تدحرجت كرة لهب المهاجرين سريعاً فى أوروبا باشتعال أزمة سياسية بين المجر وفرنسا بعد انتقادات باريس لطرق معالجة بودابست للأزمة، فيما تنتظر أوروبا اجتماع وزراء داخلية الاتحاد الأوروبى يوم 14 سبتمبر الحالى لوضع استراتيجية زمنية واضحة لمواجهة أزمة تدفق المهاجرين التى فشلت أوروبا فى التعامل معها، فى الوقت الذى استمرت فيه مأساة المهاجرين فى البحر المتوسط بإعلان العثور على 37 جثة لمهاجرين قبالة السواحل الليبية. وفى سياق حملة انتقادات عنيفة لمواقف دول شرق أوروبا والبلقان من قضية المهاجرين، أكد رئيس الوزراء الإيطالى ماثيو رينزى أن بلاده ستجعل من الحصول على حق لجوء فى أوروبا «معركة الأشهر المقبلة»، وقال إن «على أوروبا أن تتحرك لا أن تنتظر دفعها للتحرك»، مجدداً الدعوة الى توزيع أكثر عدلاً للمهاجرين بين الدول ال28 فى الاتحاد الأوروبي، فيما شدد رئيس الوزراء الفرنسى مانويل فالس على أن بلاده ترحب باستقبال المهاجرين غير الشرعيين «الهاربين من الحرب والاضطهاد والتعذيب والقمع»، داعياً إلى معاملتهم «باحترام». فى المقابل، بادرت المجر أمس باستدعاء ممثلاً عن السفارة الفرنسية فى بودابست احتجاجاً على تصريحات وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس التى دعا فيها بودابست إلى إزالة الأسلاك الشائكة التى أقامتها على حدودها مع صربيا والتى وصفها بأنها «لا تحترم القيم الأوروبية المشتركة»، مطالباً بودابست بتفكيك هذا السياج. وشددت المجر على أنه «بدلاً من الاحكام الصادمة والتى لا أساس لها، علينا أن نتشاور للبحث عن حلول مشتركة لأوروبا». إلى ذلك، أعلنت الشرطة المجرية أنها اعتقلت مشتبهاً به خامساً بارتكابه جريمة اتجار بالبشر، على صلة بقضية الشاحنة التى عثر عليها هذا الأسبوع الماضى متروكة الى جانب طريق سريعة فى النمسا وبها جثث 71 مهاجراً ماتوا اختناقاً. من جانبها، وجهت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماى اللوم إلى نظام منطقة شينجن الذى يلغى الرقابة على الحدود بين دول المنطقة، مشيرة إلى أنه السبب فى تفاقم أزمة المهاجرين وطالبت بتشديد قواعد الاتحاد الأوروبى المتعلقة بحرية التنقل. ووسط هذا الضجيج السياسي، ما زال البحر المتوسط يقذف بمآسى ألاف المهاجرين الذين يبحثون عن أمل الوصول لأوروبا، إذ قال محمد المصراتى المتحدث باسم الهلال الأحمر فى طرابلس إنهم تلقوا تقارير صباح أمس بوجود سبع جثث لمهاجرين بشكل غير مشروع غارقة قبالة مدينة الخمس شرق طرابلس، بينما قالت مصادر غير رسمية إن عدد القتلى بلغ 37 مهاجراً. وجاء الإعلان عن غرق الزورق بعد أيام من مأساة مقتل 250 فى غرق زورق قرب قبالة السواحل الليبية. إلى ذلك، أعلن خفر السواحل اليونانى انقاذ ما يقرب من 2500 مهاجر فى البحر المتوسط خلال عشرات عمليات البحث والإنقاذ خلال ثلاثة أيام فقط، بينما سادت حالة من الفوضى فى جزر بحر إيجة الشرقية حيث ينام مئات اللاجئين فى العراء. وفى تلك الأثناء، لقى مهاجر حتفه غرقاً قبالة ميناء جزيرة خيوس اليونانية بعدما انقلب زورق كان على متنه 13 مهاجراً آخرين. وذكرت بعض المصادر أن مئات المهاجرين فى بودابست اقتحموا أمس القطارات المتجهة إلى كل من ألمانياوالنمسا. ووقعت اشتباكات أمس الأول بين مهاجرين من جنسيات مختلفة فى جزيرة ليسبوس اليونانية بسبب خلاف حول أسبقية الوقوف فى طابور الانتظار أمام مركز شرطى لتسجيل المهاجرين، بحسب تقارير إعلامية.