كثفت المقاتلات الروسية عملياتها ضد معاقل تنظيم «داعش» الإرهابي خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، حيث نفذت 20 طلعة استهدفت 9 مواقع للتنظيم الإرهابي. وأوضح أيجور كوناشنكوف المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية أن الغارات استهدفت مركز قيادة محصن لإحدى التشكيلات الإرهابية بقنبلة خارقة للخرسانة أطلقت من طائرة «سو-34» و»سو -24 إم» ضمن التشكيل الروسي الجوي في سوريا، على مقربة من مدينة الرقة شمال وسط سوريا، مشيرا إلى أن الغارات أسفرت كذلك عن تدمير مخزن تحت الأرض يحتوي على ذخائر ومتفجرات. ونقل موقع «روسيا اليوم» عن كوناشنكوف تأكيده أن المقاتلات الروسية استهدفت قاعدة للإرهابيين ودمرت مخازن أسلحة ل»داعش» في معرة النعمان، مشيرا إلى أنه وفقا للمعطيات الحالية تم تدمير تحصينات للإرهابيين وكذلك مخازن ذخيرة و7 آليات. إلا أنه شدد على أنه لم يتم تسجيل استخدام الأسلحة المضادة للطائرات ضد المقاتلات الروسية في سوريا، وأنه تم إصابة الأهداف بصرف النظر عن حالة الطقس أو التوقيت. وفي واشنطن، حذر الرئيس الأمريكي باراك أوباما من أن العملية العسكرية الروسية في سوريا لدعم الرئيس السوري بشار الأسد تؤدي إلى»كارثة مؤكدة»، لكنه أكد أن واشنطنوموسكو لن تخوضا «حربا بالوكالة» بسبب هذا الخلاف. واتهم أوباما نظيره الروسي بأنه»لا يفرق بين عناصر «داعش» في العراق والشام والمعارضة السنية المعتدلة التي تريد رحيل الأسد». وأضاف أنه «من وجهة نظرهم كل هؤلاء إرهابيون، وهذا يؤدي الى كارثة مؤكدة». كما حذر من أن استمرار الغارات الجوية الروسية على سوريا ستؤدي إلى سقوط الجميع في «مستنقع». وأكد أن واشنطن «ستواصل دعم» المعارضين المعتدلين لأن هذه المجموعات «تستطيع المساعدة في جمع القطع والربط بينها لإقامة دولة متماسكة ومتجانسة»، مشددا على أن الغارات الجوية الروسية «على المعارضة المعتدلة لن تكون مجدية». وقال أوباما إنه يرغب في العمل مع بوتين خصوصا إذا ساعدت موسكو في «تسوية سياسية» بدلا من مضاعفة دعمها العسكري للأسد. كما أكد أوباما أنه أبلغ بوتين باستعداده للعمل معه «إذا كان يرغب في البحث مع شريكيه الأسد وإيران، قضية الانتقال سياسي». وفي لندن، حذر مايكل فالون وزير الدفاع البريطاني من أن ضربة جوية واحدة بين كل 20 ضربة روسية في سوريا تستهدف مواقع تنظيم «داعش» الإرهابي، متهما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقتل المدنيين في إطار دعمه للرئيس السوري بشار الأسد بدلا من التصدي لعناصر داعش التكفيرية. وأوضح فالون، في مقابلة مع صحيفة «صن»، أن الغالبية العظمى من الضربات الجوية الروسية لا تستهدف التنظيم التكفيري على الإطلاق. كما اتهم فالون بوتين بتعقيد الموقف في سوريا، مشيرا إلى أن الحكومة البريطانية حققت تقدما في إقناع نواب من حزب العمال المعارض بدعم القرار بشن غارات جوية ضد مواقع الإرهابيين في سوريا. وأضاف أن عدم شن ضربات سيكون أمرا خاطئا من الناحية الأخلاقية.وتابع: «لا يمكننا أن ندع للطائرات الفرنسية والأسترالية والأمريكية مهمة إبقاء شوارع بريطانيا آمنة».وفيما يتعلق بالموقف التركي من الضربات الروسية، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه سيبلغ موسكو، خلال لقائه المرتقب مع بوتين، بضرورة مراجعة خطواتها الخاصة بالشأن السوري ، مشيرا إلى أن القصف الجوي الروسي استهدف ما وصفه ب «المعارضة السورية المعتدلة والمدنيين العزل».وأوضح أردوغان أن روسيا بررت غاراتها الحالية بأنها أرسلت طائراتها تلبية لدعوة السلطات السورية.
