تصاعدت فى الفترة الأخيرة نداءات تطالب بزراعة الأقطان قصيرة التيلة بدلا من الأقطان الطويلة والفائقة الطول الموجودة لدينا، بدعوى أن مصانع الغزل غير مجهزة لاستعمال هذه الأقطان، وهى دعوى ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب وذلك حتى تتاح الفرصة للمستوردين لإغراق الأسواق المصرية بأقطان قصيرة التيلة من الأسواق الأوروبية والافريقية، واذا كانت الأقطان المصرية تناسب مصانعنا فما هى المشكلة إذن؟ والإجابة أن المشكلة تكمن فى ارتفاع تكلفة إنتاج الأقطان المصرية، حيث يبلغ سعر قنطار القطن المصرى المتوسط تسعمائة جنيه بينما نظيره المستورد ثمنه سبعمائة جنيه لهذا الموسم، ويرجع هذا التفاوت لارتفاع تكلفة الزراعة المحلية من أسمدة ومبيدات ومصاريف جنى المحصول وغيرها مع انخفاض غلة الفدان، التى لاتتجاوز سبعة قناطير للفدان، وهنا يصبح تدخل الدولة ضروريا لمساعدة الفلاح ودعمه لتصل تكلفة المحلى كنظيره المستورد، وفى هذه الحالة سوف تسارع الشركات والمصانع المحلية إلى شراء المحصول المصرى فهو الأجود والأفضل فى عمليات الغزل. إذن القضية ليست «قصير وطويل» ولكنها الأسعار فعلينا جميعا التمسك بالقطن المصرى والمحافظة عليه وانتاج اصناف جديدة واعدة مثل جيزة 87 و جيزة 92 فالقطن المصرى ضرورى للتربة وموفر للمياه كما أنه كساء وغذاء للإنسان والحيوان. مهندس محمود فكرى