على الرغم من الإجراءات المشددة والمتسارعة للسيطرة على الوضع، سجل تدفق المهاجرين من صربيا على المجر عددا قياسيا بلغ 3241 شخصا، فى الوقت الذى طالب فيه زعماء الاتحاد الأوروبى بتعامل مشترك من جانب دول الاتحاد الأوروبى وتوزيع عادل للاجئين، وذلك خلال قمة دول غرب البلقان التى عقدت أمس فى فيينا وتركزت على أزمة المهاجرين. وتكثف تدفق المهاجرين قبل الانتهاء من بناء السياج المتوقع فى 31 أغسطس الحالي، حيث سيبلغ طوله 175 كيلومترا على الحدود مع صربيا، كما يجرى بناء حاجز بارتفاع 4 أمتار، لكن «طريق غرب البلقان» الذى يسلكه آلاف المهاجرين الراغبين فى التوجه إلى الغرب بات مركز الاهتمام فى أسوأ أزمة للاجئين منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية فى الاتحاد الأوروبي. وتواجه المجر تدفقا غير مسبوق للاجئين، وقد وصل إليها أكثر من 140 ألفا منهم منذ بداية السنة الجارية أى أكثر من ضعف اللاجئين الذين قدموا طوال عام 2014. وذكرت الشرطة المجرية أمس أن معظم المهاجرين من سوريا وأفغانستان وباكستان وبينهم نحو 700 طفل، وقد اجتازوا الحدود عند خط السكة الحديد بالقرب من قرية روسكي، وهى من بين المناطق القليلة التى لم يكتمل فيها بناء السياج الحديد الذى تبنيه المجر. وذكر شهود العيان أن محطات القطار فى بودابست أصبحت تشبه مخيمات لاستقبال اللاجئين نتيجة اشتداد أزمة المهاجرين وأصبح مئات الأشخاص يفترشون الأرض، ويعمدون إلى تجفيف ثيابهم فى الطريق. وخلال مؤتمر فيينا، صرح وزير الخارجية الألمانى فرانك فالتر شتاينماير بأنه لا يمكن حل أزمة اللجوء من خلال بناء أسوار على الحدود كما تفعل المجر. ومن جانبه، أكد وزير الخارجية النمساوى سيباستيان كورتس أن الإجراءات التى تتخذها كل دولة على حدة لا تساعد فى حل المشكلة. ودعا كلا الوزيران مجددا لتوزيع عادل للاجئين فى أوروبا.