هى انجيلا ميركل مستشار المانيا صاحبة السبق الإنسانى فى منتدى العالم الذى غربت عنه الانسانية بمعناها الحقيقي، وخاصة ازاء مايحدث فى ساحات تمتليء بالمكلومين والمقهورين الهاربين من أوطانهم للبحث عن مكان آمن يأويهم يريدون أن يجدوا ضالتهم فى الغرب، والسؤال ماهو السبب الرئيسى الذى أوصل الى هذه النتيجة المخزية لنا جميعا نحن العرب. الإجابة السكوت واللامبالاة ازاء هذه الأحداث، ولم نأخذ الردع منذ البداية لأننا أخطأنا التقدير وهو ما أوصل الى هذا الامتداد الفظيع حتى تربعت ميليشيات الدم والنار والدمار على الأرض السورية والعراقية وبعض الدول العربية وبدأ هناك تواصل دموى بين داعش واخواتها لتفريغ هذه الدول من محتواها البشري، وعدم توحدنا ازاء الأخطار المحتملة والتى نبه اليها العديد من الحكماء، بأننا مقبلون على أخطار ولكن لم يكن هناك إلاخواء طبل فى واد أفلس ليس فيه روح.. فكان لنا مانراه من اسراب راحلة تصحبهم المواجع والقهر ذاهبين الى المجهول الى أرض غريبة عنهم الى ان وصلوا الى محطة ظنوا أن فيها مضاجع تريح أجسادهم المنهكة، وما إن خطوا على أرصفة دول البلطيق وأعنى بها دولة المجر، فإذا هى توصد الأبواب فى وجوههم ويعلن الاتحاد الأوروبى قلقه ازاء هذه الجموع الزاحفة الى أراضيهم بأطفال رضع وشيوخ ركع ونساء وشباب وبات الخوف يتسرب الى نفوسهم بأن ماقطعوه من حل وترحال قد جاء بالفشل فاذرفت الدموع من المآقى وحامت حولهم الأفكار خوفا من تشرد يتحولون فيه اشلاء تتناثر فى ازمة مجهولة الى أن أعلنت انجيلا ميركل ترحيبها لكل اللاجئين، الامر الذى جعل دول الاتحاد تحذو حذوها وعليه رحبت النمسا وبعض الدول الأوروبية وتم الاتفاق على توزيع كوتة اللاجئين هذه وقفة أمام مانراه من أحداث تحمل الينا الخزى والعار. انه خنجر فى رقبة العرب أن يروا أبناءهم بهذا التشرد ويقفوا ساكتين إلا من مصمصة الشفاه. لقد بات العالم ينظر الينا بأننا قوم هزيل غابت عنه العدالة والانصاف كان من الممكن أن نصمد ونراجع فإلى متى سنظل عاجزين، وماذا بعد هذه المناظر المؤلمة ان البيوت خربت والأراضى هجرت حتى ملأها البوم، وصلة الارحام قطعت، والمدارس أصبحت خاوية لأن أطفالها رحلوا، وعلماءها تفرقوا وشبابها أفشله اليأس ورحل بعيداً وهو يهذى لايعرف اين المصير، حتى شيوخها من سيوارى أجسادهم فى تراب غريب عليهم . هذه اللوحة اليائسة لتدمى القلوب وتحمل أسئلة عالقة بين دماء سالت، والغريب المضحك المبكى أن نجد ترحيبا من الغرب فوقفوا مرحبين بالقادمين هذا هو السلوك الحضارى يتبعه الغرب ولانتبعه نحن مع أبنائنا. ويبقى سؤال، هل سيتحول هؤلاء الفارون من الجحيم الى لاجئين مثل لاجئى عرب فلسطين سنة 48، واليوم عرب سوريا والعراق، ولدينا «البوم» من الصور يحمل هويات أخري، هل ستسقط عنهم الجنسية ويتحولون الى لاجئين، بذلك يكون الدور قادم على بقية العرب. لمزيد من مقالات ماجدة حسنين