فى سنة 1832 كان يقوم بأمر القنصلية الفرنسية فى الإسكندرية شاب مغامر هو فردينان ديليسبس، ينحدر من أسرة ذات أصل اسكتلندى، استقرت فى فرنسا واحترفت الدبلوماسية.. ولم يكمل ديليسبس دراسته، ومع ذلك ألحقه أقاربه بالسلك القنصلى. وعندما فتش هذا الشاب فى أوراق قنصل فرنسابالإسكندرية- المسيو ميمو- عثر على أوراق مهمة، كان القنصل قد أخذها من راهب فرنسى يسمى الأب إنفانتان.. وتضم تصميمات وشروحا لمشروع حفر قناة تصل البحرين الأبيض والأحمر. وكان الراهب إنفانتان من أتباع جماعة سان سيمون الفرنسية، وهى طائفة من المفكرين الفرنسيين، كرسوا أنفسهم لوضع مشروعات إنشائية كبرى خدمة للإنسانية. وقد طلب إنفانتان من الوالى محمد على باشا الإذن بالتنفيذ إلا أن محمد على رفض الفكرة.. فأخذها ديليسبس، وأقنع بها الخديو سعيد، الذى تولى عرش مصر فى عام 1854 .. وهكذا بدأت قناة السويس تعرف طريقها للوجود. قناة سيزوستوريس حفرت مصر قناة سيزوستوريس، فى العصور القديمة والوسطى لتصل البحر الأحمر بالبحر الأبيض عن طريق قناة من البحر الأحمر إلى النيل، وقد طمرتها الرمال أكثر من مرة، وأعيد حفرها. والواقع أن فكرة إيصال البحرين أحدهما بالآخر هى فكرة مصرية قديمة قدم مصر نفسها.. وليس ذلك بغريب إذا علمنا أن نفرا من الجيولوجيين يقولون إن البحرين كانا متصلين فى أزمنة سحيقة، وإنهما انفصلا نتيجة لهزة أرضية.