تمر الذكرى 42 على انتصار السادس من أكتوبر عام 1973، التى تعد ملحمة سطرها الجيش المصرى فى الكفاءة القتالية والصبر والعزيمة التى اشاد بها الباحثون العسكريون، إن السبب الحقيقى لهذا الانتصار يعود إلى حب الوطن والولاء والتحدى الذى ملأ القلوب ومن الروح المعنوية العالية التى كانت كفيلة لحسم المعركة. لقد شهدت أرض سيناء على مدى تاريخها ولاتزال العديد من تضحيات وبطولات جيشنا المصرى العظيم للدفاع عن كل حبة تراب ولا يزال أيضا حتى الآن يخوض المعارك ضد العناصر الإرهابية الممولة ولكن جيشنا يؤكد كل يوم أن روح نصر أكتوبر لا تزال موجودة لدى الجنود المصريين وهى مفتاح النصر ولكن ماذا يمثل هذا النصر للأجيال الجديدة؟ ملك فى الصف الأول الثانوى تقول هذا اليوم يمثل لمصر وللعرب ولنا النصر واستردادنا قطعة من أرضنا وهى سيناء وأن ما أخذ بالقوة لايسترد الا بالقوة والمثابرة والصبر وكانت المعركة فى نهار رمضان وكان الجنود صائمين وانتصرنا على اسرائيل التى تصورت انها القوة التى لا تقهر أما جودى فى الصف الرابع الابتدائى تقول: أن المدرسة علمتهم رسم الجندى المصرى وهو يرفع العلم و لكننا لا نعرف ما هى حرب أكتوبر. فهى لم تسمع عنها فى المدرسة ولا تعرفها حتى عن طريق برامج الأطفال التى تتابعها، وأنها سمعت عنها من والدتها و أسرتها. ومن هنا أخذنا خيط الحديث لنسأل خيرية البشلاوى الكاتبة والناقدة الفنية عن مدى أهمية ربط أجيالنا بمثل هذا الحدث التاريخى فقالت لابد من ربط الأجيال المتعاقبة بملحمة انتصار6 اكتوبر تلك البانوراما الرائعة ولابد من القاء الضوء لأجيالنا عن مدى الاستفادة من العبر والدروس وكيف استطاعت العسكرية المصرية تحقيق هذا النصر، فهناك جيل ولد سنة 1973 عمره الآن 42 عاما ولا يدرك معنى النصر.. ان الأعمال الفنية التى قدمت غير كافية ولكن الشئون المعنوية لديها الوثائق والصور الواقعية للمعركة وكيف مدت الكبارى ودور البحرية والجوية عندما تعرضها شاشات التلفاز تعيد لنا ذكريات انعاش الوجدان بالفخر وهى تمد جسور بين أجيال من الماضى والحاضر قيتعلم أبناؤنا كيف استطاعت العسكرية المصرية هدم خط بارليف الذى قالوا عنه لا يقهر واستطاعت بالإبداع والابتكار من خلال خراطيم المياه وهى فكرة غير مسبوقة فى العالم تم استخدامها فى بناء السد العالى. هذا النصر يعلم الأجيال الجديدة أن الجيش المصرى إبن الشعب وإذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر. إن الله حبا جيشنا بالانتماء للأرض. ويجب أيضا الا نغفل دور المرأة التاريخى فى نصر أكتوبر ونعلمه لأبنائنا فهى شاحنة الهمم والمعنويات، تحملت مسئوليتها ومسئولية أولادها وبيتها عندما كان زوجها يخوض معركة الكرامة، وهى الحصن الذى يخرج منه المقاتل وتحملت ثقل الهزيمة من فوق كتفه حتى تحقق النصر. فشعبنا العظيم يتكىء على حضارة وقيم إنسانية ممتدة فى جذور وعمق التاريخ وتراثه عماد الشخصية المصرية.