شاءت الأقدار أن يتحقق حلم حفر قناة السويس على يدى شاب فرنسى مغامر أتى إلى مصر عام 1832 . وكان ديليسبس شابا مرحا خفيف الظل، اشتهر بالرقص والبراعة فى ركوب الخيل.. وكان أبوه ماتيو ديليسبس قنصل فرنسا بالقاهرة، فقدمه إلى الباشا محمد على. وقد أعجب محمد سعيد- ابن محمد على- بالشاب الفرنسى، فاتخذه صديقا.. ومن هنا كان نجاح ديليسبس فى إقناع سعيد- بعد أن تولى حكم مصر- بأهمية مشروع حفر القناة.. وهكذا قدرت الأقدار لشاب لم يدرس الهندسة، ولم يكن مهندسا، أن يتصدى لأكبر مشروع هندسى فى القرن التاسع عشر. وقد تزوج ديليسبس مرتين؛ الأولى وهو فى شرخ الشباب، والثانية وهو فى الثالثة والستين من عمره.. وهذه هى صورته مع زوجته الأولى وأولاده منها.. ويشير التاريخ إلى أن ديليسبس كان حريصا على أن يكفل لكل واحد من أسرته مستقبلا مضمونا.. ويوفر له حياة كريمة.. وكان فى مشروع القناة ما وفر له ذلك!
الزوجة الثانية رغم أن فردينان ديليسبس كان فى الثالثة والستين من عمره.. إلا أن المدموازيل دى لامال، وهى فى الثانية والعشرين من العمر، وقعت فى حبه فى فرنسا، فصحبها إلى مصر فى أثناء حفر القناة، ثم تزوجها بعد حفل الافتتاح بسبعة أيام فى كنيسة الإسماعيلية.