تجردا من إنسانيتهما واحترفا عالم الجريمة وأصبح والداهما من ضحاياهما و ذاقا منهما الضرب والتعذيب والتنكيل أمام الجيران حتي فاض بهما الكيل وتوجها إلي قسم شرطة الهرم ليطلبا الحماية والنجدة بعد ان هانا علي فلذات كبديهما، وإنتفض العقيد أسامة عبدالفتاح رئيس مباحث الهرم من بكاء و دموع أبوين عجوزين تكاد تحترق وجنتيهما. وتوجه علي رأس قوة من القسم إلي منزلهما حتي يحميهما من إبنيهما، الا ان الولدين تعديا علي القوات واطلقا الرصاص ليستشهد أمين شرطة مما إضطر القوات للتعامل معهما ليلقيا مصرعيهما بينما يصاب ضابط آخر من قوات الأمن المركزي لتنتهي بذلك قصة العقوق الكبري بشارع المجزر الآلي بعد أن قدم أمين شرطة روحه فداءً لأبوين من ظلم إبنيهما. استاء الجيران من ذلك المشهد المتكرر وهو الحاج زكي مرسي و زوجته العجوزين و هما يبكيان أمام منزلهما مما يتعرضان له من بطش و لديهما اللذين فقدا كل معاني الرجولة وخلا قلباهما من أي ذرة من الإيمان بعدما إحترفا الجريمة و أصبحا من أشهر البلطجية بالمنطقة، وعندما حاول الجيران التوسط للأبوين العجوزين كانا مصيرهما التنكيل والتعرض للإهانات و التعدي بالضرب. قلوب تحجرت و مشاعر حيوانية و مع تكرار حالات التعدي علي الأبوين و تعرض الجيران للإعتداءات من قبل هذين الإبنين العاقين أصبح الجميع يخشي التدخل حتي بات الأب وزوجته العجوزان لا حول و لا قوة لهما من بطش إبنيهما و لا مواسي لهما سوي دموعهما و حسرتهما علي ما هما فيه فينظران حولهما ليجدا كل الآباء و الأمهات يكرمهم أبناؤهم أما هما فجزاؤهما الضرب و الإهانة، و بقلب الأب و الام كانا يدعوان لهما بالهداية إلا أن الحال كان يزداد سوءا, وعندما يئسا منهما لم يجدا أمامهما سوي قسم الشرطة لعله يكون رادعا لما يلقياه من إهانات و تعذيب علي يد أقرب الناس إليهما، فبعد أن تعدي الشابان علي والدهما بالضرب المبرح و عندما عاتبتهما أمهما لاقت نفس المصير، فقررا أن يتوجها إلي قسم شرطة الهرم ليستقبلهما العقيد أسامة عبدالفتاح رئيس مباحث الهرم ومعاونوه وفور إخطار اللواء مجدي عبدالعال مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة أمر بتوجيه قوة من القسم للقبض علي الإبنين العاقين وعندما فتح أحدهما الباب اشهر سكينا محاولا الإعتداء علي القوة و بعدها صعد مع شقيقه أعلي المنزل واطلقا الرصاص من بندقيتين كانتا بحوزتهما مما تسبب في إستشهاد أمين الشرطة تامر أحمد رمضان من قوات القسم وفور إخطار اللواء رضا العمدة مدير المباحث الجنائية بالجيزة أمر بتوجيه تعزيزات أمنية من قوات الأمن المركزي وبمساعدة ضباط المباحث تم التعامل من المتهمين حيث أصيب ضابط من قوات الأمن المركزي وبعد معركة سقط الشقيقان العاقان أحمد وحسن زكي قتيلين واستشهاد أمين شرطة وأصيب ضابط في مهمة إنسانية من أجل إنقاذ ابوين عجوزين من بطش إبنيهما، و علي الرغم من كل ما عاناه الابوان عندما شاهدا إبنيهما قتيلين إنهمرت دموعهما و بكيا في مشهد مهيب أبكي كل من حولهما ليعلم كل من يعق والديه أنهما أقرب الناس إليه و أنهما من يشعران بألامه و احزانه و إن كان عاقا لهما ليحتضن الأب و الأم جثتي إبنيهما و دماؤهما تغرق ثيابهما و تختلط دموعهما بهذه الدماء لتنتهي بذلك قصة إبنين عاقين بالموت، وهو أقل ما يمكن أن يعاقبا به وامر المستشار ياسر التلاوي المحامي العام لنيابات جنوبالجيزة بتشريح جثتيهما.