أعنى بها موسكو والتى يترقب العالم حول ما يحدث فى أبهاء الكرملين وقد فتحت نوافذه لينفذ منها ضوء النهار ليرى العالم رؤى كانت بالأمس ضباباً يخفى كل شيء، تنطوى فيه الأعلام فلا ينبعث إلا صوت الرصاص بعشق مجنون تألفه نفوس مريضة جعلته صوتا موصوفا للحياة.. هذا هو المشهد السورى الذى جمعت فى حومة ساحاته كل الأطياف من شراذمة البشر التى جمعتهم لغة واحدة هى الدم والدمار حولوا الحياة إلى موت، فهو سبيلهم وطموحهم والمكافأة لمن تعلو نسبته من القتلى وكل معه حصيلته ليأخذ الجائزة هذا هو الطقس المليء بالتقلبات بات رحيله وشيكاً ويحل محله جو من التفاهمات تعلو نسماته فوق قبو يجتمع فيه الجميع، وراح كل يدحض رأيه، وأن بشائر الأمل توضح أن هناك توافقا على النقاط الرئيسية أهمها هو مكافحة الإرهاب وسد منافذه والحفاظ على الجيش السورى باعتباره عمودا للدولة السورية الصامدة إلا أن هناك عقبات أهمها بقاء الرئيس الأسد وكون النقاط الأساسية بدأت بمحتوى من التفاهم فيمكن أن تحتوى هذه النقطة محور الخلاف خاصة لدى المملكة العربية السعودية، وأيضا أمريكا صاحبة الرأى المذبذب من حيث بقائه من عدمه، وأوضح إذا كانت هذه هى نقطة الخلاف التى تتصدر حل المشكلة السورية. أعتقد أن روسيا باعتبارها عاصمة الحل السياسى كفيلة بأن تضع بعض النقاط التى تزيل هذا الخلاف، خاصة وأن ما تفعله موسكو الآن يعد فرصة تاريخية لابد من اقتناصها، وأشير إلى أن موافقة أمريكا جاءت متضامنة مع روسيا بعد مبادرتها فى الحل وقد اتفق كل منهما أى روسياوأمريكا على أن يتكفل كل بحليفه إلى أن يتلاقوا إلى اتفاق شامل حتى وأن بدى رفع مستوى القتال يؤكد رفع مستوى التفاهم، والحقيقة أن المبادرة الروسية قد بدأت منذ فترة ليست بعيدة فى محاولة سابقة لها بدأت بأربع دول هى السعودية، وتركيا، والأردن، وسوريا ثم اتسعت مظلة التفاهمات لتشمل مصر والإمارات وكل متفق على الحلول التى انتجتها جنيف (1)، واللافت للنظر أنه لا توجد معارضة كل ما رأيناه أن المعارضة تعارض نفسها، فقد رأينا وجوها تجلس وتختلف على الطاولة ليست هى السابقة، ووجب علينا أن ننبه إلى أن كلاً لديه انتماءات بعيدا على الدولة السورية لذا نضع فى الاعتبار أن الاهتمام الأساسى بالدولة السورية المتمثلة فى شعبها بعيدا عن الطائفية والمللية والحزبية والتشدد الدينى لذا كانت المبادرة التى أخذت تقاربا لأجل الوصول إلى حل ينأى بنا عن جميع المشاكل، وأنوه إلى أنه إذا حلت المشكلة السورية فإن الإرهاب سيتوارى ولن يجد له أرضاً خصبة ينمو فيها لأنه حوصر، وثبتت أن دوافعه ليست من أجل الدين أو العقيدة، ولكن دوافعه هى مواقف دول بعينها تريد استخدامه لها سعيا لهدف لمصالحها. كداعش مثلا هو فى الحقيقة صنيعة أمريكية باعتراف هيلارى كلينتون فى كتابها، وجون بايدن فى إحدى محاضراته فى جامعة هارفارد حيث قال محددا إن داعش هى صنيعتنا إذن أين الدين من هذا لذا علينا أن ننصت جيدا: أنه بموجب التقارب فى التفاهمات وأعنى اتفاقاً بعد شقاق تجعلنا نعى أنه قد بدأت أيضا من خلال جولات خليجية قام بها اللواء المملوك وقد رحب به فى السعودية، إذن أن نية التفاهم بدأت على أرض الواقع فى قصر الكرملين، ولكن أخشى أن إسرائيل تعرقل تلك التفاهمات فهى ضليعة فى اصطناع العراقيل، فلابد أن نعى جيدا المؤامرات المحتملة وإذا كانت نقطة الخلاف هى رحيل الأسد فإنه فى الوقت الحالى غير مستحب فهذه 5 سنوات تحاول إبعاده ، وإذا كانت هذه هى المشكلة فلماذا إذن هذا التطاحن والقتال الذى استمر وكان من الممكن أن نجنب هذا البلد العربى هذه الويلات التى تعرض لها. المصلحة تقتضى حل المشكلة السورية، وأخيرا وجب علينا أن ننحنى لهذا البلد العظيم الذى برهن بمواقفه أنه مع السلام وأمريكا مع اللا سلام فمنا السلام تحية لقصر الكرملين. لمزيد من مقالات ماجدة حسنين