يقول الشاعر محمد إبراهيم أبو سنة: أحس إحساسا جارفا بالغبطة والسعادة والحماس بمناسبة افتتاح قناة السويس الجديدة ،لأن هذا المرفق أو الشريان الحيوى العالمى الذى يربط قارات العالم بعضها ببعض يجعل من موقع مصر التاريخى والجغرافى مكانا مميزا مهما جدا لحركة النقل والاتصالات الدولية ،بالإضافة إلى انه يجسد بطولة الشعب المصرى وعزمه على الانتصار ومواجهة التحديات والسلبيات والصعوبات فى هذا الوقت القاسى من تاريخ الأمة. هذا الإنجاز يتم أولا بالإرادة السياسية القوية للرئيس عبد الفتاح السيسى الذى اختصر وقت العمل الفعلى من سنوات إلى عام واحد ، ويتم هذا الانجاز أيضا بفضل مساهمة الشعب المادية والاقتصادية الذى بادر بالتبرع لهذا المشروع العملاق من ماله القليل ، ولابد أن نتذكر هؤلاء الذين سفحوا العرق الغزير من الجنود والعمال والفنيين والمهندسين ، والشركات العالمية التى تكاتفت مع مصر من أجل هذا الإنجاز . ولعل فى هذه اللحظة نزف البشرى للشعب بأن مرحلة جديدة فى المسيرة الوطنية قد بدأت بتفعيل هذا المشروع والدخول لمرحلة العمل الفعلى وتسيير السفن الكبرى التى تعبر قناة السويس لان هذا ينقل الاقتصاد المصرى لمرحلة أفضل ، بالإضافة إلى انه يبث روح النهضة فى المنطقة المتاخمة للقناة فى الجانب الغربى (مدن القناة) والمناطق القريبة فى سيناء ،حيث نظن أن الحكومة وضعت الخطط لإنشاء عدد كبير من المشروعات ،وبهذا تكون النهضة الصناعية والاقتصادية والاجتماعية والسكانية فى خدمة الوطن ، وبشرى للشباب الذى نأمل أن يأخذ الفرص المتاحة للعمل والخروج من محنة البطالة التى يعانى منها الشباب المصرى بعامة . وفى هذه اللحظة لابد أن نتذكر العمال الذين حفروا القناة فى القرن التاسع عشر فى عهد الخديو إسماعيل ،ونترحم على الشهداء من العمال الذين استشهدوا ولم يذكرهم أحد أثناء حفر القناة الأولى ، وإذا كنا ننعم بقدر من الوفرة التى تتيحها لنا القناة من العملة الصعبة فهو من عرق ودم العمال المصريين . أيضا لابد أن نتذكر الزعيم الخالد جمال عبد الناصر الذى انتزع القناة من الغزاة وقدمها للشعب المصرى.