محافظ شمال سيناء: 1228 مركب صيد تنطلق في بحيرة البردويل    العدوان مستمر.. شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي على وسط قطاع غزة    مراسل القاهرة الإخبارية: التصعيد بين حزب الله وإسرائيل مستمر وسط حراك لوقف إطلاق النار    كم نقطة تفصل ريال مدريد عن التتويج بالدوري الإسباني؟    وزارة الرياضة تستقبل الوفود المشاركة بملتقى الشباب الدولي للذكاء الإصطناعي    مصرع شخص في حادث انقلاب سيارة نقل بالفيوم    أمن أسيوط يفرض كرودا أمنيا بقرية منشأة خشبة بالقوصية لضبط متهم قتل 4 أشخاص    أول رد من مها الصغير بعد شائعة طلاقها من أحمد السقا : بطلوا تعملوا ترندات على حساب الحياة الشخصية للناس    عبارات تهنئة يمكن استخدامها في موسم شم النسيم 2024    مصر تواصل أعمال الجسر الجوي لإسقاط المساعدات بشمال غزة    توريد 29 ألف طن قمح إلى مراكز التجميع في البحيرة    انطلاق معرض وتريكس للبنية التحتية ومعالجة المياه بمشاركة 400 شركة غدًا    الزمالك يفاوض ثنائي جنوب أفريقيا رغم إيقاف القيد    بالصور| "خليه يعفن".. غلق سوق أسماك بورفؤاد ببورسعيد بنسبة 100%    صندوق النقد الدولي: تدفقات نقدية بنحو 600 مليون دولار لمصر من الطروحات الحكومية في الربع الأخير من 2023-2024    الدكتور خالد عامر نقيباً لأطباء أسنان الشرقية    ال دارك ويب أداة قتل طفل شبرا الخيمة.. أكبر سوق إجرامي يستهدف المراهقين    النقض: إعدام شخصين والمؤبد ل4 آخرين بقضية «اللجان النوعية في المنوفية»    وزير التعليم العالي يرأس اجتماع المجلس الأعلى للجامعات.. تفاصيل    الإمارات تستقبل دفعة جديدة من الأطفال الفلسطينيين الجرحى ومرضى السرطان    «تملي معاك» أفضل أغنية عربية في القرن ال21 بعد 24 عامًا من طرحها (تفاصيل)    تعليق سلوى محمد علي بعد جلستها المثيرة للجدل في مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير    حكم واجبية الحج للمسلمين القادرين ومسألة الحج للمتوفين    «حياة كريمة» تنظم قافلة طبية وبيطرية بقرية نبتيت في الشرقية    جامعة القاهرة تناقش دور الملكية الفكرية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة    مكتبة مصر العامة بالأقصر تحتفل بالذكرى ال42 لتحرير سيناء.. صور    رئيس جامعة جنوب الوادي: لا خسائر بالجامعة بسبب سوء الأحوال الجوية وتعطيل العمل غدًا    علي الطيب يكشف تفاصيل دوره في مسلسل «مليحة»| فيديو    قائمة باريس سان جيرمان لمباراة لوهافر بالدوري الفرنسي    أهمية وفضل حسن الخلق في الإسلام: تعاليم وأنواع    بيريرا يكشف حقيقة رفع قضية ضد حكم دولي في المحكمة الرياضية    الصحة: فرق الحوكمة نفذت 346 مرور على مراكز الرعاية الأولية لمتابعة صرف الألبان وتفعيل الملف العائلي    مستشار الرئيس الفلسطيني: عواقب اجتياح رفح الفلسطينية ستكون كارثية    بدء أعمال المؤتمر السادس لرؤساء البرلمانات والمجالس النيابية العربية    سياحة أسوان: استقرار الملاحة النيلية وبرامج الزيارات بعد العاصفة الحمراء | خاص    قوافل بالمحافظات.. استخراج 6964 بطاقة رقم قومي و17 ألف "مصدر مميكن"    استمرار حبس عاطلين وسيدة لحيازتهم 6 كيلو من مخدر البودر في بولاق الدكرور    8 معلومات عن مجلدات المفاهيم لطلاب الثانوية العامة 2024    الدلتا للسكر تناشد المزارعين بعدم حصاد البنجر دون إخطارها    «السياحة»: زيادة رحلات الطيران الوافدة ومد برنامج التحفيز حتى 29 أكتوبر    رئيس جهاز العاصمة الإدارية يجتمع بممثلي الشركات المنفذة لحي جاردن سيتي الجديدة    محافظة القاهرة تكثف حملات إزالة الإشغالات والتعديات على حرم الطريق    السيسي يتفقد الأكاديمية العسكرية بالعاصمة الإدارية ويجري حوارًا مع الطلبة (صور)    وزيرة