أتابع بريد الجمعة منذ سنوات ورأيت كيف ساعد البريد العديد من قرائه, فاسمح لي أن أرسل إليك بتلك المشكلة, والتي ضحيتها طفلة في التاسعة من عمرها, ولست أدري إن كان بوسعك مساعدتها, إنني عاجزة عن الظهور. أو محاولة مساعدتها بأي شكل من الأشكال حتي لا أخسر وظيفتي ويعلم الله كم أحتاج إليها, كما أن العديد من الأشخاص قد توسطوا من قبل لمساعدة الطفلة دون جدوي. ودعني ياسيدي أحكي لك قصة تلك الطفلة باختصار.. وبدايتها شاب مصري سافر إلي دولة من دول الخليج وتحديدا الكويت, وعمل فيها لسنوات طويلة, بل وحصل علي الجنسية الكويتية, ثم التقي منذ عشر سنوات بفتاة صينية تعمل بائعة متجولة وتزوجها ولا أعرف تفاصيل حياتهما.. بل ما أعرفه أنهما انفصلا, وأن الزوجة كانت قد أنجبت له طفلة ثم عادت إلي وطنها واختفت وذابت, وقام الأب العظيم بارسال الطفلة إلي أهله في مصر لتتربي مع جدتها وعمتها, وعلي مدار9 سنوات هي عمر الطفلة لم يرها أو حتي يكلمها بالهاتف أو يفكر في السؤال عنها.. بل هجرها تماما وكأنها لم تكن وتزوج وأنجب واحتضن أبناءه ونسيها, وتكمن مأساة الطفلة في المعاملة البشعة التي تلاقيها علي يد أسرتها.. فكل يوم نري جسدها مملوءا بالكدمات والسحجات والجروح والحروق, دائما منطوية وتبكي وترتدي ثيابا مهملة وتبدو تعسة حزينة طوال الوقت, وآخر مرة رأيتها كانت يدها اليسري محترقة بعنف, وعلمت فيما بعد أن عمتها قامت بتسخين سكين وحرقها عقابا لها علي خطأ ما.. كما علمت أنهم يسبونها بأفظع السباب, ويقولون لها بأنها ستكبر لتكون منحرفة كأمها ويحرمونها من مصروف يومي بسيط ويجعلونها تقوم بأعمال منزلية شاقة. ثم بدأت الفتاة تتغير سلوكيا وتضرب زميلاتها في المدرسة وتتعامل بغضب وتوتر مع الجميع ثم بدأت تسرق. أجل ياسيدي انها تسرق أي شيء من زميلاتها خاصة ممن تبدو عليهن السعادة الأسرية.. قد تسرق مصروفهن أو أقلامهن أو كراريسهن.. وتدخلت العديد من المعلمات للتفاهم مع أهلها دون جدوي, وأنا ياسيدي رأيي أن تلك الطفلة ينبغي إبعادها عن تلك الأسرة لأنني أخشي أن تصبح في المستقبل القريب من أطفال الشوارع أو تنحرف بالفعل كما يتهمونها علي الدوام أو علي الأقل تنشأ لتصبح فتاة غير سوية. أتمني ياسيدي ألا تبخل علي تلك الطفلة بمساعدتها ان كان ذلك بوسعك.. ان كنت تعلم عن أي مؤسسة لحماية الطفل أو غيره, لأنني لا أملك أي فكرة, مع العلم ياسيدي أن الطفلة لاتحمل حاليا الجنسية المصرية, بل الكويتية, وإن كانت جدتها قد قالت انها ستسعي لمنحها الجنسية المصرية.. رجاء ياسيدي أن أظل أنا شخصية سرية, لان تلك الأسرة قادرة علي إيذائي وطردي من العمل., وبوسعك سؤال كل من يعرف الطفلة ليؤكد لك صحة كلامي, اسم الطفلة دينا وسأترك بين يديك عنوان مدرستها لعل أحدا يمكنه مساعدتها أو إنقاذها. نشرت رسالتك وعندي آمال عديدة, أن يقرأها والد الطفلة أو شخص يعرفه فيعود إليه ضميره وينقذ طفلته, فلا أعرف كيف ينام أب وطفلة من دمه, من صلبه, تعيش كل هذا العذاب, وهل مثل هذا الأب يعطي حبا وحنانا لأبنائه الآخرين, أما الأمل الثاني فهو في وزير التربية والتعليم وفي الجمعيات الحقوقية التي تعني بحقوق الطفل, أتمني أن يتصل بي أحدهم لأمده باسم الطفلة كاملا وعنوان مدرستها, للتحقيق فيما جاء في هذه الرسالة وإنقاذ هذه الطفلة واتخاذ الاجراءات القانونية ضد كل من عذبها أوارتكب جرما في حقها, هذه الأسرة التي آمل أن تفيق من غفلتها, وتعود إلي ضميرها وتخشي من عذاب الله, العادل, المنتقم الذي لايرضي بالظلم لعباده الضعفاء, فلا يرضي الله بهذا الظلم والتعذيب لطفلة صغيرة لم ترتكب إثما سوي انها جاءت من أب مستهتر قاس وأم بلا قلب؟!