وسط الصدمة العالمية التى شكلتها صورة الطفل السورى آلان كردى اللاجىء الذى مات غرقا خلال محاولة أسرته مغادرة تركيا إلى اليونان، أعلنت بريطانيا رسميا استعدادها «لبذل المزيد من الجهد« إلى جانب شركائها الأوروبيين من أجل وضع حد لأزمة المهاجرين إلى أوروبا واستقبال»آلاف اللاجئين السوريين الإضافيين». وقال ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطانى أمام الصحفيين فى لشبونة إنه»إزاء ضخامة الأزمة ومعاناة الناس أعلن اليوم إننا سنبذل المزيد من الجهود من خلال استقبال آلاف اللاجئين السوريين». وأضاف أن بريطانيا استقبلت بالفعل نحو خمسة آلاف سورى فى إطار برامجها القائمة لاعادة التوطين وستواصل استقبال المزيد من اللاجئين. وجاء إعلان كاميرون فيما يبدو استجابة للضغوط الداخلية والإقليمية المتواصلة على لندن من أجل المشاركة فى مواجهة أزمة اللاجئين. وذكرت صحيفة «الجارديان» أن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون قد عبر عن «تأثره الشديد» بصورة الطفل السوري، مشيرة إلى أن عدد الموقعين على عريضة تقدمت بها ناشطة للبرلمان البريطانى تطلب فيها قبول المزيد من طالبى اللجوء وزيادة الدعم للمهاجرين اللاجئين فى المملكة المتحدة بلغ 436ألف و564شخصا، أى ثلاثة أضعاف الرقم المطلوب لينظر فيها مجلس العموم ويدرجه ضمن مناقشة قادمة بعد عودته من عطلته الصيفية. يأتى ذلك فى الوقت الذى شهدت فيه بعض الدول الأوروبية العديد الحوادث المتفرقة الناجمة عن تفاقم الأزمة، حيث أعلنت منظمة الهجرة العالمية أن حوالى 30 إلى 50شخصا أبحروا من ليبيا فقدوا فى نفس اليوم فى البحر بعد غرق زورقهم المطاطي.وذكرت المنظمة أن سفينة لخفر السواحل الإيطالى أنقذت 91شخصا وعثرت على جثة واحدة. وفى أثينا، قال نيكوس لاجكاديانوس المتحدث باسم خفر السواحل إن نحو 200مهاجر غير مسجلين كانوا يحاولون ركوب سفينة اشتبكوا مع الشرطة ومسئولى خفر السواحل فى جزيرة ليسبوس اليونانية. وفى السياق نفسه، أطلقت كل من فرنساوألمانيا مبادرة جديدة قد تشكل منعطفا فى معالجة الأزمة، حيث اقترحتا تنظيم استقبال اللاجئين وتوزيع عادل لهم بين دول أوروبا. وقال الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند إن ما فعلته أوروبا لم يعد كافيا لمواجهة محنة اللاجئين وإنه يتعين على كل بلد أن يتحمل التزامه الأخلاقي. وفى غضون هذا، عقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى اجتماعا طارئا أمس فى لوكسمبورج للبحث فى طرق معالجة الأزمة المتفاقمة على فور السرعة. وحذر دونالد تاسك رئيس المجلس الاوروبى من «تقسيم بين شرق الاتحاد وغربه» بشأن استقبال اللاجئين. وقال إن»بعض الدول الأعضاء لا تفكر إلا بتطويق موجة المهاجرين وهذا ما يرمز إليه السياج المثير للجدل فى المجر، بينما يريد آخرون مزيدا من التضامن عبر الدفاع عما يسمى حصصا إلزامية». وأوضح تاسك أن المفوضية الأوروبية بصدد إنشاء آلية دائمة للتوزيع، لكن إزاء الوضع العاجل خصوصا فى المجر وإيطاليا واليونان فإن جون كلود يونكر رئيس المفوضية سيطلب من الدول الاعضاء قريبا»توزيع 120لف لاجىء إضافى بشكل عاجل داخل الاتحاد الأوروبي». وفى بودابست، قال فيكتور أوربان رئيس الوزراء المجرى للإذاعة الرسمية إن تدفق المهاجرين على أوروبا لا نهائى وإن عشرات الملايين منهم سيأتون إذا لم يحم الاتحاد الأوروبى حدوده، محذرا من أن تدفق اللاجئين إلى أوروبا «ومعظمهم من المسلمين» يهدد الهوية المسيحية للقارة. وتابع أنه:»لا أحد يريد البقاء فى المجر أو سلوفاكيا أو بولندا أو أستونيا. جميعهم يريدون التوجه إلى ألمانيا»، معلنا رفضه لنظام الحصص. ومن المقرر أن يبحث وزراء داخلية الاتحاد الأوروبى فى 14سبتمبر المقبل فى تعديل اتفاقيات دبلن التى تنظم عملية التكفل باللاجئين فى الاتحاد الأوروبي. من جانبه، دعا المفوض الأعلى للأمم المتحدة لشئون اللاجئين أنطونيو جوتيريس فى فيينا إلى توزيع 200ألف طالب لجوء على الأقل فى الاتحاد الأوروبي، مطالبا جميع دول الاتحاد الأوروبى الالتزام بالمشاركة فى عملية إيواء جماعية للاجئين. وقال جوتيريس إنها»أزمة وليس مجرد ظاهرة عابرة قد تنتهى اليوم أو غدا»، مؤكدا أن الطريقة الوحيدة لحل المشكلة هى وضع«استراتيجية مشتركة». وفى كندا، أعلن فيليب كويار رئيس وزراء مقاطعة كيبك أن كيبك على استعداد لاستقبال «مئات وحتى آلاف» اللاجئين السوريين.