التضامن توجه تحية لمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير بسبب برنامج المكفوفين    خبيرة: يوم رائع لمواليد الأبراج النارية    عمل نفتخر به.. حسن الرداد يكشف تفاصيل مسلسل «محارب»    وزير الري يشارك فى فعاليات "مؤتمر بغداد الدولى الرابع للمياه"    كرة اليد، موعد مباراة الزمالك والترجي في نهائي بطولة أفريقيا    «بيت الزكاة» يستقبل تبرعات أردنية ب 12 شاحنة ضمن حملة إغاثة غزة    متصلة تشكو من زوجها بسبب الكتب الخارجية.. وداعية يرد    أبو الغيط: الإبادة في غزة ألقت عبئًا ثقيلًا على أوضاع العمال هناك    وسط اعتقال أكثر من 550.. الاحتجاجات الطلابية المناهضة لإسرائيل بالجامعات الأمريكية ترفض التراجع    طلب إحاطة يحذر من تزايد معدلات الولادة القيصرية    أفضل دعاء تبدأ وتختم به يومك.. واظب عليه    وزير الخارجية يتوجه إلى الرياض للمشاركة في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي    خبير أوبئة: مصر خالية من «شلل الأطفال» ببرامج تطعيمات مستمرة    إشادة دولية بتجربة مصر في مجال التغطية الصحية الشاملة    "كنت ببعتله تحياتي".. كولر يكشف سر الورقة التي أعطاها ل رامي ربيعة أثناء مباراة مازيمبي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مرصد الأزهر يفسد مخططات الجماعات الإرهابية
الإمام الأكبر: صممنا المرصد باللغات الأجنبية لنواكب ثورة الاتصالات العالمية
نشر في الأهرام اليومي يوم 24 - 08 - 2015

فى الوقت الذى كانت فيه حملة الهجوم على الأزهر الشريف وصلت إلى ذروتها، كان "حراس " الدين الإسلامي بقيادة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف يعكفون على مطالعة دراسات وأبحاث من أجل إنشاء "مرصد" إعلامى باللغات الأجنبية يتابع جميع ما يكتب عن الإسلام داخليا وخارجياً فى الصحف والشبكات الإخبارية ووكالات الأنباء والدوريات العلمية ومراكز البحوث..
ليقوم بعد ذلك فريقً بحثى متخصص فى مختلف المجالات بتجهيز ردود شرعية على كل ما يثار من قضايا فكرية، وذلك للحد من تشويه التنظيمات المتطرفة للخطاب الدينى وإفساد مخططاتهم التى تهدف إلى تشتيت فكر شباب الأمة ورجالها ونسائها لاستقطابهم باسم الدين.. ولأن المرصد يعمل بعشر لغات كمرحلة أولية، وبطرق ونظم تواكب متطلبات العصر، ذهبنا إلى مقره بالمشيخة لننقل عن قرب كيفية عمل "وحدات" المرصد المختلفة ولنقف على آخر مستجدات استكمال عناصر المرصد المختلفة.
حول الهدف من إنشاء المرصد باللغات الأجنبية، قال شيخ الأزهر الشريف إن إنشاء مرصد الأزهر باللغات الأجنبية يأتي انطلاقا من دور الأزهر في تبني قضايا الأمة الإسلامية وحرصه على نشر وسطية الإسلام ونبذ كل أشكال التطرف والتفريط، خاصة في ضوء ما يشهده العالم من ثورة الاتصالات ومن أحداث متسارعة تفرض على الأزهر مواكبة هذه التطورات والأحداث التي تسيء للإسلام والمسلمين وبخاصة تلك التي تأتي من بعض ممن ينتمون إلى الإسلام، فالمرصد يتيح للأزهر أن يتفاعل مع الأحداث معرفة وتحليلا وإجابة، من خلال المعلومات التي يقوم أعضاء المركز برصدها، كي يتعامل الأزهر بالشكل المناسب معها، وهذا لحرصنا على تبني رؤى عصرية جديدة ودفع بكوادر شابة قادرة على التجاوب مع الثقافات والحضارات المختلفة، حيث يتطلع الأزهر الشريف أن يكون هذا المرصد حصناً يحمي الأمة من خطر الاستقطاب للجماعات المنحرفة، والرد على كل ما يسيء للإسلام في المواقع والصحف والمجلات وإصدارات مراكز البحوث بقصد تشويه الإسلام والتخويف منه، ويضم عشرات الباحثين المتخصصين في اللغات الانجليزية والفرنسية والألمانية والفارسية والإسبانية والأردية، بجانب اللغات الأفريقية ( سواحيلي – هوسا – فولاني - أمهري)، ومن المقرر إضافة لغات أخرى لاحقًا.

