عاد المصريون يبهرون الدنيا.. عادوا يجددون ثقتهم في أنفسهم وفي قدراتهم المدهشة علي أن ينجزوا مايدخل في إطار المستحيل إذا توافرت الشروط اللازمة لإنجاز المهمة.. عاد العالم يلتفت لقدراتهم المعجزه كما إلتفت إلي وقائع قدرتهم في 25 يناير ثم خروجهم لاستردادها في 30/6 وتحديهم وانتصارهم علي كل ماوضع في طريقها من عقبات... قناتهم الجديدة أول جني فعلي لثمار ثورتهم الإنجاز الأول العملي علي الأرض للثورة البوابة الأولي للعبور.. لتحقيق ما نادوا به في الميادين: العيش والحرية والكرامة والتنمية والعدالة الاجتماعية.. شهادات كبار الخبراء المحليين والدوليين ورئيس غرفة الملاحة الدولية وأعضاء الغرفة بالأمس القريب عقب جولة موسعة في القناة الجديدة للاطمئنان علي الإنجاز العظيم للمصريين وأن قناتهم الجديدة جاهزة تماما لاستقبال جميع الأجيال الحالية والمستقبلية من السفن وتوافر عوامل الأمان الملاحي.. الخبراء يرددون ما نعرف ونثق أن مصر مقبلة عليه بإذن الله من آفاق للنمو والتنمية والازدهار بما منحها الله من إمكانات وثروات بشرية وطبيعية تنتظر القيادة والإدارة الرشيدة والأمينة والتي تدرك هذه الإمكانات وبالعلم وبالخبرات والمهارات والكفاءات التي يمتلكها المصريون تديرها.. لا خطوة أو إعلان أو قرار محض خيالات بعيدة عن الواقع، سبقت الدراسات كل خطوة وكل قرار وكل رقم عن آفاق الازدهار والنجاح القادمة بمضاعفة أعداد السفن العابرة ولمحاور التنمية وامتداداتها مابين بورسعيد والإسماعيلية وبين السويس والإسماعيلية والمناطق اللوجستية لرسو السفن والإنتاج والتجميع الصناعي وميناء شرق بورسعيد وعودتها مدينة حرة في إطار أوسع وأكبر يتنافس ويتسابق فيه مجموعات من شباب بورسعيد لتحويل مدينتهم إلي مدينة عالمية وكما كتبت الأسبوع الماضي كنت واحدة من أهل القناة الذين يتألمون لكنوزها المهدرة وتستطيع أن تقدم الخير والازدهار لمصر كلها ولا أحد ينسي المشروع الذي أرادت به جماعة الإخوان وتنظيمها الدولي لاقتطاع منطقة القناة من الجسد المصري وتسليمها لكيانات ودويلات علي استعداد أن تدفع مليارات لتشتري التاريخ والجغرافيا!! ما يعنيه الإنجاز الرائع للمصريين ومايحقق لمصر وللعالم ومايرسله من رسائل قوة وصلابة وارادة واستغلال واستقرار لمصر في مواجهة أعاصير وخطط التدمير والتفكيك والإرهاب التي أعدت للمنطقة وفي القلب منها مصر تجعل لا محل ولا مكان ولا غرابة من سخافات وتطاول وافتراءات وادعاءات وأكاذيب في رأيي أنها شهادة علي قدر أصحابها بأن إنجاز القناة الجديدة بما يعرفون جيدا وما تعنيه وما ستحققه لبلادها نسف وطير ما تبقي فيهم من عقل ورشد وهم يرون أنهم رغم كل ما يرتكبون من جرائم وينفذون من تعليمات لتعويق وإيقاف تقدم الحياة والبناء والتنمية واسترجاع واستتباب مقومات القوة والاستقرار . مصر الجديدة شعبا وقيادة قادرة علي الانتصار بنفس الكفاءة علي الإرهاب وفي معارك البناء والتنمية. لا تلتفتوا إلي منتجع الفشل والخيبة والعجز التي لايستطيع غيرهم المتنطعون والمتطاولون والتفتوا إلي استحقاقات ومطالب البناء فهذا الإنجاز العظيم ليس إلا البداية لإطلاق الطاقات الكامنة في هذا الوطن وفي أبنائه وإفشال مخططات الإحباط وصناعة اليأس والتشكيك في كل ما يحدث بأوهام أن يحققوا باليأس والتشكيك والفتن والأكاذيب ما فشلوا في تحقيقه بالقتل والترويع والإرهاب.. الحول والاضطراب العقلي يمنع الكارهين من إدراك حجم الفرحة والثقة التي يحسها المصريون.. لقد جدد إنجاز قناتهم بشروطه وتوقيته المعجز خبرات ومهارات وأيدي وأموال مصرية الثقة في الطاقات والقدرات الكامنة في أنفسهم.. الأكثر بساطة منهم يحدثك بفخر عما حدث ويرجو