اضطررت إلى الجلوس فى المقعد الوحيد الخالى بالأوتوبيس بمحطة رمسيس فى وقت متأخر مساءً قبل نحو 30عاماً .فالجالس الآخر كان فى حالة سٌكر..وبادرنى بالسؤال:كيف تعرف النصاب؟..قلت له:أريد أن أسمع إجابتك.قال: النصاب يدفعك إلى أن تضع يدك فى جيبك بسرعة وتسلمه نقودك برضا.ومن يومها أدرك أننى أمام نصاب إذا وجدت نفسى فى هذه الحالة. تذكرت ذلك عندما قرأت كتاب «مهارات التواصل» للدكتور سامى عبد العزيز المتخصص فى العلاقات العامة. تناول الكتاب أموراً كثيرة .ولفت انتباهى ماجاء حول الإنسان الكثير الكذب؛ وأنه يجب أن نتوقع منه أن يخادع ويداهن ويخلف وعوده ولايلتزم بما قطعه على نفسه أمام الآخرين ويتصرف بشكل أنانى ومُسىء للآخرين. وينصح بألا يتحدث الموظف عن حياته الشخصية مع زملائه فى العمل ،لأن طباعهم تتغير وفق مصالحهم ويمكن أن يستغل بعضهم ماعرفه عن الحياة الشخصية لزميله. وهناك صفات تجعلك تدرك أن من هو أمامك مصاب بالغرور.فالمغرور يعتبر الآخرين عبيداً أوخدماً له،وأن المديح له واجب عليهم .كما يؤمن بأنه لايرتكب أخطاء.وينفى عن الآخرين أى قيمة ،ويفرض عليهم قيمه ويرى أن من واجبهم الاقتناع بها . كما يبالغ فى تقدير مؤهلاته الحقيقية أو الخيالية ،ويمكن أن يدمر فى سبيل بلوغ أهدافه. توفى مقابل ذلك يكون الواثق من نفسه.فالواثق يعبر عن وجوده ،ولايسمح لأحد بأن يملى عليه تصرفات أو قيما ليس مقتنعاً بها،ولايساوم على مبادئه .والخطأ عند الواثق وسيلة للتعلم وهو يثير الإعجاب ويستحق أن تكون كلمته مسموعة. ويحذر من مقارنة النفس بالآخرين،وتجاهل مايميزها والتمسك بما ينقصها .فهذا يُشعر النفس بنقص فى القدرات .وينتج عن ذلك تدمير ثقتها الذاتية.والاستمرار فى التصرف بعدم ثقة يدفع العقل الباطن إلى الاعتقاد بأن صاحبه لايجيد التصرف؛ ممايفقده ثقته بنفسه. لمزيد من مقالات عاطف صقر