اكتمال الفريق التقنى
وعن كيفية وطبيعة عمل الفريق البحثى يقول الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف أنه يجري الآن استكمال عناصر المرصد الفاعلة، حيث اكتمل الفريق التقني الذي يرصد على مدار الساعة باللغات الحية الأشهر في العالم كل ما تنشره الجماعات الإرهابية وبخاصة داعش، كما تجري عمليات التحليل والرد من قبل الراصدين وهم من الباحثين العاملين في جامعة الأزهر على كثير من هذه المنشورات من خلال بوابة الأزهر دون ذكر ما تنشره داعش حتى لا نروج له، والمقصود من ذلك إذا وصل إلى شبابنا بعض هذه الشبه وأراد معرفة الحقيقة وجد الرد العلمي الصحيح على بوابة الأزهر، ويجري الآن تشكيل فريق بحثي متخصص للمرصد يقوم هو بتولي إعداد الردود وليس مجمع البحوث الإسلامية ليكون التفاعل أسرع وتيرة، لأن هذه الجماعات تعمل بسرعة فائقة وتستخدم تقنيات عالية جدا، وهدفنا وصول المرصد إلى إمكانية اقتحام غرف التواصل بين الشباب وهذه الجماعات لإفساد خططهم الرامية لتجنيد المزيد من الشباب في صفوفهم،وهذا يحتاج إلى دعم واطلاع على عمل المراصد المماثلة، ولذا فإن الفرق العاملة بالمرصد يتم إفادهم إلى العديد من الدول التي يتحدثون بلسانها لدعم قوافل السلام،وسيجري قريبا عقد اتفاقات تعاون مع مراصد أخرى للاستفادة في الجانب التقني فقط ،لأننا لا نعاني مشكلة في جانب المعلومات فنحن نقف على ما يروجون له، وأعتقد أنه بمرور الوقت سيكون المرصد هو حائط الصد الأول المحصن لشبابنا من فكر هذه الجماعات.
عين الأزهر على العالم
أما عن طبيعة عمل المرصد ذاتها فيقول عنها الدكتور أسامة نبيل المشرف على المرصد، أنه يسعى ليكون عين الأزهر الناظرة على العالم باعتباره يتبع أقدم مؤسسة تعليمية علمية دينية، فيعمل المرصد على رصد كل ما يتعلق بالإسلام بشكل عام، والحركات الإسلامية ومؤسسة الأزهر الشريف بشكل خاص من خلال المصادر الأجنبية ( صحف- شبكات إخبارية – وكالات أنباء – مواقع إخبارية- قنوات تليفزيونية – دوريات علمية – مراكز بحوث ودراسات – مراصد عالمية – كتب علمية، ويصدر المرصد تقارير عن وضع المسلمين فى العالم لاسيما فى الدول التى يمثل الإسلام أقلية. كما تشمل التقارير المشاكل التى تواجهها الأقليات ودراسة آليات التغلب عليها، يصدر مقالات ترد على شبهات المشككين فى ثوابت الدين الاسلامى لاسيما ظاهرة الإلحاد، كما يصدر مقالات تكشف وتفضح فكر الجماعات المسلحة التى تقتل وتذبح وتحرق بإسم الدين، ويقوم المرصد بمتابعة وتحليل محتوى إصدارات الجماعات المتطرفة ( مجلة دابق باللغة الإنجليزية – دار الإسلام باللغة الفرنسية - مجلة رسالة) وكشف خطاب التضليل الذى ينهجهه تنظيم مثل داعش ليستقطب الشباب المسلمين ويستخدمهم فى قتل المسلمين وغير المسلمين، ويهدف إلى تصحيح المفاهيم المغلوطة المتعلقة بقضايا إسلامية مثل الجهاد والحاكمية والخلافة،والإسهام فى مقاومة فكر الحركات الإرهابية والمتطرفة التى تدعى الانتماء للإسلام ، وأيضا تصحيح مفاهيم بعض الحركات الفكرية السلمية التى تهدف إلى التشكيك فى ثوابت الدين الإسلامى بالداخل والخارج، كما يركز على حماية الشباب من الاستقطاب من قبل الجماعات الإرهابية والمتطرفة والمنحرفة فكريا وتلك التى تدعو إلى الإلحاد والتخلى عن ثوابت الأمة، بالإضافة إلى رصد وتحليل كل ما ينشر عن الإسلام ومؤسسة الأزهر الشريف للرد على الحملات الإعلامية المضادة.
