1 ونحن نتجه بخطى حثيثة على طريق بناء مصر الجديدة هناك قضية جرى تغييبها عن الأذهان فى السنوات الخمس الأخيرة عمدا أو سهوا وأعنى بها قضية الزيادة السكانية. لقد تضاعف عدد سكان مصر نحو 5 مرات منذ ثورة يوليو عام 1952 وحتى اليوم بعد أن اقترب تعداد السكان من احتمال عبور حاجز ال 100 مليون نسمة خلال سنوات معدودة قادمة.. وإذن فلا وجه للغرابة فى أن يترحم الناس على أيام زمان عندما كانت هناك وفرة بغير حدود وموارد بغير استخدام وشكوى من قلة عدد السكان. ولأن الزيادة السكانية ليست قصرا علينا وإنما هى ظاهرة عالمية فليس غريبا أن تزداد معاناة المجتمع البشرى بعد حدوث هذه الزيادة الرهيبة من مشكلات حادة وخطيرة مثل الفقر ونقص المواد الغذائية وتلوث البيئة وتناقص المخزون الاستراتيجى من الموارد والطاقة.. خصوصا وأن معدلات الإنجاب المرتفعة لم تتراجع فى معظم الدول الفقيرة حتى الآن وهو ما يعنى أن العالم مهدد بزيادة جديدة توازى مليار نسمة أخرى فى غضون ال 25 عاما المقبلة.. هكذا تقول الإحصائيات الرسمية الدولية. وإذن فربما كان على حق أولئك الذين تنبأوا قبل سنوات عدة بأن الخطر الذى يهدد البشرية بالفناء لا يتمثل فى خطر اللجوء لاستخدام القنبلة النووية وإنما فى خطر القنبلة السكانية التى توشك على الانفجار فى وجه الجميع. وصحيح أن90% من حجم الزيادة السكانية يحدث فى الدول النامية التى تعانى من مشكلات حادة فى الفقر والبطالة ونقص الغذاء وقلة الموارد إلا أن خطر القنبلة السكانية المحتمل انفجارها لن يستثنى أحدا فى العالم. وربما تكون نذر هذا الخطر قد بدأت فى الظهور منذ سنوات فى ازدياد معدلات الهجرة غير المشروعة من دول الجنوب نحو دول الشمال وبأساليب لم تفلح معها كل محاولات إغلاق الحدود بعد أن تفتق ذهن الراغبين فى تحقيق حلم الهجرة إلى بلاد الوفرة عن أساليب ووسائل تصعب مواجهتها وبينها وسائل التسلل عبر مياه البحر سباحة بعد أن تلقى بهم السفن فى عرض المياه ويلقى عدد كبير منهم حتفه غرقا أو موتا برصاص حرس السواحل. وغدا نواصل الحديث خير الكلام : أقوى حجر فى البناء هو أدنى حجر فى الأساس ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله