يتساءل الدكتور عبد الرحيم لمشيش الأستاذ بجامعة بيكاردي بشمال فرنسا في كتابه المهم الإسلام والغرب... صدام حضارات أم تعايش ثقافات قائلا: هل يمكن اعتبار الإسلام السياسي بمثابة التهديد الاستراتيجي للغرب بعد انتهاء الحرب الباردة. والإجابة هي كما وردت علي لسان المؤلف أن ذلك سؤال لا يمكن الإجابة عنه بكلمة نعم مهما توافرت الشواهد والأدلة التي هي في أغلبها شواهد وأدلة مصطنعة! ولكن علي أي أساس يري المؤلف أنه لا يمكن الإجابة بالإيجاب علي هذا السؤال؟.. الجواب هنا من سطور كتابه حيث يقول إن الإسلام السياسي متعدد ومتنوع ويشمل حركات لا تسعي دائما لنفس الهدف, ولا تريد استخدام نفس الوسائل للوصول إلي مآربها. ثم إنه ينفي وجود أممية إسلامية أو نوع من مومنترن أخضر... إنها أسطورة علي حد قوله يسعي أصحابها من أنصار صدام الحضارات وغيرهم بأي ثمن لإيجاد عدو يحل محل الشيوعية. ثم ينتقل الكاتب إلي الحديث عن وضع الإسلام في أوروبا اليوم, حيث يقول إن هذا الأخير أصبح جزءا من المشهد الأوروبي بحكم الاستعمار والهجرة إذ يعيش في أوروبا12 مليونا من المسلمين والإسلام هو الديانة الثانية في فرنسا كما يثير اليوم جدالا خاصة بعد قضية الحجاب عام1989 وأزمة الجزائر, ونشاط الجماعات الإسلامية المسلحة.. وكل هذه الأحداث قوت من نظرة الريبة تجاه الإسلام! من أين تجيء المشكلة إذن؟ المشكلة تأتي في رأي الكاتب من الخلط بين إسلام فرنسا وأوروبا وتوترات الإسلام السياسي المتشدد علي المستوي الدولي إذ أصبح أي تعبير أو سلوك إسلامي أو مطالب في سبيل الاعتراف بهذه الديانة في المجال العام ينظر إليه في أوروبا كتطرف أصولي! ويري الكاتب أيضا أن بعض السلوكيات التي توصف بالمتشددة أو الأصولية والتي تبقي قليلة هي في واقع الأمر ردود فعل احتجاجية ضد التهميش والعنصرية أما الأغلبية الكاسحة من المسلمين فتسعي للاندماج في المجتمعات الأوروبية وتتبني قيمها وسلوكياتها ولا تبدي أي نوع من التصادم مع الثقافة والحضارة الأوروبية! وغدا نواصل الحديث خير الكلام: العاقل يعترف بخطئه.. والعنيد يتوهم أنه علي حق! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله