اعتبر الدكتور حسام مغازى وزير الموارد المائية والرى أن أحد الإنجازات الرئيسية للزيارة الرئاسية المصرية لسنغافورة هى أن مرحلة جديدة من الشراكة بين الدولتين قد بدأت، وبدأ معها دخول مصر فى عصر استخدام أكثر التكنولوجيات المتطورة فى العالم كأحد الخطوات المهمة لبناء مصر الحديثة، والتى ستكون فى مصاف الدول الكبرى خلال سنوات قليلة. وأشار الوزير إلى أنه تم الاتفاق على قيام الجانب المصري، خلال فترة ثلاثة أسابيع، بمد الجانب السنغافورى بالبيانات والمعلومات المطلوبة، يعقبه إرسال الجانب السنغافورى العرض الفنى المتكامل، والبدء فى تنفيذ المشروعات المتفق عليها فور وصول العروض الفنية النهائية، واعتماد الحكومة التمويل اللازم لها، فى فترة من المتوقع ألا تزيد على شهور قليلة. وأوضح وزير الري، فى حوار هاتفى من سنغافورة مع «الأهرام»، أن الزيارة نجحت فى ترك انطباعات قوية وإيجابية جدا لدى الجانب السنغافورى بجدية القيادة السياسية والرئيس السيسى نفسه عبر الدخول فى مناقشات دقيقة ومستفيضة وحريصة على التنفيذ للمشروعات فى أقل وقت ممكن وبأقل تكلفة، والاهتمام المصرى الكبير بتوفير جميع الاحتياجات التنموية وخاصة الموارد المائية السليمة والقضاء على أى ملوثات. كما كشف للأهرام عن الكواليس التى لم تنشر حول لقاءات السيد الرئيس خلال زيارته لسنغافورة.... وكان الحوار التالي: ما هى أهم مدلولات اهتمام الرئيس بقضايا المياه فى زياراته الخارجية؟ تعد زيارة الرئيس السيسى أول زيارة لرئيس مصرى يضع قضايا المياه فى أولوياته خلال زياراته الخارجية خارج دول حوض النيل، وذلك لاهتمامه الشخصى وقناعاته بأن المياه وتحسين نوعياته أساس مهم للتنمية والحفاظ على الصحة العامة وبناء حياة جدية على ارض مصر وتوفير الاحتياجات المستقبلية، ليس لعام او حتى عشرة، وإنما للأجيال القادمة خلال عشرات السنوات القادمة. وأعتقد أن المياه ستكون احد اهم المحاور خلال معظم جولات وزيارات الرئيس السيسى القادمة حول العالم للارتقاء بمستوى الخدمات المجتمعية والانسانية المقدمة للمواطنين وفى مقدمتها مياه الشرب والصرف الصحي، وأؤكد أن هذه الزيارة سيعقبها تعاون غير محدود بين مصر وسنغافورة لإظهار مدى قوة القدرات المصرية فى المجالات الهندسية المائية المختلفة، وخاصة البحثية التى نسعى أن تصل إلى تعاون وتكامل بحثى وعلمى إقليمي. ما أهم ما تم تحقيقه من إيجابيات؟ بالنسبة لوزارة الرى كان أحد أهم الملفات التى تم التباحث حولها مع الجانب السنغافورى خلال زيارة الرئيس السيسى لسنغافورة ملف التعاون ونقل الخبرات التكنولوجية المتطورة فى مجال تحسين نوعية المياه وإعادة استخدامها والاستفادة من التجربة السنغافورية التى استطاعت تحويل المياه الملوثة إلى أنقى مياه على مستوى العالم، فضلا على نجاحها فى الاعتماد على أربعة مصادر للمياه، هى مياه التحليه لمياه البحر، وإعادة استخدام المياه العادمة الأخري، ومياه الأمطار القادمة من ماليزيا، وذلك فضلا على قيام سنغافورة بإقامة اكبر محطة بإفريقيا لتحلية مياه البحر بالجزائر ويصل إنتاجها إلى 500 ألف متر مكعب يوميا. ما السبب فى استمرار زيارتكم لسنغافورة بعد انتهاء زيارة الرئيس؟ السبب فى استمرار الزيارة لمدة يومين بعد انتهاء زيارة الرئيس السيسى هو استكمال المشاورات الفنية بشكل أكثر استفاضة، والقيام بزيارات ميدانية لعدد من مواقع المشروعات المائية الشبيهة بمشروعات معالجة المياه وتحسين نوعيتها، فى عدد من المجارى المائية التى ترغب مصر فى تنفيذها بالتعاون مع الجانب السنغافوري والتعرف على أحدث ما توصل إليه العلم الحديث فى هذه المجالات، خاصة أن سنغافورة كانت تعانى من أكثر الأنهار تلوثا فى العالم واستطاعت تحويل مياهه إلى نوعية صالحة لجميع الاستخدامات والأغراض التنموية وبمواصفات عالمية وأصبحت تتباهى بهذا الإنجاز الكبير، كما استطاعت سنغافورة الوصول بمعالجة مياه الصرف الصحى والصناعى العادمة، التى لا يمكن استخدامها بالطرق التقليدية، لمستويات غير مسبوقة، حيث تمكنت من الوصول الى مستوى تحويل مياه الصرف