الإخوان الإرهابيون لا يبخلون على بنى جلدتهم من المصريين بتقديم قرائن ودلائل متتالية تؤكد خيانتهم وبغضهم لوطنهم وأهله، وسعيهم بجد ونشاط لتقويض ركائزه وأسسه المتينة التى تحميه وتصونه من مصائر أمم وشعوب ذاقت الأمرين، بعدما فرطت فى درعها الواقية متمثلة فى الجيش. فها هو حليفهم الوثيق الإرهابى عاصم عبد الماجد الهارب إلى قطر يفضح الإخوان وينزع عنهم ورقة التوت باعترافه بأن غرضهم ومبتغاهم من اعتصام رابعة العدوية كان تقسيم الجيش، وتحويل القوات المسلحة إلى معسكرين متخاصمين، حتى يستردوا عرش مصر الذى فقدوه بسوء ادارتهم للبلاد، واستعلائهم على العباد، واشاعة الفتنة بين الناس الذين تم تقسيمهم إلى فريقين احدهما مؤيد ومتعاطف مع الإخوان، والآخر ضدهم، فالأول من الأخيار والثانى من الأغيار الذين يستحقون إخراجهم من الملة . اعتراف عبد الماجد الملوثة يده بدماء كثير من الأبرياء يبين ويبرهن للمرة المليون على أن الإخوان هم من يقفون وراء جماعات الإرهاب فى سيناء والتى لا هم لها سوى استهداف جنود وضباط قواتنا المسلحة والشرطة المدنية، وفى طليعتها تنظيم بيت المقدس الإرهابى، ويتذكر الجميع التصريح الشهير للقيادى الإخوانى محمد البلتاجى الذى قال فيه: «إن ما تتعرض له سيناء من هجمات إرهابية سيتوقف فى اللحظة التى يعود فيها دميتهم محمد مرسى للقصر الرئاسى». فما يغيظ ويؤرق الإخوان وحلفاءهم أنهم فشلوا فى تحقيق هدفهم الخبيث بتكسير وحدة مؤسستنا العسكرية الوطنية، فهذه المؤسسة كانت وستظل عقدتهم وكابوسهم المخيف، لأنها كانت دائما بالمرصاد لمخططاتهم الشريرة واجهضتها على طول الخط، فهى العين الساهرة على أمننا القومى، ومن يسترجع تاريخها القديم والحديث سيتعرف عن قرب على أن السمة المميزة لها هى وحدة الصف والعمل ككيان متماسك لا يعرف التحزب والميل ناحية هذا الطرف أو ذاك، وأن عقيدتها القتالية تتمحور حول الدفاع عن تراب المحروسة من أعداء الخارج والداخل، وأن ولاء أفرادها للوطن وليس لنظام أو شخص. وما يزيد من غيظ ونقمة الإخوان وأنصارهم من المتطرفين نجاح قواتنا المسلحة وشرطتنا المدنية فى الحد من حركة وهجمات التكفيريين فى جزء صغير من سيناء، وإعادتهم إلى جحورهم، وتناقص أعدادهم، وخسارتهم ما تحت أيديهم من عتاد وتمويل، مما جعلهم يبعثون برسائل استغاثة لأقرانهم فى ليبيا وسوريا والعراق لمساعدتهم لإحساسهم باقتراب نهايتهم، وانضمامهم لكتاب تاريخ الإرهاب الأسود. الغيظ يزداد أيضا مع التفاف المصريين حول الجيش بعد أن اطلعوا على خبايا وأسرار الجماعة الإرهابية التى كشفت عن محاولتهم تكوين ميليشيات مسلحة على غرار الحرس الثورى الإيراني لتصبح بديلا لجيشنا الوطنى، والتخابر مع جهات خارجية بإمدادها بمعلومات سرية تخص القوات المسلحة، فضلا عن تبنى الجماعة الإرهابية لخطاب العنف وتدمير محطات الكهرباء والمياه والكبارى والمنشآت العامة بزعم أن ذلك من وسائل التظاهر السلمى!! وجن جنون الإخوان بإتمام مشروع قناة السويس الجديدة الذى لعبت القوات المسلحة دورا بارزا فى انجازه فى الموعد المحدد، بعد أن روجوا لفرية أنها لا تعدو كونها تفريعة للقناة القديمة، وأنها لن تعود بالفائدة على الاقتصاد المصرى، وبعد أن كانوا يراهنون على أن العالم سيقاطع مصر فإذا به يقبل عليها، ويسعى للاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة مع اعلانها عزمها تنفيذ العديد من المشروعات القومية الكبرى. ولم يتبق للإخوان سوى قطر وتركيا وبعض المنظمات المشبوهة، مثل «هيومان رايتس ووتش» التى تخاصم تقاريرها الموضوعية والنزاهة، وتفصح عن انحيازها لجماعات لا تخفى ميولها الإرهابية وتعمل لهدم الدولة ومؤسساتها. إذن كل المعطيات الراهنة تسير فى اتجاه معاكس لما يخطط له الإخوان ويأملونه، فهل سيؤدى ذلك لتوقفهم عن الكيد للقوات المسلحة والتآمر عليها؟ اعتقادى الشخصى أنها لن تتوقف وستواصل مؤامراتها ودسائسها ضدها عوضا عن مراجعة الذات والاقرار بتلاعبهم وغشهم للملايين الذين ظنوا لوهلة أنهم يحملون الخير لهذا البلد وشعبه، لذا فالحذر واجب فى الفترة القادمة لماذا؟ السبب يتلخص فى مساع يمكن أن يكون خلفها الإخوان لتشكيل جماعات جديدة تحل محل بيت المقدس التى تلفظ انفاسها الأخيرة فى سيناء وخارجها، والسند يوجد فى خبر ضبط السلطات اللبنانية للإرهابى أحمد الأسير فى مطار رفيق الحريرى قبل سفره لمصر بجواز سفر مزور. قدوم الأسير إلى مصر بالتأكيد ليس بغرض الاستجمام والراحة أو التوبة عن أفعاله وجرائمه فى صيدا، فالرجل يؤمن بفكر الجهاد وتربطه صلات وطيدة بتنظيم القاعدة، وكذلك مع التنظيمات الإرهابية المتطرفة بسوريا، ويجاهر بحتمية قتال الشيعة الذين يحاولون القضاء على السنة، وخاض معارك فى صيدا ضد الجيش اللبنانى الذى كان يدعو صراحة لمهاجمته وقتاله. فى ضوء هذه الخلفية فإن اختياره مصر يثير الشكوك فى أنه يجهز ويعد العدة لتكوين جماعة جهادية تكرس لمحاربة قواتنا المسلحة، وحتما نسق قبل مجيئه مع جهة أو جماعة ما تشاركه فى أفكاره لاحتضانه وتهيئة الأجواء لتمكينه من مد أنشطته لأرض المحروسة، وإن نظرنا للأمر من مختلف زواياه فإن كل الجماعات المتطرفة تستقى أفكارها من الإخوان ورجلهم سيد قطب. إن قصة الأسير لابد أن تكون جرس انذار ينبهنا لما يحاك ضد جيشنا الوطنى، وهو ما يتطلب تكاتفنا جميعا حوله، وسيخزى الله من يتآمر ويحقد عليه وسيكون مصيره التهلكة. لمزيد من مقالات محمد إبراهيم الدسوقي