إحساس المواطن ب«الدولة» وفاعليتها و هيبتها يبدأ من ممارساته فى حياته اليومية، و التى يقع فى مقدمتها مظهر بسيط، ولكنه مهم للغاية وهو تنظيم المرور! إن الفرد منا عندما يسافر للخارج فإنه يلمس تقدم البلد الذى يذهب إليه أولا و قبل كل شئ من حالة المرور والانضباط فى الشوارع والميادين، فضلا عن الطرق السريعة بين المدن، و التى تعكس أهم قيمة فى المجتمع المتحضر، أي: احترام القانون.أقول هذا بعد أن قضيت إجازة نهاية الأسبوع فى قرية الصحفيين بالساحل الشمالى عند الكيلو 82 طريق الإسكندرية- مطروح، و أتحدث هنا عن طريق الساحل الشمالى الممتد من الإسكندرية غربا فى الاتجاه إلى مرسى مطروح، أى الطريق الذى تقع عليه اكثر من مائة قرية سياحية تزدحم بروادها و ضيوفها طوال شهور الصيف. لقد تصادف أن سرت أكثر من مرة فى ذلك الطريق، سواء بالليل أو النهار، و كانت فى كلتا الحالتين مغامرة خطيرة، فأنت تسير فى طريق يوحى بأنه لا توجد دولة، و لا يوجد قانون، فليست هناك حدود تحترم للسرعات، ولا احترام لحارات المرور، ولا توجد علامات إرشادية، فضلا عن الظلام الدامس الذى يلف الطريق مساء، و تقود سيارتك فى رعب من سيارات النقل العملاقة ، بمقطورات أو بدون، التى تجرى بسرعات مذهلة من حولك ، فضلا عن السيارات الخاصة التى يكاد قائدوها يطيرون بها! و أتساءل: اين رقابة المرور؟ هل يصعب مثلا وجود تحذيرات مرور صارمة؟ هل من المستحيل وجود شرطة متحركة على دراجات بخارية تطارد المخالفين و تسحب رخصهم على الفور كما تعرف ذلك ليس فقط البلدان المتقدمة و إنما ايضا بلدان عربية كثيرة حولنا، و أخيرا و إذا كانت المشكلة هى الموارد فما الذى يمنع فرض ضرائب أو رسوم على ملاك تلك القرى السياحية لتوفير تلك الموارد؟ أتمنى أن أسمع ردا من مسئولى المرور فى الساحل الشمالى!. لمزيد من مقالات د.أسامة الغزالى حرب