لن تغادرني- أبدا- ذكرى مشاركة حزب الله فى عملية يناير 2011، واقتحام السجون، وقتل المتظاهرين من فوق أسطح البيوت فى ميدان التحرير ومحاولة هدم الدولة، وهى تؤثر على حكمى فى كل موضوع يرد فيه اسم حزب الله أو قادته. وأخيراً صادفت شيئا من ذلك فى الأحداث التى مرت بها بيروت وتظاهرات واحتجاجات اللبنانيين على تراكم القمامة والتى شهدت تصعيداً من شعار (طلعت ريحتكم) الى شعار (الشعب يريد إسقاط النظام). اسقاط النظام هو الهدف إذن، وأزمة القمامة فى لبنان هى أزمة مفتعلة مائة فى المائة الغرض منها ضرب آخر مؤسسة من مؤسسات الدولة فى لبنان وهى حكومة تمام سلام، بعد أن تعطل البرلمان وفشل للمرة التاسعة والعشرين فى انتخاب رئيس للجمهورية، وصار البلد ولمدة 15 شهراً بلا رئيس. حزب الله تحت مظلة الثلث المعطل ضرب مؤسسات الدولة الأساسية (الرئاسة+ البرلمان ثم هو يحاول ضرب الحكومة الآن). وحزب الله هو صاحب شركات القمامة التى امتنعت عن جمع الزبالة لتصنيع أزمة وافتعال اختناق مجتمعى والوصول الى هدم الدولة اللبنانية بأسرها،ثم الى تولية ميشيل عون زعيم التيار الوطنى الحر والموالى بالكلية لايران..يعنى حزب الله يبغى ضرب دولة لبنان وتسليمها لايران عبر أزمة الزبالة. حزب الله يريد- كذلك- الانتقام من دولة لبنان التى رفضت اشتراكه فى معارك خارج الحدود اللبنانية فى سوريا وبما عرض لبنان للخطر جراء تلك المشاركة. وعلى الرغم من أنني- ومنذ بداية البدايات- كنت ضد ضرب النظام السورى فان ذلك الموقف لم يأخذني- أبداً- الى تأييد التوسع فى دور لحزب الله ولايران فى المنطقة، ولا يعنى كونى من مؤيدى التوجه المصري/ الروسى مؤخراَ لحل أزمة سوريا سياسياً ووفقاً لوثيقة جنيف-1، أننى سأقبل بتدعيم نفوذ ايران حليفة روسياوسوريا، وأعجبتنى فى هذا السياق كلمة محمد البدرى سفيرنا النابه فى موسكو حين قال إن العلاقة بين دولتين (مصر وروسيا) لا تمر عبر دولة ثالثة (ايران). لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع