فجرت الخلافات بين ورثة الداعية الإسلامية زينب الغزالي, وبين أسرة مسلسل أم الصابرين الذي يتناول مسيرة حياتها, مشكلة متجددة كلما تناولت الدراما سيرة ذاتية لشخصية ما. فدائما ما يطالب الورثة بمقابل مادي, وهو ما نفاه ورثة زينب الغزالي, أو يطالبون بالاطلاع علي السيناريو لفرض رؤية معينة حتي لو اتفقت مع الواقع فربما لا تتفق مع الخط أو الحبكة الدرامية التي يتناولها العمل. والمشكلة أن الدراما العربية في تناولها للسير الذاتية فغالبا ما تقدم شخصية مثالية خالية من الأخطاء أو الأطماع أو الشهوات وغيرها من الصفات الإنسانية, وكأنها تقدم سيرة واحد من الملائكة, وذلك علي عكس الدراما الأجنبية التي تتناول السير الذاتية بنقاط ضعفها الإنسانية مما يجعها أقرب الي الصدق والإنسانية. ولقد شاهدنا أعمالا درامية تناولت السير الذاتية فلم تثر مشاكل إما لأنها قدمت الشخصية بطريقة مثالية تماما كما حدث في مسلسلات أم كلثوم والملك فاروق ومصطفي مشرفة وأفلام ناصر والسادات, وإما لأنها اعتمدت علي كتاب لصاحب السيرة نفسه كما حدث في سير طه حسين والعقاد. أما الأعمال التي حاولت تقديم شخصيات إنسانية لها جوانبها الإجابية والسلبية ففد أثارت غضب الكثيرين ومنها مسلسل الجماعة عن سيرة حسن البنا, والشحرورة عن حياة صباح, وأسمهان. بينما كانت هناك مسلسلات عن عبد الحليم وسعاد حسني وليلي مراد والملكة نازلي امتلأت بمعلومات غير دقيقة وغير صحيحة فلم تعش في ذاكرة المشاهد. وما نريد أن نقوله لورثة أي شخصية, إن الدراما لا يمكن أن تكون توثيقا دقيقا للشخصية وسيرة حياتها, ولكنها تلقي عليها الضوء وتقدمها للأجيال الجديدة ربما لا تقرأ وتستمد معلوماتها من الإنترنت أو التليفزيون, فلا تقفوا حجر عثرة أمام تقديم السير الذاتية دراميا لأنه بالتأكيد أمر ايجابي. المزيد من أعمدة جمال نافع