مجلة "داعش" الفرنسية
يقوم المرصد بمتابعة ما ينشر باللغة الفرنسية كما يقول الدكتور سامى مندور – مشرف الوحدة – عن طريق تتبع المواقع الالكترونية وصفحات تواصل اجتماعى وإصدارات مرئية ومكتوبة يبثها وينشرها تنظيم الدولة الإسلامية داعش ليروج بها لأفكاره ويجذب من استطاع من فئات مختلفة لاسيما الشباب إلى فكره المنحرف وإلى تنظيمه دافعا لهم للهجرة إلى ما يسميه دار الإسلام وهنا يلاحظ أن عدد الملتحقين به والمهاجرين عليه من الفرنسيين يقترب من الألفين وهذا يدفعنا للبحث عن كيفية تجنيدهم بل وهجرتهم ووصولهم إلى العراق أو سوريا للحرب فى صفوف داعش ضد ما يصفونهم بالكفار والمرتدين، وفى هذا الإطار يقوم القسم بتتبع أعداد المجلة التى يصدرها التنظيم باللغة الفرنسية ليبث فيها أفكاره من تكفير المخالف المسلم والحكم بردته وقتاله، كذلك عن ادعائها تطبيق شرع الله الذى لخصته فى الحدود كحد الزنا والسرقة والردة، كذلك ما يسوقونه من أدلة حول وجوب الهجرة إليهم باعتبارهم كما يدعون دار الإسلام وغير ذلك من القضايا.
التضليل باسم الدين
وعن كيفية عمل وحدة الرصد باللغة الانجليزية يقول الدكتور كمال بريقع – مشرف الوحدة - من الإصدارات التى تحوى الكثير من المغالطات والأطروحات التى تخالف صحيح الدين الإسلامى السمح مجلة "دابق" والتى تصدر باللغة الإنجليزية ويتناول كل عدد منها قضية من القضايا التى تحوى الكثير من التضليل باسم الدين، وقد عمل المرصد على تفكيك هذه القضايا وهدم هذه الأطروحات والرد عليها، وهناك أيضا مجلة "أمكا" وتصدر باللغة الإنجليزية واللغات الأفريقية وقد صدر منها العددان الأول والثانى، ومجلة الرسالة والتى تصدر باللغة الإنجليزية وقد صدر منها العدد الأول فقط، وتأتى ردود المرصد بشكل يتفق مع روح العصر مراعيا تطوير الخطاب الدينى المقدم لهؤلاء الشباب لكى يصل إليهم بطريقة بسيطة ومنطقية ومقنعة.
الرصد بالألمانية
ولمعرفة كيفية عمل المرصد باللغة الألمانية يقول الدكتور محمد عبد الفضيل المشرف على الوحدة، قمنا في بداية العمل وبعد المشاركة في الاجتماعات التدريبية التي عقدت بالمشيخة بتحديد أهم المصادر التي سينطلق منها عند رصد الأخبار التي تنشر في السياق الألماني الذي يشمل دول ألمانيا والنمسا وسويسرا (حوالي 120 مليون نسمة)، وتم تحديد المصادر وهي عبارة عن 25 مصدرا موزعة على الثلاث دول، ما بين جريدة، ومجلة، وموقع إخباري، ووكالة أنباء، وقناة تليفزيونية، ومعهد بحثي، ومواقع لمعاهد أكاديمية، وتم توثيق ملخص معلوماتي عن هذه المصادر يشمل أهم المعلومات الخاصة بكل مصدر من حيث مكان إصداره بالتحديد وتوجهه وموقعه الإلكتروني، وقد بدأنا في أول شهر أبريل في رصد الأخبار الخاصة بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وغيرها من الحركات المتطرفة المسلحة التي تستقطب الشباب المسلم في المنطقة المتحدثة باللغة الألمانية.
وحدة اللغة الإسبانية
أما عن كيفية الرصد باللغة الإسبانية يقول الدكتور أحمد كمال زغلول – المشرف على الوحدة - لا يقتصر العمل بوحدة اللغة الإسبانية على تغطية القضايا التي لها علاقة بالإسلام والمسلمين في دولة إسبانيا فقط، وإنما يتعدى ذلك ليشمل جميع الدول الناطقة بالإسبانية، وعددها 21 دولة موزعة على عِدّة قارات ومناطق من العالم وتقوم الوحدة برصد ما ينشر في هذه الدول عن الإسلام في مختلف وسائل الإعلام والاتصال. ولتحقيق هذه الغاية يقوم أعضاء الوحدة يوميا برصد ما ينشر في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة.
