الثقافة المفقودة بالرغم من التصريحات الرسمية للدولة بوجود معدل بطالة يصل الى 13% فإنى أتعجب من وجود إعلانات فى العدد الأسبوعى لأهرام الجمعة لآلاف الوظائف الشاغرة فى جميع التخصصات الفنية والمهنية بخبرة وبدون خبرة، بل ان العشرات من رجال الأعمال وأصحاب المصانع يشتكون من عدم وجود العمالة اللازمة لهم، هذا بخلاف تصريحات وزارة القوى العاملة الأخيرة والصادمة عن إحجام الشباب لشغل 58 ألف فرصة عمل بحجة أنها لا ترضى طموحاتهم. إننى لا أفهم ان يقبع 25% من السكان تحت خط الفقر مع وجود هذا العدد من الوظائف؟ وأتساءل هل الإنسان فى جميع مراحل حياته له رفاهية الحق فى اختيار نوع الوظيفة أو مكانها أو المرتب المناسب له؟ وللأسف ثقافة العمل المفقودة لها تبعياتها السلبية فى تطوير مناحى حياتنا فى الصحة والتعليم وجميع الخدمات الأخرى فكيف للدولة وحدها ان تمول نظاما مثل التأمين الصحى الشامل بدون خصم نسبة معينة من مرتبات العاملي،ن وليس جيوش العاطلين بها. إن جميع الدول المتقدمة يعمل ابناؤها فى الإجازة الصيفية لتوفير نفقات التعليم الخاص ونحن نعانى من آلاف المقاهى المكتظة بأبنائنا حتى الساعات الأولى من الصباح ونتمسك بوهم التعليم المجاني.. نحن نحتاج إلى ثورة فكرية حقيقية يقودها ابناء مصر المخلصون تعلى قيمة العمل والعامل أيا كان موقعه أو راتبه، فهذا السبيل الوحيد لتحقيق النمو الاقتصادى المرجو لكى تعبر مصرنا هذه المرحلة الحرجة. د.هالة عصام الشيخ