فى دليل جديد على النجاح و قدرة قناة السويس الجديدة على استقبال جميع الانواع والاحجام والغواطس المختلفة من أسطول النقل البحرى العالمى وفى رد قوى على جميع المتشككين والمتربصين بالمشروع ، استقبلت قناة السويس الجديدة فجر أمس - وللمرة الأولى - أكبر سفينة حاويات فى العالم وهى السفينة الدانماركية « ميرسك مارستال » . وقد عبرت سفينة الحاويات العملاقة القناة الجديدة ضمن قافلة الجنوب قادمة من البحر الاحمر الى البحر المتوسط ، وبحمولة قدرها 200 ألف و360 طنا وبغاطس قدره 49٫6 قدما ، كما يبلغ طول السفينة 380 مترا والعرض 59 مترا .
وقاد السفينة اثناء عبورها القبطان حافظ حسين كبير مرشدين بهيئة قناة السويس وسط ظروف بالغة الصعوبة تمثلت فى العبور اثناء الظلام ووسط الشبورة المائية الكثيفة ، حيث حظيت عملية العبور بإشادة كبيرة من قائد السفينة لكفاءة مرشدى وقباطنة هيئة قناة السويس . كما استقبلت القناة الجديدة أمس ايضا ناقلة البترول العملاقة « كوست فلاينج » وترفع علم » هونج كونج بحمولة قدرها 161 الف طن وبغاطس قدره 54٫1 قدما ويبلغ طول الناقلة 332 مترا والعرض 60 مترا حيث تعد أكبر غاطس يعبر القناة الجديدة الى الان . وقد استقبل المجرى الملاحى لقناة السويس أمس 41 سفينة من المدخلين الشمالى والجنوبى بحمولة قدرها مليونان و129 الف طن ، من بينها 26 سفينة ضمن قافلة الجنوب والتى عبرت القناة الجديدة بحمولة قدرها 843 الف طن ، بينما استقبل المدخل الشمالى للقناة 15 سفينة بحمولة قدرها مليون و285 الف طن . وروى القبطان حافظ حسين كبير مرشدين بهيئة قناة السويس تفاصيل عبور أكبر سفينة حاويات فى العالم للمرة الاولى فى قناة السويس الجديدة، حيث اشار الى ان عبور هذه السفينة يعد انجازا كبيرا لأنه للمرة الاولى أقود سفينة فى قناة السويس الجديدة فى بيان عملى لما تدربنا عليه فى مركز التدريب البحرى والمحاكاة التابع لهيئة قناة السويس على العبور بالقناة الجديدة، حيث تم عبور السفينة بنجاح كبير وهو ما يؤكد مثابرة ودأب وطموح ومعدن الانسان المصرى الاصيل . واضاف ان السفينة تعد أكبر سفينة حاويات فى العالم وسبق لها ان عبرت القناة القديمة منذ عام ونصف العام ، وقال : « كنت أضع يدى على قلبى بسبب المتربصين والشامتين ، ولذلك كان هناك حرص زائد للحفاظ على سمعة مصر أولا». وتابع أن عملية العبور تمت فى ظروف صعبة بسبب نزول الشبورة المائية الكثيفة والتى غطت المجرى الملاحى اثناء العبور ، لافتا الى ان مواصفات القناة الجديدة من ناحية خطوط السير والعرض وانتظام الشمندورات والخرائط الالكترونية التى تم أعتمادها من منظمة الملاحة العالمية فضلا عن الثقة بالله ساعدتنا على العبور بسلام ونجاح . وأضاف ان قائد السفينة الدانماركى لم يغادر موقعه لحظة اثناء عبور السفينة كما لم أغادر دفة السفينة لحظة واحدة بالرغم من حرصى على اداء صلاة الفجر فى موعدها وذلك لنحافظ على الثقة التى اولاها لنا العالم ، خاصة وان الأمر يتعلق بعبور سفينة تتبع أكبر خط ملاحى فى العالم وتعد أهم « زبون لهيئة قناة السويس والزبون دائما على حق » ، ولذلك كان هناك حرص شديد على ألا تكون هناك مخاطرة اثناء العبور . ويشير الى ان سفينة الحاويات قد دخلت الى محطة الدفرسوار أى قبل دخول القناة الجديدة بحوالى ثلاثة كيلو مترات فى حوالى الساعة الثالثة و58 دقيقة فجرا ، ثم بدأت الابحار فى القناة الجديدة فى حوالى الساعة الرابعة وعشر دقائق فجرا وغادرت القناة فى الساعة الخامسة و55 دقيقة صباحا أى استغرقت رحلتها فى القناة الجديدة بطول 35 كيلو مترا حوالى ساعتين .