منهج التضليل فى الخطاب الداعشى
أصبح لفظ داعش يتردد كثيرا فى وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة، ويحمل استخدام هذا اللفظ صور سفك الدماء والحرق والدمار بإسم الدين! ولا يكتفى هذا التنظيم الإرهابى بارتكاب جرائم فى حق البشرية والحضارة الإنسانية، بل يعمل بكل قوة على نشر أفكاره المسمومة والمغلوطة بلغات مختلفة مستغلا الثورة التكنولوجية فى مجال التواصل الاجتماعى ليجذب شبابًا مسلمين من جميع أنحاء العالم. فكان واجبًا على مرصد الأزهر الشريف أن يتابع كل ما ينشره هذا التنظيم ويفنده ويفضحه كى لا يقع شباب المسلمين فى براثن التطرف.
بعد قراءة فاحصة فى اصدارات داعش وتحليلها من قبل باحثين من الشباب، استطاعوا أن يُخرجوا إلينا ركائز التضليل التى يعتمد عليها هذا التنظيم، نذكر منها ما يلى:
1- اعتماد الخطاب الداعشي على التعميم وعدم الخوض في تفاصيل فقهية خلافية قد تكون بالنسبة للمُتلقي الذي لا يمتلك هذه الخلفية مملة لا طائل من ورائها .
2- اعتمادهم على تصوير آرائهم على أنها هي المعتمدة دون منازع، فنجدهم يتبعون في كتاباتهم ألفاظا مثل : " اتفق الفقهاء " ، " أجمع العلماء " .
3- الاعتماد على النصوص والأحاديث التي تخدم فكرتهم دون مراعاة لنصوص أخرى مقابلة لابد من الجمع بينها لتتضح الفكرة ويزول اللبس، بل وبالجمع والفهم
تصبح أدلتهم حجة عليهم لا لهم .
4- اجتزاء النصوص من سياقاتها بما يخدم مبادئهم .
5- الاعتماد على لغة الخطاب العاطفي الذي يحرك المشاعر الدينية لدى الغيورين على دينهم مما يظهرهم في أعين هؤلاء أنهم هم المسلمون الحق القائمون بدين الله تعالى في أرضه .
6- استدعاء الأحداث التاريخية التي تظهر أمجاد المسلمين وربط ذلك بمفاهيم الهجرة والجهاد وأنه لا يمكن أن يعود للمسلمين عزهم ومجدهم إلا بالجهاد والقتال في سبيل الله وفقًا لرؤيتهم.
7- تصوير المجاهد على أنه بطل لا يشق له غبار، والاعتماد في هذا على التقنيات الإعلامية الحديثة .
8- العزف على وتر الاضطهاد الذي يتعرض له بعض المسلمين المتشددين في بلادهم وبعض مظاهر التضييق والإضطهاد الذي يتعرض له المسلمون في بلدان غير إسلامية والدعوة إلى الهجرة إلى داعش لممارسة الدين الحق دون اضطهاد .
9- الإغراء بالموعود الإلهي لمن يقاتل فيقتل بأن له الجنة ونعيمها والمتع التي لا تنتهي باعتبار ذلك مدخًلا لمن يجهلون حقيقة الدين.
10- انقسام خطابهم إلى نوعين : نوع يمكن القول عنه إنه " المدرسة العلمية الداعشية " يحكي الأقوال ويناقشها مناقشة سريعة ويدلل على أن ما تنتهجه " داعش" هو الحق وما عداه باطل، وهذا النوع يخاطب من عنده مسحة من قراءة أو ثقافة أوخلفية دينية فقهية تجعل عنده بعض الإشكاليات مع المواقف الداعشية الفجة من قتل وذبح ونحر، فبهذا الخطاب شبه العلمي المعضد بالنصوص المجتزئة والمبتسرة من سياقها يستطيع الخطاب الداعشي القضاء على الإشكاليات البسيطة لدى هؤلاء مما يؤهلهم للانتماء والانضواء تحت لوائهم مقتنعين أن هؤلاء هم أهل الله ورافعو راية الحق في الأرض.
أما النوع الثاني من الخطاب فيمكن أن نسميه الخطاب العامي العاطفي :وهو الذي يخاطب السذج ممن تدفعهم عاطفتهم الدينية إلى الرغبة في إقامة شرع الله ولم تسبق لهم سابقة ثقافة أو خلفية دينية ولكنهم يرغبون في أعماقهم أن يسود شرع الله ، فهؤلاء تجذبهم الكلمات الرنانة والشعارات التي تكتسي بالدين والصورة الوهمية للبطل المجاهد الذي يقتل أعداء الله كي يقيم شرع الله .
