم تكن مصر أيضا ببعيدة عن ذلك, إذ عملت على انقاذ قيادات منظمة التحرير الفلسطينية من بين أيدى وزير الدفاع الأسرائيلى أرييل شارون فقد تم إخراج الرئيس الراحل ياسر عرفات ورفاقه على متن إحدى القطع البحرية المصرية وكان حادث اغتيال الدكتور يوسف السباعى على يد بعض الفلسطنيين أمرا واجهته القياده المصرية من خلال قواتها والذى عرف بعملية مطار لارناكا وتعرضت أحدى الطائرات المدنية المصرية لحادث اختطاف و استطاعت القوات الخاصة المصرية تحرير الرهائن وقتل الخاطفين
كما شهدت المنطقة ايضا فى أواخر السبعينيات الغزو السوفييتى لأفغانستان وهى مناطق تتقاطع مع دوائر الأمن القومى المصرى تعاملت مصر مع كل هذه الأحداث بتعقل شديد دون الانجراف أو الأنجرار إلى بؤر صراع غير محمودة النتائج.
ثم جاء الاحتلال العراقى للكويت ليضع مصر بحكم الموقع والمكانة فى قلب الحدث لتشارك قواتها فى تحالف دولى عربى تحت مظلة الأمم المتحدة وبقرار من مجلس الأمن تحت الفصل السابع لتحرير الكويت بالقوة العسكرية بعد رفض العراق الانسحاب لتسجل القوات المصرية سطورا من نور فى تحرير الكويت فى عملية عرفت بعاصفة الصحراء ثم جاءت مشاركة مصر ضمن قوات حفظ السلام فى الصومال وقد أدت دورا انسانيا نبيلا فى إغاثة الشعب الصومالى ثم شاركت أيضا ضمن القوات العاملة فى إطار حفظ السلام فى البوسنة والهرسك وكوسوفو وكذلك فى دارفور وجنوب السودان.
النجم الساطع
بدأت هذه المناورات فى 1980 وتقام كل عامين وتعتبر المناورات الأكبر بين الولايات المتحدة ودولة من خارج دول حلف الناتو وقد تطورت هذه المناورات ليشارك فيها العديد من دول العالم منها بريطانيا وفرنسا والمانيا والامارات والكويت وإيطاليا علاوة على الكثير من الدول الراغبة فى الانضمام إلى هذه المناورات الضخمة وكذلك الدول المشاركة بصفة مراقب.
المناورة بدر
فى اوائل التسعينيات بدأت مصر فى إجراء هذا النوع من الأنشطة التدريبية غير الجانب الأكبر من هذه المناورة كان المناورة بدر 96 التى شاركت فيها قطاعا ت كثيرة وكبيرة من القوات المسلحة فى مختلف الإتجاهات الرئيسية والتى أثارت ردود فعل مختلفة احتجاجا من جانب اسرائيل التى اعتبرت هذا النشاط التدريبى مقلق بالنسبة لها.
تدريبات مشتركة
علاوة على ماسبق فإن القوات المسلحة تؤمن بضرورة الانفتاح على كل المدارس العسكرية والاستفادة القصوى من الجميع, من هذا المنطلق تقيم سنويا سواء كل سنة أو عامين مناورات برية وبحرية وجوية مع العديد من الدول أبرزها الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا وإنجلترا والمانيا واستراليا وروسيا واليونان والسعودية فقد أجرت خلال هذا العام مناورة جسر الصداقة مع الجانب الروسى وهى المرة الأولى منذ سنوات طويلة وهو تدريب بحرى وكذلك المناورة مرجان مع الجانب السعودى والتدريب البحرى حورس 2015 مع الجانب اليونانى ومناورة سهام الحق مع الجانب الإماراتى شاركت فيها القوات الجوية والبريه ومناورة ِ«حمد1» مع مملكة البحرين و«خليفة 1» مع الإمارات وكذلك «زايد 1» ومع الولايات المتحدة المناورة البحرية تحية النسر ومع فرنسا مناورة كيلوباترا.
ليس هذا فحسب بل إن الأنشطة التدريبية لاتنتهى فى القوات المسلحة إيمانا منها بأن التدريب المستمر يوفر الدم فى المعركة فمن ضمن الأنشطة المعلن عنها المناورة الجوية مجد والنشاط التدريبى السنوى بدر وهو يتضمن بيان عبور للقناة.
وقد تعمدت القوات المسلحة إلى تنوع تدريباتها وشمولها وإلغاء النمطية فى التدريب بفرض مواقف قتالية غير مخطط لها ومفاجئة ترصد كيفية تعامل القادة والضباط معها بما يثقل مهاراتهم فى القدرة على سرعة القرار.
كما تعمدت اجراء مباريات حربية وهو نوع من أنواع التدريب الراقى يرتقى بالتفكير القتالى والتكتيكى للقادة والضباط وقامت مصر بتطوير مراكز تدريب الجنود والصف وتوفير مستلزمات التدريب.
قلق وترقب إسرائيلى
عبر كتابها ومحلليها بل ومؤسساتها الرسمية اعربت اسرائيل دوما عن قلقها من تنامى قوة الجيش المصرى وتساءلت اذا كانت مصر ترتبط معنا بمعاهدة سلام فلماذا كل هذا السلاح؟! ولماذا هذا التنوع والعدد الكبير من التدريبات والمناورات؟ وكان الاعتراض الأكبر عقب المناورة بدر 96 والتى اكدت قدرة القوات المصرية على تنفيذ الفتح الاستراتيجى بدقة ومهارة فائقة وتوقيتات قياسية وهو مالا لاتجيده فى المنطقة الا مصر واسرائيل والذى يعنى نقل القوات من مناطق تمركزها الأساسية إلى مناطق المهمات إو القتال ثم جاء اعتراض إسرائيلى فى عام 1999 عندما نفذت مصر تدريبا لعبور القناة فى سيناريو يقول بقيام دولة عدو باختراق الحدود الدولية والوصول لمنطقة القناة وكان التدريب يقوم على فكرة صد العدوان وإعادة اوضاع الحدود إلى ما كانت عليه.
سوف تستمر اسرائيل وغيرها تتابع وتراقب تطور ونمو الجيش المصرى ولكن القوات المسلحة مستمرة فى تطويرذاتها لاتبالى بقلق الأخرين, هكذا فرضت الأقدار على الوطن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.