«مصر تنير الشرق مرة أخرى» هو عنوان المرحلة التى نعيشها كمصريين ننتمى للوطن ونثمن انجازاته المشهودة والمتعددة على أرض الواقع على خارطة مستقبل بلدنا المشرق لعل أبرزها ما نعيش أفراحه الآن انها قناة السويس الجديدة التى كانت على مدار التاريخ وستظل ملحمة مصرية خالدة ؛ فقد شهدت احداثا غيرت وجه العالم ؛ بدءا من الفكرة حتى تنقيذها وشق القناة بأيدى المصريين مرورا بالحروب التى شهدتها، وصولا الى تطويرها بعد ثورة 30 يونيو وقد ارتبطت الثورات المصرية بقناة السويس التى اكتسبت أهمية عالمية لتشحذ همم الفنانين من اوروبا ابان شقها فى عصر الخديو اسماعيل ولعل أشهرها التمثال الذى يحمل مضمون المشروع وعنوان هذا الموضوع وقد حالت نفقات تكلفته دون اتمامه ليصبح أشهر تمثال فى العالم بعد أن أهدته فرنسا لأمريكا ليتغير عنوانه الى «تمثال الحرية» وقد كان ضمن تكليفات أخرى لهذا الحدث من الخديوى اسماعيل ليستل الفنانون أدواتهم ويبدعوا أعمالا خالدة عاشت فى وجدان الشعب المصرى الذى عايش الأحداث أو تعايش معها بين جنبات التاريخ من الفنانين المصريين أصحاب الانجاز المنير منذ ذلك التاريخ . امتدت الأعمال لتكون سجلا بصريا لهذا المجرى الملاحى الهام ، ولعل أشهر لوحات هذا الحدث الأسطورى والاحتفال المبهر بافتتاح القناة عام 1869 فى السادس عشر من نوفمبر هى لوحة الفنان الرائد محمود سعيد التى رسمها عام 1947 كواحد انتسب الى أفراد الأسرة المالكة خال للملكة فريدة زوجة الملك فاروق ، وقد سجل محمود سعيد مراسم هذا الاحتفال الحاشد فى مشهد مسرحى وتصدرت اللوحة الامبراطورة اوجينى زوجة نابليون بونابرت وعن يمينها امبراطور النمسا فالخديوى اسماعيل ويظهر فى الصف التالى ديليسبس الذى حصل على حق امتياز شق القناة باعتبارها أحد الانجازات الفرنسية على أرض مصر وباقى الوفود، وامتد المشهد المسرحى ليشمل جموع الشعب الكادح الذى قام بشق القناة فى الخلفية التى اشتملت على السفن والبواخر العابرة والمراكب التى تكمل فرحة ومظاهر الاحتفال ، تلك المظاهر التى تعددت واختار منها مشاهد أخرى بتكليف الخديوى الفنان الفرنسى «ادوارد ريو» الذى رسم مجموعة من اللوحات لأحداث الافتتاح ضمت احداها نجمة الاحتفال «اوجينى» فى العشاء الذى جمع الملوك وكبار الشخصيات المدعوة . لوحة بمليون و23 ألف دولار لوحات أخرى تعبر عن وقائع شق القناة بأيدى المصريين منها ما اتخذه الفنان عبد الهادى الجزار مشروعا لتخرجه فى كلية الفنون الجميلة عام 1965 تكريما لآلاف العمال المشاركين فى شق القناة بداية بالاسكتش «الرسم التحضيرى» بالألوان المائية ، وقد تم بيع هذا «الاسكتش» العام الماضى بمبلغ مليون وثلاثة وعشرين ألف دولار فى مزاد «كريستيز» بدبى ، وقد نفذ الجزار هذا الرسم فى اللوحة التى رسمها بالألوان الزيتية ويقتنيها متحف الفن الحديث بالقاهرة . لوحة التأميم احداث ارتبطت بالقناة اشهرها وقائع التأميم الذى آلت بموجبه قناة السويس للشعب المصرى ، وقد عبرعن هذا الحدث الفنان جمال قطب بألوان الجواش من