يرى سياسيون واقتصاديون ان سماسرة الانتخابات ظاهرة موجودة فى مصر منذ بدء الانتخابات فى عام 1924، وان الانتخابات البرلمانية موسم لهؤلاء والذين يختلف نشاطهم فى المدن عنه فى القرى والصعيد حيث يكثر ويتوسع نشاطهم فى المدن ويختلف فى الوقت ذاته من منطقة لأخرى ففى الأحياء الشعبية يزيد نشاطهم نظرا لارتفاع نسبة الفقر والجهل فى هذه المناطق عكس الأحياء الراقية فتصعب مهمتهم فيها لارتفاع نسبة الوعى والثقافة السياسية . ومن الواضح أن الفقراء هم ضحية وفريسة السماسرة ، وان النظام الانتخابى بين القائمة المطلقة والفردى سبب أساسى فى انتشارها . وقال عصام شيحه القيادى بتيار إصلاح الوفد ان سماسرة الانتخابات ظاهرة مرتبطة بالنظام الفردي،وكلما كان النظام الانتخابى يميل للفردى زاد دور سماسرة الانتخابات ،وقل دورهم فى القائمة النسبية غير المشروطة. وتابع قائلا إن عزوف قطاع من الناخبين عن المشاركة فى الانتخابات أحد أسباب وجود هؤلاء السماسرة ،بالإضافة إلى ان هذه الظاهرة مرتبطة بوجود المال السياسى ،وأيضا مرتبطة ارتباطا وثيقا بالظروف الاجتماعية والاقتصادية للبلد ،فكلما زاد الفقر فى مكان ما زاد عدد السماسرة ،ولذلك فإن الفقراء ضحية سماسرة الانتخابات ،موضحا ان وجود هؤلاء السماسرة فى الحضر أكثر من الريف ونوعيتهم تختلف حسب طبيعة المكان وظروفه الاجتماعية والاقتصادية. وتوقع القيادى بتيار إصلاح الوفد ان سماسرة الانتخابات سيلعبون دورا فى الانتخابات المقبلة. من جانبه يرى عبد الغفار شكر رئيس حزب التحالف الشعبى الاشتراكي، ان سماسرة الانتخابات موجودون منذ بدء الانتخابات فى مصر فى عام 1924 ،وهى أول انتخابات أجريت بعد صدور دستور 1923 ،ومنذ ذلك الوقت ظهرت هذه الفئة من السماسرة ،موضحا ان وجودهم يختلف من منطقة إلى أخرى ففى الريف نجد ان هناك شخصيات لها تأثير على الأهالى بحكم تعليمهم أو عائلتهم . واوضح ان هؤلاء يتولون بالنيابة عن المرشح حشد الأصوات له فى الصندوق الانتخابى ،مضيفا ان السماسرة يحصلون على أموال من المرشح لتغطية تكاليف تحركاتهم بين الأهالى والناخبين للتصويت للمرشح، مشيرا إلى ان المبالغ المدفوعة للسماسرة فى الريف ليست كبيرة. وحسب رؤية شكر فإن طبيعة سماسرة المدن تختلف عن الريف ،حيث ان المدينة مساحتها اكبر وتتفاوت فى المستوى ،مؤكدا ان الأحياء الراقية لا يستطيع السماسرة السيطرة أو التأثير عليهم، عكس الشعبية والفقيرة يكون تأثير السماسرة فيها اكبر، وسيطرة بعض المرشحين على أصوات بعض القرى والصعيد والوجه البحرى يرجع إلى ان المرشحين لديهم دراية ومعرفة بكل هذه المناطق وبالتالى يستخدمون أساليبهم الخاصة للحصول على أصوات أهالى هذه الأماكن ،وكما يرى شكر ان الفقر من العوامل المتسببة لوجود ظاهرة السماسرة. وفيما يتعلق باستمرار هذه الظاهرة من انعدامها يقول شكر إنها ظاهرة مستمرة ولن تتغير الا بالتحضر والتقدم للناخب وأيضا بوجود التنمية الاجتماعية والاقتصادية والرفع من مستوى معيشة الفرد بطريقة تتواكب مع العصر الذى يعيشه، وبالتالى لا يقع فريسة للسماسرة مقابل حفنة من المال، وان يصبح الناخب حرا فى آرائه. وقال نبيل زكى المتحدث الرسمى باسم حزب التجمع، إن وجود ظاهرة سماسرة الانتخابات مرتبطة بوجود المال السياسى والرشاوى الانتخابية،متوقعا ان تستمر هذه الظاهرة بسبب رجال الأعمال الذين يلعبون دورا فى الانتخابات المقبلة،بانفاق أموال طائلة لدفع الناخبين فى اتجاه معين. ويرى زكى ان مهمة السماسرة ليست سهلة فى الوقت الراهن لارتفاع مستوى الوعى السياسى والثقافة لدى المواطنين وبخاصة بعد ثورتى 25 يناير و 30 يونية،مطالبا اللجنة العليا للانتخابات ان تطبق القواعد التى وضعتها لضمان سلامة ونزاهة وشفافية العملية الانتخابية ،مشددا على شطب المرشح الذى يخرج على هذه القواعد أو يستخدم مثل هؤلاء السماسرة للاستعانة بهم فى تسهيل الرشاوى الانتخابية ،وكذلك شطب أى مرشح يتجاوز سقف الإنفاق المالى فى الانتخابات أو من يستخدم الشعارات الدينية وهذا الأمر له سماسرة أيضا .