شاء حظي أن أبحر في نهر الدانوب ثاني أطول أنهار أوروبا الذي يمر بعشر دول أوروبية وكأنه يمر بواحدة فقط بسبب التنظيم الموحد بينهم ومن أشهر مدن أوروبا المطلة علي الدانوب بودابست وفيينا وبراغ وفيهم تجد المراسي المنظمة الآمنة وبوابات الدخول والخروج وتتولي السياحة في هذه الدول ثلاث شركات بقوانين واحدة تحكم ركوب هذا النهر سواء الإنتقال أو النزهة ، تتوافر في المراسي شروط الأمان من سقالات آمنة للوصول للسفينة أو الخروج منها ، لاسياحة في النهر بعد العاشرة مساءا ، لايتم حجز تذكرة ليس لها مقعد علي المركب ، علي ظهر التذكرة مكتوب كل إرشادات الأمان والحماية في حالة الخطر سترات وأطواق النجاة متوفرة في أماكن ظاهرة للعين . أما عندنا رغم أن تاريخ الملاحة في نهر النيل أقدم من تلك الأنهار ورغم أن شعب مصر من أقدم شعوب الأرض معرفة بالملاحة ، إلا أنك تستطيع ركوب النيل في أي وقت من الليل ، وما تزال وسائل النقل النهرية غير آمنة وغير صالحة آدميا ، وتكَات الإهمال والتسيب وعدم الإكتراث بأرواح البشر في مصر لامثيل لها في العالم ، فتصادم المركب النيلي وصندل البضائع بالوراق حدث لمخالفتهما القانون وتعليمات الإبحار ، فالمركب ليس له ترخيص إبحار والصندل الذي صدمه غير مسموح له بالإبحار ليلا وكان بدون أنوار وهو ما يتعارض مع قانون السير بعد الرابعة ، وتبين من التحقيقات أن لنش النزهة بدأ في الغرق في التاسعة والنصف مساءا والصندل كان قادما من جهة القناطر. أين كل القرارات والقوانين والتشريعات المنظمة للملاحة النهرية والإشراف علي شئون الملاحة، كيف لشعب سجل له التاريخ أول رحلة بحرية في العالم من مصر للصومال في عهد حتشبسوت عام 1491 ق.م أن يحدث له هذا ، كان أجدر بمصر أن تسبق دول العالم النهرية في الأمان والتطوير والنقل والتنزه في الماء . لمزيد من مقالات سهيلة نظمى