خلال الخطاب المدوى الذى أطلقه الزعيم جمال عبد الناصروقد رسمه بملامح تعبيرية قوية وقبضة يده المتحدية معلنا فيه امام الجماهير تأميم قناة السويس شركة مصرية مساهمة ، وقد زينت المكان فى خلفية اللوحة صورة تحمل مبنى قناة السويس فى بورسعيد وتمثال الفلاحة تعبيرا عن المكان .. اختلفت الأدوات وظلت العناصر فى هذا المشهد حيث عبر عنه الفنان حسنى البنانى بالألوان الزيتية ، فرسم عبد الناصر بالطول الكامل تقريبا يحمل بيده خطاب التأميم واشتملت الخلفية على البعد مبنى القناة ببورسعيد المدينة الشاهدة على هذا اللقاء بين الشعب والزعيم . هذا الحدث فى اللقطة التالية له رسمه الفنان حامد عويس فى مشهد التفاف الشعب حول الزعيم بعد الخطاب وقد اكتظت الجماهير حوله لدرجة يصل معها المشاهد أنه لايجد متنفسا فى اللوحة . مدينة بور سعيد الباسلة مدخل قناة السويس الشمالى شهدت حرب 1956 وعبر عنها الفنان محمد صبرى بلوحته الزيتية الشهيرة عن هذه الحرب التى التحم فيها الشعب بالجيش فى مقاومة المعتدى وقد كان اللون الأحمر هو السائد ؛ لون حرارة الموقف ولون دماء الشهداء الذين سقطوا فى حروب مدن القناة الثلاث ، والشهادة أمل خير أجناد الأرض والشهيد هو رمز البطولات التى شهدتها القناة ، هذا الرمز الذى عبر عنه العديد من الفنانين : الفنان سيد سعد الدين فى عمله بالألوان الزيتية اتخذ من «خوذة» الشهيد رمزا له وضعها على «شاهد» المقبرة ، تحتضنه ابنة الشهيد بابتسامة الفخر والأمل ، هذا الرمز هو بطل العمل النحتى المجسم الذى أبدعه الفنان محمد العلاوى يرفعه زملاء الشهيد الى أعلى نقطة فى اتجاه السماء فى رمزية تعبرعن قيمة الشهادة عند الله وتقديرا لعلو مكانته ويعتبره الفنان من خلال مسمى العمل : «تحية للشهيد» أما حرب 1973 وعبور الجنود المصريين قناة السويس فى حدث تاريخى أيضا كان قرار الزعيم أنور السادات وقد عبر عنه العديد من الفنانين ضمت منحوتاتهم وأعمالهم الجدارية فى النحت البارز والفسيفساء بانوراما حرب اكتوبر بمدينة نصر، شملت احداها القادة العسكريين مع السادات أثناء متابعة أحداث الحرب على خريطة القناة التى أبدعها الفنانون : ممدوح عمار وأحمد نبيل وزكريا الزينى والنحت البارز للفنانين عبد المنعم الحيوان وعبد المجيد الفقى والغول احمد وصبحى جرجس وصبرى ناشد بالاضافة الى العمل النحتى لقارب العبور الذى نفذه الفنانون :عادل شعبان وطارق الكومى والذى يقع فى الفناء الخارجى المحيط بمبنى البانوراما ، وعبر الفنان حسين بيكار عن مصر تفتح بالانتصارفى هذه الحرب نافذة الحرية فى لوحة تعبر عن ذلك. رسم الفنان الشاب عمر عبد الظاهر مصر وشعبها نحو المستقبل بانجاز قناة السويس الجديدة ؛ مصر الفتية تحمل العلم المصرى بيدها اليسرى أما اليمنى فتحمل حزمة من زهور اللوتس، يرافقها ويضمها منطلقا معها مساندا لها الفلاح رمز هذا الشعب العظيم صاحب الانجاز الكبير. كما عبر الفنان محمود شكرى عن مصر تحمل غصن الزيتون يتقدمها الجندى رمزا لجيشها العظيم يحمى مكتسبات شعبها العظيم .