صحيح أنها حدثت منذ أكثر من 145 عاما، إلا إنها كانت لحظات أشبه بما تعيشه مصر هذه الأيام.. أياد تعمل بكل همة تسابق الزمن حتى تبدو بلادهم في أبهى صورة أمام ضيوفها من كل أنحاء العالم.. ما بناه المصريون آنذاك بالاستعانة بالمصممين الأوروبيين ، استمر بعضه حتى الآن شاهدا على هذا الانجاز، وردهات وطرقات "سراي الجزيرة"- الكائن بالزمالك حاليا تحت اسم "الماريوت"- تشهد على أحاديث الوفود الأجنبية التي أقامت به. اذ تم تشييده خصيصا ليكون المقر الرسمي لاقامة ضيوف حفل افتتاح قناة السويس، وعلى رأسهم الإمبراطورة الفرنسية أوجيني، بينما لا يزال تمثال ابراهيم باشا معتليا فارسه، يقف شامخا في قلب ميدان الأزبكية - كما كان يطلق عليه -. ذلك الميدان الذي تم تخطيطه بعناية، وأنشئ به فندق"نيو هوتيل" ليستقبل هو الآخر ضيوف افتتاح القناة، إلا أنه تم هدمه وبني مكانه فندق الكونتننتال في أواخر القرن التاسع عشر، ولايزال في موقعه حتى الآن في الميدان الذي يحمل حتى يومنا هذا اسم "الآوبرا" نسبة إلى إنشاء أول دار اوبرا ،ليس فقط في مصر بل في أفريقيا والشرق والاوسط، وذلك بتكليف من الخديوي اسماعيل، إذ تم الانتهاء من بنائها في أقل من خمسة أشهر، ليتم افتتاحها ضمن احتفالات القناة أيضا، وتعرض "ريجيليتو" لفيردي. الفنان سمير الغزولي أهدى"للأهرام" باقة من الصور النادرة لمراحل إنشاء سراي الجزيرة ودار الأوبرا وميدان ابراهيم باشا، لنستعيد أحداثا تاريخية تتماس بشكل وثيق مع الفترة الراهنة بكل ما تحمله من مشاعر التفاؤل والفرحة والأمل في غد أفضل..