11- إلغاء النظرة المقاصدية من تأصيلهم الفقهي لأعمالهم الإجرامية، إذ أن النظرة المقاصدية تجعل أعمالهم في ميزان الفقه محض زيف وبغي وعدوان يجب ردعه بالقول والفعل .
12- مخاطبة المسلمين غير العرب بلسان التعميم وسوق النصوص المجتزئة عن وجوب الهجرة من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام، وإذا كانت هذه المصطلحات قد لا تجدي بالنسبة للمسلم العربي المقيم في بلد يقيم الشعائر الدينية، إلا أنها تجد صدًى لها عند المسلم المقيم في بلاد الغرب لأنه لا يجد مشكلة في تسمية تلك البلاد بلاد كفر خاصة إن كان مضطهدا لا يستطيع ممارسة شعائر دينه بحرية تامة.
13- ربط الإسلام بمفاهيم الولاء والبراء والتشكيك في صدق إسلام من لا يوالي ويباري في الله وجعل الولاء والبراء فكرة تقوم على القتل والذبح والحرق والتخريب لكل من هو ضد تنظيمهم .
14- ترديد عبارات مثل: الكفار الأصليون، المرتدون، الخونة ، العملاء ... مما يجعل المتلقي الساذج يعتاد هذا التعبير وتألفه نفسه شيئا فشيئا، فلا يجد مشكلة في أن أهل بلده كفار وأن جيشه خائن يجب قتاله .
15- كذلك مما يجذب الشباب لداعش شعورهم بالهوية الدينية تحت شعارات إقامة شرع الله ونصرة الحق وإعادة مجد الإسلام .
16- العزف على وتر مقاومة أمريكا وعملائها في بلاد المسلمين من الخونة الديمقراطيين أعداء الله .
17- التشكيك في مصداقية الخطاب الديني الوسطي لعلماء المسلمين وتنزيل أحاديث الغربة ك" طوبى للغرباء" على أنفسهم مما يجعلهم هم الغرباء أنصار الحق ومن عداهم على باطل .
وختامًا أؤكد أنه من الواجب علينا أن لا نترك العنان للجهل والأفكار الغريبة والمتطرفة التي يُمكن أن تبرر للبعض ظلمًا وزورًا اتهام الدين بالتحريض على اغتيال الإنسانية وترسيخ العداء بين الأديان والثقافات، وهو الذى يدعو إلى الحب والتعاون ونشر الفضيلة.
بين تزوير التاريخ وقلب المفاهيم

يحاول تنظيم داعش بكل الوسائل فرض واقع جيوسياسى على الأرض، وذلك من خلال تلبيس الوهم ثوب الحقيقة فى كل ما يكتبونه وينشرونه من آراء وأفكار على صفحات الصحف والمجلات أو وسائل التواصل الإجتماعي .
من هذه الأفكار مانشره ( حسين بن محمود ) على موقع ( باب الإسلام ) حيث يحاول التعرض لبعض المفاهيم والقضايا والأحداث السياسية والعسكرية للواقع العربي والإسلامي ، ويضع ماتواجهه الأمة الاسلامية من مشكلات في مقابل ماتقدمه داعش على أرض الواقع والحقيقة .
وهو أمر يحمل بين طياته خبث الواقع وسوء الطوية لأنه يقدم ماتٌقدِم عليه داعش - وماتمارسه من انتهاكات وتخريب -البديل الأمثل ، ويشير الي القول تلميحاً لا تصريحا بأن داعش نجحت فيما فشلت فيه دول العالم العربي والاسلامي مجتمعة .
والآن نعرض لبعض الأفكار التي أوردها معنونة كالتالي :-
1- مقارنة بسيطة
2- جامعة الدول العربية
3- الصورة البسيطة
4- الجهاد والاخوان المسلمون
5- مسألة طلب العون من الكفار
ويجمع الموضوعات الخمسة فكرة واحدة مفاداها " تقديم داعش وفكرها على أنه الخلاص للأمة الإسلامية " في لغة تخالف المعقول ، ومنطق يضرب في غياهب المجهول ، ورأى يجافي كل المتخيل والمقبول .