أن تفهم وتقدر معني الجهد العظيم لرفع 260 مليون متر مكعب رمالا مشبعة بالمياه خلال الأشهر التسعة الماضية من عمق البحيرات المرة ويقسم أنه سمع أنها تساوي 199 هرما كالهرم الأكبر. ويحدثونك عن المشروعات المهمة المقبلة وأولها 6 أنفاق تنهي للأبد غربة وعزلة سيناء وهي تربطها بالوادي والدلتا وتوطين من 4 إلي 5 ملايين مصري في المدن ومحاور التنمية الجديدة ويتحدثون بفخر عن الفروق بين حفر القناة الأم بالسخرة والتعذيب والموت الذي حصد 120 ألف مصري يدركون أن قناتهم الجديدة مشروع حب وطن وإعادة انكشاف واكتشاف للقدرات المصرية المذهلة. تعليقان يتكرران علي ألسنة كثير ممن التقي من المصريين تجمعهم تنويعات ثقافية مختلفة.. تطلع إلي الفوز بحضور افتتاح القناة.. إدراك وحس وطني بعظمة وقيمة الحرث.. تعليق ثان مما يتمنون ويطالبون أن يحدث في اليوم السابع من أغسطس أي اليوم التالي لافتتاح القناة.. أن تدار حياتهم وفق مقاييس الجودة والإتقان والعلم والتخصص ومحددات الزمان والأهداف والنتائج كما أدير وأنجز مشروع قناتهم أليس من حقهم أن يتساءلوا مادمنا نستطيع أن نضيف لقناتنا الأم قناة جديدة بأرقام وشروط قياسية ودون مبالغة يبدو بعضها مستحيلا لماذا نترك أغلب أمورنا المصرية تدار بهذا الترهل والفساد والعجز واللامبالاة والتخبط؟! من يصدق أن مشروعات طرق وكباري بدأت من عشرات السنين ولم تنته بعد؟! واذا انتهت فلا حساب ولا مراجعات علي أخطاء وخطايا تنفيذ فاشل يدفع من دماء الشعب مصانع بلا تراخيص تتحول إلي محارق وعصبة المحليات لا تحس وتتقاضي علنا وسرا من اللحم الحي للمواطنين مصانع دواء متهمة بإنتاج مواد قاتلة للأطفال وليس عندنا أبرع من التهرب والتحايل علي القوانين هذا إذا كان هناك سعي جاد لتطبيقها وفي الأغلب لا يحُاسب إلا من ليس لهم ظهر من نفوذ أو فساد!! الأسواق تمتلئ بالسلع المغشوشة والفاسدة [214 سلعة غير مطابقة للمواصفات.. فني بهيئة الرقابة الصناعية أخفي نتائج فحص العينات ومنع اتخاذ الاجراءآت القانونية ضد المصانع المخالفة أخبار اليوم 25/ 7/ 2015]. لا أريد أن أطفي البهجة التي تملأ قلوب المصريين بالأوجاع التي تقتلهم كل يوم ولكن روعة أنجاز القناة الجديدة هي التي تفرض المطالبة أن تُدار مؤسسات الدولة بالمقاييس والشروط التي تحقق بها الإنجاز العظيم.. هل استقلالية إدارة القناة منذ أعلنها الرئيس جمال عبدالناصر في 26 يوليو 1956 في قرار جمهوري يتكون من مادة واحدة «تؤمم قناة السويس شركة مساهمة مصرية» وفي ظل الاستقلالية توالت قيادات محترمة حتي الفريق مهاب مميش والفريق المقاتل من المدنيين والعسكريين بقيادة اللواء كامل الوزير رئيس أركان الهيئة الهندسية، فإذا كان يمكن أن يحدث لا قدر الله ولا كان إذا دخلت إدارة المشروع في خبايا وكهوف ومغارات الوزارات والسلطة التنفيذية.. فماذا لو تم تكليف حكومتنا الحالية بإنجاز القناة الجديدة!!!! لا تحتمل مصر ولا تستحق أن تظل تدُار بأسلوب صناعة الكوارث وترك ميراث عشرات السنوات من الفشل والفساد والإفساد والنهب والتجريف تتمدد وتواصل تعذيب وإهانة المصريين.. لقد آمنت دائما أن هذه الأرض الطيبة حباها الله وأفاض عليها الخير الكثير.. وأن مفاتيح كنوزها يجب أن تكون في أيد أمينة وعارفة وقوية ومخلصة تدرك أن أهم أسرار قوتها في احترام الشعب وفي إطلاق طاقاته وقواه الكامنة.. وإذا كان الله قد هيأ لمصر هذه القيادة واذا كان وأنجاز القناة الجديدة شهادة بما يستطيعه ويحققه المصريون إذا توافر المناخ والشروط والإدارة الكفء.. فلماذا تغيب عن إدارة جميع مؤسسات الدولة ما جعل المستحيل ممكنا بأيدي ومهارات وإبداعات المصريين. لمزيد من مقالات سكينة فؤاد