ونحن في الطريق إلي انتخابات برلمانية وشيكة يزداد الأمل ويشتد الرجاء في أن تمثل هذه الانتخابات تحولا حقيقيا باتجاه الرغبة الصادقة في ترسيخ قواعد الديمقراطية السليمة التي تسمح بتمثيل حقيقي يؤكد واقع التعددية الحزبية من ناحية ويفسح المجال أمام المستقلين للتواجد تحت القبة من ناحية أخرى. وإذا كان البعض بدأ يغمز ويلمز باتجاه شحن الرأي العام لإعطاء الأولوية لتيارات بعينها تحت دعوي الحاجة لوجود معارضة قوية في البرلمان فإن من الضروري - دون التفتيش في النيات - أن نقول لهم إن ظروف الوطن في الوقت الراهن تعزز الحاجة إلي أغلبية برلمانية مريحة يمكن أن تفرز حكومة وطنية قوية تدعم الرئيس السيسي وتسهم في تجنيب البلاد مخاطر الاهتزازات والمناورات الحزبية الضيقة. إن كل مصري غيور علي مصلحة هذا الوطن يأمل في حراك سياسي بين الأغلبية والمعارضة تحت القبة بشكل جاد وإيجابي يعكس حيوية وضرورة الرأي والرأي الآخر بمعايير الرؤية الموضوعية التي تضع مصلحة البلاد في المقام الأول فليست قيمة المعارضة في استمرار جلد ونقد الحكومة علي طول الخط وإنما أيضا في شجاعة الانتصار لرأي الحكومة عندما تري أن قرارات الحكومة تسير في الاتجاه الصحيح فضلا عن أن قيمة وقوة المعارضة في أي برلمان حر تكمن في مدي قدرتها علي صياغة بدائل وخيارات لمجمل القضايا والتحديات وليس مجرد أصوات زاعقة تريد إثبات وجودها ومغازلة امتداداتها خارج القبة برفع لافتة «لا» فقط طوال الوقت! وما أسخف تلك الأقاويل التي تتردد عن رهانات لهذا الحزب أو ذاك حول خطته لحصد أكبر عدد من المقاعد البرلمانية لأن الوجود المؤثر تحت القبة ليس مجرد نسبة عددية فقط وإنما المهم أن تتنوع ألوان الطيف السياسي تحت القبة وأن يحظي بشرف العضوية البرلمانية كل من يستطيع أن يعبر عن قضايا وطنه بحرية وجرأة وبالتزام ومسئولية. وظني أن جماهير 30 يونيو قادرة علي فرز الغث من السمين وعدم السماح بعودة نواب «النقوط» أو نواب «الإرهاب» أو نواب «السبوبة الثورية»!. خير الكلام : طوبي لمن اعتبر بمن سبقوه لكي لا يكون عبرة لمن سيخلفونه !. [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله