أشاد علماء الأزهر والأوقاف بالمبادرة التى طرحها الرئيس الإندونيسى خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده أمس مع الرئيس عبدالفتاح السيسى بإطلاق حملة عالمية تشارك فيها جميع الدول الإسلامية لتصحيح صورة الإسلام ومواجهة الفكر المتطرف والإرهاب تحت شعار: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ»، وأن يتم تبنى تلك المبادرة على مستوى الدول الإسلامية وفى المحافل الدولية. كما أشاد العلماء بترحيب الرئيس السيسى بدعم تلك المبادرة، التى جاءت فى سياق نداء الرئيس المتكرر بتجديد وتصويب الخطاب الدينى فى مواجهة الفكر المتطرف ، وأكدوا أنها جوهر رسالة الإسلام السمحة والقيم العظيمة التى بنى عليها ديننا الحنيف. وقال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، فى تصريح ل «الأهرام»، إن مضمون المبادرة جدير بالتقدير والتشجيع والتأييد لأن مواجهة الإرهاب تقوم على أساسين مهمين، الأول هو تفكيك الفكر المتطرف وكشف أباطيله وزيفه وضلاله حتى لا ينخدع به شبابنا أو يقعوا فريسة لهذه التنظيمات الإرهابية. وأضاف: إن جوانب التفكيك وحدها لا يمكن أن تكون كافية فى بناء منظومة قيمية، أو فى تصويب المفاهيم الخاطئة، لأن هذا التفكيك يظل فى مقام الدفاع فقط، ونحن نريد أن نتقدم خطوات جادة من موضع الدفاع إلى موضع الانتشار وإبراز الصورة السمحة والقيم العظيمة التى بنى عليها ديننا الحنيف، وهو ما يتلخص فى قول الله تعالى لنبينا صلى الله عليه وسلم: «وما أرسلنك إلا رحمة للعالمين»، حيث جاء التعبير بأسلوب القصر لتأكيد قيام الإسلام فى كل جوانبه على الرحمة الكاملة، وهذه الرحمة ليست للمسلمين وحدهم، ولا للمؤمنين وحدهم، وإنما هى للعالمين، وهذا هو لب رسالتنا فى وزارة الأوقاف المصرية فى الداخل والخارج. ومن جانبه، أشاد الدكتور محمد مهنا أستاذ القانون الدولى ومستشار شيخ الأزهر بالمبادرة، وقال إن كل العلماء، سواء بمصر او العالم الإسلامي، يقع على عاتقهم تصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام فى الخارج. وأضاف أن الأزهر الشريف بجميع مؤسساته يعمل بكل طاقاته فى نشر الدين الوسطى الصحيح منذ أن طالب الرئيس السيسى بتجديد الخطاب الديني، وقبل ذلك من خلال إرسال القوافل الدعوية التى تجوب العالم، سواء فى إفريقيا أو أوروبا لنشر الدين الإسلامي، وإزالة ما التصق به من غلو من هؤلاء المنحرفين فكريا، وتشويه صورة الإسلام فى الغرب. وفى سياق متصل، أكد الدكتور أحمد كريمة الأستاذ بجامعة الأزهر أن مبادرة «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ» التى أطلقها رئيس اندونيسيا أكبر دولة بها عدد سكان مسلمين هى دعوة جاءت فى وقتها، وخصوصا بعد ما أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى دعوة تجديد الخطاب الديني. وأوضح أن المبادرة تقضى على فرق التشدد والمغالاة فى الدين الذين يستخدمون الدين فى التطرف والعنف، ونحن نعلم أن اندونيسيا وماليزيا من الدول التى تعانى اختراق الجماعة المتطرفة. وأضاف: إنه من الواجب أن تعود للأزهر الريادة من خلال نشر الدين الوسطى فى كل أنحاء العالم من خلال علماء الأزهر الأجلاء، وطالب بضرورة أن يكون هناك مجمع فقهى فى الأزهر يمثل كل الدول الإسلامية، وأن يكون هدفه حصر ورصد الآراء الشاذة والمفاهيم المغلوطة من خلال تشكيل فريق بحثى من أكفأ المتخصصين فى العلوم الشرعية والعقيدية، سواء من الأزهر أو الكليات المناظرة المعتمدة المتخصصة فى أصول الدين والشريعة الإسلامية. ومن ناحية أخري، قال الدكتور محمد البحيرى إمام وخطيب مسجد الزهراء بمدينة نصر، إن المبادرة تمثل خطوة مهمة فى مواجهة الإرهاب، والتحذير من خطر المشوّهين للإسلام، ودعوة لإزالة غبار الكسل لمواجهة هذا الخطر الذى يشوه صورة الإسلام بالغلو والتطرف، ودعوة للوقوف صفا واحدا فى وجه الإرهاب والتطرف والتشدد والعنف. وأوضح أنه لا صلاح للبشرية إلا باتباع هذا المنهج الذى طبقه رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وسار صحابته رضوان الله عليهم من بعده على النهج الوسطى نفسه، وقال إن حالة العنف والإرهاب المنتشرة فى العالم العربى أصبحت عبئا كبيرا على الدول، ويجب على العلماء مواجهتها لأنهم أهل لتفنيد شبهات الإرهاب الباطلة.