القهار اسم مخيف اذا اتصف به البشر ولكنه صفة عظيمة ومدح وثناء لله سبحانه وتعالى فهو اسم من اسماءه الحسنى وقد اختص نفسه بهذا الاسم لانه قهر نفوس العباد بالموت . وعندما يتيقن الانسان ان الله هو القهار يستشعر ضعفه وقله حيلته وهوانه فلا يتكبر ولا يتجبر بل يتواضع لغيره ويعلم ان من سخر له ما في الكون قادر على ان يذله ويصغره وان الموت نهاية المطاف لنا جميعا ومصير قد حسمه الله سبحانه وتعالى حينما قال ( كل نفس ذائقة الموت ) جميعنا مر بتجربة فقدان عزيز لديه والشعور بالحزن بموت احبابه وذويه ويبدأ الحزن كبيرا فهو فاجعة تكسر القلوب الا ان الله رحيم بعباده فهو يبلى ويقدر وقد انعم علينا بالنسيان فيبدأ الحزن يقل يوما بعد يوم لا ننسى احبابنا فهم دائما فى قلوبنا ولكن تلهينا مشكلاتنا ونستمر فى البحث عن ارزاقنا وتكملة مسيرتنا فى الحياة ونستمر فى اعمار الارض ونحاول ان نحقق ما يسعد امواتنا والذى كانوا يتمنون ان نحققه فى حياتهم ولكن لم تسعفهم الاقدار حتى يروا ذلك بأنفسهم . وسنظل فى دوامة الحياة حتى يأتى علينا نفس الدور الذى اصاب احبابنا وذوينا فنتذوق كأس الموت ولكن لابد ان نكون على اتم استعداد لهذا اليوم الذى لا مفر منه , فاللهم ارزقنا حسن اخاتمة وصالح الاعمال. فقد روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال في خطبته : يا عباد الله : الموت الموت ، فليس منه فوت، إن أقمتم له أخذكم، وإن فررتم منه أدرككم، الموت معقود بنواصيكم . ولذلك كان رسول الله يحرص جدًا على أن يكون إلى جوار الميت لحظة موته -خاصة إن كان مُكلَّفًا- ليساعده قدر ما يستطيع على أن يُحسِن خاتمته، وهذا من فرط رحمته بالمسلمين . لمزيد من مقالات سحر عبد الغنى