كما نزلت الشبورة المائية الكثيفة المجرى الملاحى فى حوالى الساعة الخامسة والربع واستمرت الى السادسة صباحا وحتى محطة القنطرة ، وقال : حفظى لخطوط السير ساعدنا على العبور بسلام ، وأضاف : « كنت أجلس أنا وزملائى من المرشدين فى مركز المحاكات ونلقن ويحفظ بعضنا بعضا خطوط السير والدورانات فى القناة الجديدة فضلا عن الاعتماد على الخبرة فى العبور بأكبر سفينة حاويات فى العالم بالقناة الجديدة للمرة الاولى » . وأضاف ان قائد السفينة الدانماركى شد على يدى وقال : « أشكرك للغاية .. فلقد مررت بتجربة عظيمة لأننى أرى قناة جديدة ومرشدين تابعين لهيئة قناة السويس يتحكمون فى السفينة بكل يسر وسهولة بمفهوم السهل الممتنع » ، مؤكدا ان الأمر الهام هو الحفاظ على سمعة مصر فى المحافل الدولية . من جانب آخر أكد مصدر مسئول بهيئة قناة السويس ان كراكات الهيئة او كراكات التحالفات الخارجية لم تتحرك الى الان الى ميناء شرق بورسعيد لبدء أعمال التطوير فى الميناء والتى ستتم بالتعاون بين هيئة قناة السويس والهيئة الهندسية للقوات المسلحة وتحالف دار الهندسة المسئول عن أعداد المخطط العام لمشروع التنمية بمنطقة قناة السويس ، مشيرا الى انه لم يتم الى الان الاستقرار او الاتفاق على الكراكات التى ستشارك فى اعمال التطوير وهل ستكون من هيئة قناة السويس أم من التحالفات الخارجية التى شاركت فى اعمال التكريك بقناة السويس الجديدة . وتابع المصدر ان مشروع تطوير ميناء بورسعيد سيتضمن إنشاء قناة جانبية بطول9٫6كيلو متر وبكميات تكريك قدرها 17 مليون م3 من الرمال المشبعة بالمياه ، مشيرا الى ان القناة تهدف الى اتاحة الفرصة امام السفن لدخول ميناء شرق بورسعيد مباشرة من البحر المفتوح ودون انتظار إخلاء طريق القوافل الخاصة بالسفن العابرة لهيئة قناة السويس .
وتابع المصدر ان أعمال التطوير فى ميناء شرق بورسعيد ستتضمن أيضا أقامة مناطق صناعية ومناطق لوجيستية وساحات للتخزين وأرصفة حيث سيتم عمل الارصفة على ثلاثة مراحل . وعلم « الأهرام » أن الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس قد عقد اجتماعا أمس مع كبار المسئولين بإدارة الكراكات بهيئة قناة السويس للإعداد لبدء عملية التكريك فى ميناء بورسعيد تنفيذا لتكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسى بالبدء فى مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس فى اليوم التالى لافتتاح قناة السويس الجديدة . وفى سياق متصل نفى مصدر مسئول بهيئة قناة السويس الاخبار التى ترددت عن غرق الكراكة « بركة » فى الكيلو 10 من ترقيم قناة السويس ببورسعيد ، مشيرا الى ان الواقعة تتلخص فى تصادم بين الكراكة واحدى القاطرات لم يسفر عنها اى خسائر فى الارواح او المعدات او تعرض الكراكة للغرق .
مميش: عبور 63 سفينة بحمولات 3.3 مليون طن
صرح الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس بأن بشائر الخير بدأت عقب افتتاح قناة السويس الجديدة مباشرة وذلك بعبور 63 سفينة من الإتجاهين وبحمولات بلغت 3.3 مليون طن، حيث عبرت القناة من الشمال 37 سفينة ومن الجنوب 26 سفينة عبرت بالمجرى الجديد للقناة. وقد أعرب الفريق مهاب مميش عن سعادته الغامرة بعبور هذا العدد الكبير من السفن وهو ما يعنى أن القناة الجديدة بدأت تحقق الهدف من إنشائها فى خفض فترات الانتظار داخل القناة. يشار إلى أن اليوم الاول للتشغيل الرسمى لقناة السويس الجديدة قد شهد عبور 54 سفينة منها 32 سفينة ضمن قافلة الشمال و 22 سفينة من قافلة الجنوب.