1- بدأ الكاتب سرد فكرته الأولى تحت عنوان " مقارنة بسيطة " يقارن فيها بين ميزانية داعش العسكرية وميزانية الولايات المتحدة الأمريكية ، ويخلص في النهاية من خلال تُرهات وأباطيل الى أن جيش داعش أقوى وفاعليته على الأرض أشد وأنكى ، والمؤسف أنه يوظف الآية القرآنية في هذا السياق توظيفاً فجاً ، لا الذي نزلت لأجله الآية القرانية ، والآية هى قول الله عزوجل " كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين " ويوحى من خلال ذلك الي الاشارة بصدق موقف داعش في إسقاط على موقف المسلمين يوم بدر ، وهو استشهاد يجافي الحقيقة ، ويبتعد عن الواقع .
2- في أدبيات داعش الفكرية يهيمن الآخر " الغرب أو أوروبا أو كل ما هو ليس مسلم أو إسلاميا " على هاجس أساسى ومنطلق فلسفى منه يعودون ، وإليه يبدأون فإن كنا قد رأينا في الموضوع الأول " مقارنة بسيطة " تجلى الآخر في صورة أمريكا " ، فإننا في الموضوع الثاني والذي حمل عنوان " جامعة الدول العربية " يتبلور بشكل واضح وصريح الآخر هنا وهو الغرب الكافر وما يحكيه من دسائس ومؤامرات ، ومنها انشاء : ( جامعة الدول العربية ) ، فهو يرى أن صاحب فكرة قيام هذه الجامعة :" أنتونى إيدن " ، رئيس وزراء بريطانيا الأسبق لكى يخرج العرب من تحت مظلة الاسلام الى مظلة العروبة ، وهذا قول مردود عليه تاريخيا و سياسيا ويردده أصحاب التوجه الاسلامى في مواجهة أصحاب الفكر القومى وهو أولا وأخيرا تفسير وتأويل لم يكن ليخطر على بال من نادوا وأسسواهذا الصرح . ويمكن الرد أيضا من ناحية أخرى بأن هناك منظمة المؤتمر الاسلامي تضوي تحت لوائها جميع أقطار العالم الاسلامي من كل فج عميق . ولكن لأن الدواعش افتقدوا المنطق الرصين ، ويحلقون في عالم ليس هو العالم الذي نعيش فيه وإنما عالم يصنعونه من خلال أفكارهم فقط .
3- تحت عنوان "الصورة البسيطة" وهو الفكرة الثالثة التي يضفي من خلالها على منطقه المِعْوَجّ صفة الحقيقة والحقيقة منها براء, لأنه يتوعد كل العالم الإسلامي من حكام ومحكومين بقطع الرؤوس عندما تدين لهم الأمور, لأن حربهم مقدسة ليست ضد الغرب "الكافر" فحسب, إنما ضد أعوان الصليبيين من حكام عرب ومسلمين وصفهم على حد قوله (ستفر هاربة) ويستعير في نهاية الفقرة مقولة الحجاج (إني رأيت رؤوسا قد أينعت وحان قطافها) وإذا كان هذا الداعشي ينظر إلى التاريخ القريب ولا يرى إلا تحت قدميه فقط فإن علاقة المسلمين بغير المسلمين حتى في حالة الحرب إلا استثناء في تاريخ البشرية, فكيف علاقة داعش بالمسلمين تكون على هذا النحو من التخويف والإرهاب.
- في فكرته الرابعة "الجهاد والإخوان المسلمون" يدافع عن الإخوان المسلمين, وهذا يؤكد الوشائج الفكرية والنفسية والروحية بين الإخوان وجميع الحركات المدعية تبني الإسلام منهجاً سياسياً في حياتها، حتى وإن تقنع بقناع أنه ليس منهم أو أن الداعشيين مغايرون للإخوان، وإنما من باب توزيع الأدوار يتم الإشادة بالجهاد الإسلامي لأنه يتبنى موقفاً متشدداً أكثر من جماعة الإخوان المسلمين.
ولا تسلم السعودية من إلصاق تهمة الخيانة والغدر من داعش ويحملهم المسئولية كاملة عن اليمن, بل إنه يذهب في غيّه أبعد من ذلك في قول أقل ما يوصف بأنه "خَرَف" عندما يصرح بأن السعودية قد باعت اليمن للإيرانيين وهو قول لا يصدر إلا من سفهاء الرأي والفكر.
