بالأمس القريب ودع أهالى مركز العياط بصفة خاصة وآخرون من محافظة الجيزة والمحافظات الأخرى رجلا من أغنى أغنياء الدائرة وأثرى أثريائها فهو الغنى الحقيقى الذى عرف معنى الكلمة وعمل بها ، انه ليس غنياً بالمال ولكنه غنى بالأفعال فهو الذى باع ثروته التى ورثها عن والديه لينفقها على عمله التطوعى. عصر يوم الجمعة الماضى كانت الفاجعة لأبناء دائرته وأنا منهم ولكن ما أجمل يوم الجمعة ومايحمله من بشرى لمن تصعد أرواحهم الى خالقها. بكى أهالى العياط على رحيل نائب الدائرة الذى ظل محتفظا بمقعده بمجلس الشعب لدورات متتاليه دون ان يكلف نفسه ولو يافطة واحدة. رحل النائب الإنسان «سالم شنب» الإسم الذى كان يردد فى كل يوم فإما أن تلتقيه او تسمع عنه حاملاً الأدوية للمرضى أو بمدرسة يسدد رسومها للتلاميذ أو بمجلس عرفى او تشييع جنازة أو مشاركة لحفل عرس. قالوا عنه «سالم باع أرضه» وكانت اجابتهم باعها ليسعد الآخرين.. وصفوه بأنه نحيف الجسد وفسروا ذلك فى مواصلة عمله ليل نهار.لقد رحل سالم شنب الذى كان يعد احد الفرسان تحت القبة مهموما بمشكلات دائرته ومشاركا فى قضايا وطنه ومتابعاً لأحداث عروبيته . إنه أعطى المثل للنائب الحقيقى الذى قلما يجود الزمن بمثله. كنت قد التقيت به منذ أسبوعين فى واجب تعزية واعطانى صورة شخصة حديثة لأضعها بأرشيف الاهرام وكأنه كان يستعد ليوم رحيله. منذ أيام قليلة كنا فى جلسة نستطلع أسماء من يرغبون فى خوض الإنتخابات البرلمانية القادمة واتفق الجميع على ان المقعد الاول محسوم لسالم شنب ويبقى التنافس على المقعد الثانى .. والآن نحتسبه عند الله ان يكون مقعده فى جنة الخلد جزاء ما قدم من أعمال تشفع له يوم الحساب ، وليبقى المقعدان للمتنافسين ولنقول من سيحالفهما الفوز سوف يقع عبء كبير عليكما فستكون المقارنة مع من رحل بجسده وترك تراثاً لأهله وأسرته وابناء دائرته. فى النهاية لا نقول وداعاً العمدة سالم .. ولكن الى لقاء. لمزيد من مقالات عصام مليجى