سامح الكاشف ماتفسروش حلمي أنا بس بتمني ريحة خبيز أمي جايالي من الجنة الليلة ليلة قدر سامع في قلبي أدان اصحي وصلي الفجر جواي زي زمان وحشاني يا أمي صوتك في حوش البيت ملا قلبي بالحواديت سمعني ناي بكاي بيغني من جواي ماعرفش طعم الشاي غير من ايدين أمي. هذا ما سمعته من قلب الفنان الشاب كريم آدم في أثناء حديثي معه والذي ذاب وتعذب من آلام الغربة, كريم شاب مصري اصيل, وشه عليه سمرة من لفحة الشمس, كلماته رقيقة تنضح حبا وصدقا وحنية عينه حيرانة من نظراتها للمستقبل. فنان تشكيلي ومصمم جرافيك, تخرج في فنون جميلة بالاسكندرية, صمم العديد من الأغلفة المتميزة والتي صنعت له اسما بارزا رغم صغر سنه. الناظر إلي عيون كريم ينفذ إلي محبوبته الابدية التي تتملكه وتأخذ بكل كيانه إنها ربة الفن حيث تسجل عيناه كل ما هو جميل لتتجمع صورة مكتملة للمحبوبة في قلبه الدافيء, نفذت إلي داخله وتجولت فرأيته عاشقا لشيء واحد لا ينساه فالعاشق هو الكائن الوحيد الذي يحتفظ بذكري ما لشيء مهم به مهما تغيرت الظروف وتبدلت الاحوال, تنعكس عليه فتملأه اصالة التي هي المنبع الاساسي للفن والنواة الاولي لكل اشكال الابداع. سألته عن علاقته الأولي بتصميم أغلفة الكتب, فابتسم ابتسامته الصافية المعهودة وقال إن الفكرة كانت بعيدة وجاءت مصادفة بعد كتابة اصدقائي مصطفي فتحي وتامر جابر لرواية حدوتة عبرية وقمت بالتصميم الخارجي والداخلي لها وقد حاز اعجاب الكثيرين ومن هنا كانت الانطلاقة مع اكثر من دار نشر. وقال أيضا إن أي مصمم يكون شغله الشاغل هو عامل الانتشار ومن ثم يحاول ان يصمم غلافا لكاتب كبير لانه اسم المصمم سيكبر في هذه الحالة أيضا. يعتبر كريم غلاف رواية سماء أقرب للكاتب محمد خير هو الأقرب لقلبه ويعتز بالعمل مع الكاتب محمد فتحي ويتمني العمل مع صديقه عمر طاهر. وعمن تأثر بهم كريم في المجال قال إن الأساتذة اللباد وحسين جبيل ووليد طاهر هم من ساهموا في تشكيل وجدانه, وعن التيمات والألون والأيقونات والتركيبات قال إن ألوان المكسيك ودول أمريكا اللاتينية وشرق آسيا هم الأنسب للذوق المصري. علق كريم علي ضعف الامكانات بكليات الفنون المصرية علي الرغم عما تحويه من كفاءات ونبوغ في شتي مجالات الفن, ولكن الدراسة مهما تكن تسهم بشكل كبير في التشكيل الوجداني للفنان. أرجع كريم فساد ذوق بعض الناس لدخلاء المهنة والذي يكون الغلاف بين أيديهم ضحية الإرتجال. وعلق علي قوة وإبهار وسحر الألوان وبهجة الأضواء في الأغلفة الأخيرة بأنه وضع نفسه مكان القارئ الزائر للمكتبة ويمر علي رفوفها فوجد أن هناك كتبا مهمة ولكن أغلفتها فقيرة فلا تلفت الانتباه وتصرخ في وجه الزائر أنا أهو. وعن الغلاف الأبيض قال كريم إنه سيد الأغلفة وأصعبها في تكويناته وتشكيلاته وصورته النهائية. أخيرا اعتبر الفنان كريم آدم أن الغلاف يجب أن يضيف لاسم الكتاب وليس معبرا عنه فقط فقوته في ايحائه بالفكرة وإعطاء ملخص كامل للقارئ عن محتوي ومضمون الكتاب