وهكذا نرى داعش في محاولة يائسة منها لتصدير أفكارها الهدامة تقرأ التاريخ القديم والحديث وحتى القرآن الكريم الذي هو نبراس لكل حائر تقرأه بعين زائغة لا تعي من أدبيات القراءة حرقاً, ولابد من فهم النصوص وتفسيرها شيئاً, ونمّ ذلك عن قصور ذهني وعقلي علمي صريح وبين, يبتغون من وراء ذلك مأرباً سياسياً حتى وإن دثروه بعباءة دينية, لقد زاغت أبصارهم بعد أن ضلت بصيرتهم وصدق الله العظيم حين قال "خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين" (سورة الأعراف: 199)
لذا نؤكد على أن داعش تعتمد على تزوير التاريخ وقلب الحقائق لتروج لفكر منحرف هدام، وتتخذ من حماس الشباب المسلم ذريعة لتضليلهم والإيقاع بهم لتحقيق أهداف جيوسياسية وابتلاع العالم.
موقف الإسلام من أصحاب الديانات الأخرى

لا شك أنَّ هناك ديانات يعتبرها الإسلام حليفة بحكم مصدرها السماوي، مثل اليهوديَّة والنصرانيَّة، وهناك أديان أخرى تعتبر متخلفة وسُبة في جبين الإنسانيَّة مثل كثير من الأديان السائدة في الغابات والمجاهل، يجب أن تتعاون البشريَّة وخاصَّة أصحاب الأديان الثلاثة على إخراج البشريَّة منها، مثل عبادة بعض الطواطم، والنار، والشيطان، والإلحاد، وبعض الحيوانات، وعبادة بعض الشعوب للأجهزة التناسليَّة للرجال والنساء، فهذه كلها أصبحت في هذا العصر سُبة في جبين الإنسانيَّة، لا ينبغي أن يستمر أي فريق من البشر على التدين بها، مهما كان بلده أو قوميَّته.
أمَّا الأديان الكتابيَّة فيفترض أن تكون حليفة؛ لأنَّ الإسلام قد اعترف بصدق أنبيائها، وأكَّد على صدق كتبها، بل قام بنفسه بالتصديق عليها، والهيمنة عليها، والدعوة إلى تحكيمها، وقال (جل شأنه): (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) (المائدة:44)، ودعا أهل الإنجيل بتحكيم الإنجيل: (وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (المائدة:47)، فالقرآن المجيد يعتبر الخطاب الإلهي الوحيد القادر على إثبات صدقه وإثبات صدق النبوات، والكتب والصحف التي جاءت قبله، ولا نبالغ لو قلنا إنَّه لولا القرآن لما أمكن إثبات نبوة أي نبي من السابقين، ولا كتاب ولا صحيفة، فكان المفروض أن يعزز موقع القرآن المجيد لدى الأمم الأخرى، فذلك لصالح أولئك الرسل، وتوكيد صدق دعاواهم، ورسالاتهم، وما أنزل عليهم، ومن المؤسف أنَّ هذا الموقف القرآني العظيم لم يقابله الآخرون إلا بمزيد من الجحود والاستعلاء والتنكر.
هل نجد في الإسلام دعوة لأصحاب الأديان الأخرى في التعاون معه في حماية المستضعفين، والمحافظة على حقوق الإنسان، وحريَّاته؟
هناك دعوة إسلاميَّة صريحة لحماية الإنسان، من سائر ما يتهدده في نفسه وماله وعرضه ودينه وعقله، يقول (جل شأنه): (وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا)(النساء:75)، بل إنَّ الإذن للمسلمين بالقتال بعد سنوات طويلة من الأمر بكف الأيدي: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ..) (النساء:77) إنَّما جاء لحماية دور العبادة، ومن باب أولى المتعبدين فيها، فقال (جل شأنه): (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) (الحج:39-41).
ولكن الذي يحاول البعض طرحه اليوم هو دمج الأديان في منظمة واحدة، مثل منظمة الأمم المتحدة، ومنحها كافَّة الصلاحيَّات التي تسمح لها بالحذف والإضافة لكل دين من الأديان، بحجة توظيف الأديان لخدمة الإنسان، وهذا النوع من الوحدة لن يخدم أي دين لا سماوي ولا وضعي، ولن يخدم الإنسانيَّة، بل يخدمها أن يتعاون الجميع على احترام ما صدر من مواثيق إنسانيَّة بشريَّة تستنفر طاقات الدول والحكومات والهيئات المختلفة لحماية كرامة الإنسان، والحيلولة دون المساس بها بأي شكل من الأشكال، أمَّا تلك المقترحات، فهي مقترحات غير عمليَّة، ولن تكون في مصلحة أي دين، ولا نراها ستخدم البشريَّة، بل يخدم البشريَّة أن تتفق على أن اختلافاتها كلها هي اختلافات تنوع لا اختلافات تضاد، وأنَّ الله (جل شأنه) قد بعث النبيين وأنزل عليهم الكتب ليقوم الناس جميعًا بالقسط والعدل .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.