رحلة من العذاب والمعاناة داخل المستشفيات الحكومية ببورسعيد،عنوانها الإهمال وسوء الخدمة والإستهانة بأرواح البسطاء، «الأهرام» رصدت صرخات وأنين المرضى بالمستشفيات من سوء الرعاية الطبية، وصرخات ذويهم لعدم توافر المستلزمات الطبية الصحية وكالعادة يصرخون ولا أحد يستمع الى صراخهم أو حتى يشعر بهم . يقول الدكتور محمد مطاوع عميد كلية الطب السابق بجامعة بورسعيد ان المستشفيات داخل المحافظة تفتقر الى أهم التخصصات مثل جراحة المخ والأعصاب والأوعية الدموية والسموم الإكلينيكية، مشيراً الى أن هناك مايقرب من 150 حالة مرضية حرجة يتم تحويلها كل ثلاثة أشهر من مستشفيات المحافظة الى المستشفيات الجامعية بمحافظات الإسماعيلية والمنصورة والزقازيق لتلقى العلاج هناك، وأن 20% من هذه الحالات ، تلقى حتفها بسبب طول السفر لتلك المحافظات، لأن هذه الحالات تعانى من نزيف بالمخ وتحتاج الى تدخل سريع لإنقاذها . وليد الحسينى والد الطفل «محمد» مريض بسرطان من الدرجة الرابعة يقول أنه ذهب لمستشفى سرطان الاطفال 57357 لعلاج نجله، ولكن أصطدم بواقع آليم يحمل ذلا ومهانة ووجعا، حيث رفضت المستشفى إستقبال الطفل للعلاج، رغم أنها شيدت بتبرعات المصريين، ويتساءل .. لماذا لا توجد مستشفى لعلاج الأورام ببورسعيد؟.. وبعد أن تدهورت حالة محمد قامت والدته وأقاربها برفع لافتات أعلى الممشى السياحى المواجه لمدخل قناة السويس، «أبسط حق لينا .. بناء مستشفى لعلاج السرطان»، و«محتاجين أطباء لمتابعة حالتنا»، «أحنا بنموت كل يوم»، ووجهت الأم رسالة للرئيس عبد الفتاح السيسى للتدخل السريع لقبول نجلها بمستشفى 57357 قبل فوات الآوان، كما وجهت الأم رسالة الى أهالى بورسعيد والتجار الشرفاء والمرشحين للبرلمان، ليتبرعوا لبناء مستشفى لرعاية مرضى السرطان بالمحافظة، بدلا من المعاناة والسفر الى المحافظات المجاورة لرفع المعاناة عن مرضى الاورام ببورسعيد . ويقول حازم ابراهيم ان المرضى يقومون بشراء المستلزمات الطبية على نفقاتهم الشخصية، وان المستشفيات هى عبارة عن «شكل جميل من الخارج وفساد وإهمال من الداخل». وتشير آيه ناصر الى أن المحافظة بها مستشفى متخصص لعلاج مرضى الفشل الكلوي، ورغم الملايين التى يتم صرفها من الجهاز التنفيذى للمدينة الحرة على الفرق الرياضية، لم يفكر أى محافظ أو تجار المحافظة فى إنشاء مستشفى تخصصى مثل مستشفى الدكتور محمد غنيم بالمنصورة، وتضيف قائلة: والدتى توفيت خلال فترة الغسيل الكلوى بمستشفى بورسعيد العام كما توفى والدى قبلها بنفس المرض، وهناك أعداد كبيرة من مرضى الغسيل الكلوى يدفعون حياتهم ثمناً لعدم وجود مستشفى متخصص لحالات الكلى والطوارئ، وفى بورسعيد يتم عملية الغسيل للمريض فقط، واثناء الغسيل ينتقل له أمراض أخرى مثل الإلتهاب الكبدى الوبائى ويدخل المريض فى معاناة اخري. ومن جانبه ،أكد محافظ بورسعيد اللواء مجدى نصر الدين أن مدير مديرية الشئون الصحية الدكتور إسلام رمضان يقوم بعمله على أكمل وجه، مشيراً الى تواصله المستمر مع وزارة الصحة وإدراج مستشفيات المحافظة ضمن عمليات التطوير، وأنه أنهى مشكلة مستشفى النساء والولادة، وسيتم افتتحها خلال الشهر الحالي، كما قام بتطوير مستشفى بورفؤاد العام وتزويده بجهاز أشعة مقطعية جديد سيضاف للمنظومه الطبية للمستشفي، أضافة لإدراج مستشفى النصر العام فى خطة وزارة الصحة، موضحاً أن المستشفى كان العمل متوقفا بها منذ عام 2004، وتم إدراجها ضمن خطة موازنة وزارة الصحة عام 2015/2016 حيث تم تعديل مبنئ الطوارئ بمستشفي النصر، وتحويله لمستشفي تخصصى للأطفال، إضافة إلي إنشاء مستشفي بسعة 100 سرير، مجهز بجميع الإمكانيات، ويحتوى علي جميع التخصصات، حيث يخدم هذا المستشفى قطاعًا كبيرًا من المواطنين.