الصحى الى مياه شرب نظيفة مطابقة للمواصفات العالمية للمياه الصحية الصالحة للاستخدام الإنساني، وبالفعل يتم تعبئتها فى زجاجات للشرب، وهذا دليل على مدى التقدم التقني، ولكن لن يكون مقبولا فى مجتمعاتنا استخدام مياه شرب ناتجة من مياه صرف صحي، كما تم استكمال التباحث مع الجانب السنغافورى حول تطور وتأهيل مصرف «كوتشنر» الزراعى بمحافظة الغربية، حيث تم تسليم الدراسة والبيانات الفنية المصرية لحالة المصرف، وقام الجانب السنغافورى بعرض بعض الحلول والمقترحات لمعالجة المصرف ومعالجة مياهه، والقضاء على التلوث به بشكل جذرى بما لا يستغرق الكثير من الوقت، بل فى شهور محددة من 4 إلى 6 شهور فقط، وتكنولوجيات مناسبة لطبيعة البئية المصرية، وبالفعل تمت الاتفاق على تقديم الجانب السنغافورى عرض سعر مبدئيا لحين الاتفاق على كامل التفاصيل. ما هى أهم الاتفاقات التى تمت فى مجال التعاون ونقل الخبرات وتنفيذ المشروعات القومية المهمة فى مصر؟ بالفعل تم الاتفاق المبدئى على أسلوب المعالجة المستخدم فى المشروعات المقرر تنفيذها على مصرف «كوتشنر» تدريجيا عقب تقديم العرض الفنى النهائى المتكامل المتفق عليه لتحويل مياه المصرف لجميع أغراض وأنواع الزراعة دون اى تحفظ، وأنه من المتفق عليه البدء فى النقاط والمواقع الساخنة والأكثر تلوثا على المصرف لتكون نموذجا يتم تكراره لضمان القضاء على التلوث وإعادة استخدام المياه مرة اخرى فى الزراعة الآمنة. ما هى الخطوات القادمة لتنفيذ الاتفاقات والتعاون مع سنغافورة؟ اعتبر أن من أحد الإنجازات للزيارة الرئاسية المصرية لسنغافورة أن مرحلة جديدة من الشراكة بين الدولتين، ودخول مصر فى عصر استخدام اكثر التكنولوجيات المتطورة فى العالم، قد بدأت كإحدى الخطوات المهمة لبناء مصر الحديثة، والتى ستكون فى مصاف الدول الكبرى خلال سنوات قليلة. وأودّ ان أشير الى انه تم الاتفاق على أن يقوم الجانب المصرى خلال فترة ثلاثة أسابيع بمد الجانب السنغافورى بالبيانات والمعلومات المطلوبة، يعقبه إرسال الجانب السنغافورى للعرض الفنى المتكامل لتنفيذ المشروعات المتفق، فضلا على أنه من المقرر أن تقوم إحدى الشركات السنغافورية الكبيرة، التى توفر حاليا أكثر من 40% من الاحتياجات المائية السنغافورية، بإقامة محطة تحلية للمياه لخدمة مشروع تنمية محور قناة السويس الجديدة الذى سيعتمد على مياه البحر. متى سيتم البدء فى تنفيذ مشروعات التعاون الفنى فى مجالات المياه المتفق عليها مع الجانب السنغافوري؟ سوف نبدأ فورا فى التنفيذ لهذه المشروعات عقب الحصول على الموافقات المطلوبة لمجلس الوزراء، سواء للتمويل أو غيرها من الموافقات، والتى من المتوقع الا تزيد على شهور قليلة. ما هى أهم الأنشطة التى تمت فى أعقاب زيارة الرئيس لسنغافورة؟ أعقبت زيارة الرئيس الميدانية ثلاث زيارات لثلاثة مواقع لمحطات معالجة للمياه العادمة التى تصل فى تصميمها المغلق إلى عدم وجود رائحة أو أى شيء يدل على أنها محطة صرف صحي، فضلا عن زيارة مواقع تجميع مياه الأمطار المتطورة لاستخدامها فى أوقات الجفاف. وتفقدت مواقع التجربة السنغافورة فى تحسين واجهة النهر وجعله مزارا سياحيا عالميا، وأبديت إعجابى الشديد بما تم انجازه وبخاصة المدة الزمنية القصيرة مع اعتبار أعلى المعايير الهندسية والمعمارية والفنية فى أثناء التنفيذ والتى نسعى إلى نقلها إلى مصر وتحويل جميع شواطئنا البحرية والنهرية إلى مزارات سياحية عالمية فضلا عن عقد أكثر من 16 لقاء واجتماعا رسميا وجانبيا من أجل استغلال فرصة الوجود فى سنغافورة وتحقيق أعلى عائد من الزيارة التى تتسم ببعد المسافة. ما هى الكواليس التى لم تنشر حول لقاءات الرئيس خلال الزيارة؟ من أهم الكواليس التى لم تنشر أن الرئيس السيسى فور علمه بالمباحثات التى تمت قبل الزيارة لسنغافورة مع إحدى المؤسسات السنغافورية لتطوير المصارف الزراعية وتحسين نوعية المياه ومنع التلوث وإعادة استخدام مياهها، أبدى اهتماما بالغا، وأخذ بالفعل قرارا بانضمام وزير الرى وعدد من الخبراء للزيارة، وذلك قبل موعد السفر بأيام محدودة.