تستعد مصر للاحتفال بيوم المجد يوم الخميس المقبل، والذى يشهد افتتاح صرح حضارى معدود فى تاريخها منذ عصر بناة الأهرام، ولننفض عن قلوبنا صدأ الفساد والتواكل الذى غرسه أعداء الأمة فى أرضنا، ولنستكمل طريق الأجداد الذين حفروا قناة السويس منذ نحو 150 عاما، بدمائهم وأرواحهم ليبدأ إنسان جديد انتظر لحظة الانطلاق طويلا، لتكون القناة أول وأفضل شريان مائى تجارى فى العالم، ولتجدد أيادى الأحفاد ما أرساه الأجداد، ويكفى أن خبير ملاحة دولى قال أخيرا : إن سواعد 40 ألف مصرى صنعت معجزة عالمية هى القناة الجديدة بما يساوى إقامة 200 حجم الهرم الأكبر، وأن المجرى الجديد سيرفع معدلات التجارة العالمية بمستوى غير مسبوق ، فالمتوقع وحسب بعض الخبراء أن العائد من القناة فى عدة سنوات، سيتخطى الديون الداخلية والخارجية ، وبما يعادل نحو خمسة (تريليون) جنيه ، من ناتج صناعاتها وتصديرها دون عناء، والأهم من ذلك أن نشاطها المصاحب يستوعب أكثر من مليون شاب، فالمشروعات واعدة ومضمونة بإذن الله، وتتشعب فى مجالات كثيرة وحيوية لخدمة السفن وصناعاتها، والإنتاج الصناعى القائم على كنوز سيناء وإمكانات مصر كاملة، وخامات زراعية وصناعية مهدرة منتشرة فى أنحاء مصر وحتى بالجبال والصحراء وهى لا تنتهى، بينما يمكن القول ، وحسب توصيف الخبراء : إن إقليم القناة أصبح " عاصمة مصر الاقتصادية " ، فلم يعد فى وادى النيل والدلتا شئ للمستقبل سوى تكدس السكان بطريقة غير آدمية ، وصعوبات الحياة، وانعدام الإنتاج الخلاق والمتميز، فانتقلت مصر الحديثة لمستقبل جديد وقفزة تاريخية للمنطقة الجديدة تماما ، بينما الشرق فى مصر يفتح ذراعيه للمستقبل، وأصبح الخير الواعد سبيلنا بالاتجاه شرقا، حيث تزحف الجحافل البشرية بطاقاتها العلمية والتنموية، لتعمير المنطقة وأولها سيناء التى هجرناها على مر التاريخ، ومافيها من سواحل غنية بالمناطق السيان حية والأثرية، ولوقت قريب كان غير مسموح لأهلها بالعبور من القناة ، حتى جعلناهم منفصلين عمليا عن وطنهم ، لايعرفون الوطنية ولا يخدمون فى شرف الجندية دون ذنب جنوه، وهذه هى الفرصة التى نعوضهم فيها الكثير ، وحسنا فعل مجلس الوزراء عندما وافق على تمليك الأراضى لبدو سيناء، وإحياء المنطقة بالمشرعات الممتدة فى قلب الأرض الطيبة التى روتها دماء الملايين من جنود مصر على مر العصور، لينتفض من قلبها الخير وليزحف شعب الدلتا والنيل إلى الشرق لأول مرة وننظر لمشرق الشمس، ونعمر سيناء التى ظلت خاوية من السكان ،حتى أصبحت مطمعا للاحتلال والاستعمار ، وبرغم أن حجمها يساوى سدس مساحة مصر، فليس بها سوى أربعمائة ألف نسمة ، بما يساوى سكان شارع بالقاهرة . وعلى اعتبار أن إقليم القناة هو الحل السحرى لكل مشكلاتنا، فهو مشروع ولأول مرة يمس حياة وأسرة كل مواطن ، لذلك فإن هناك ضرورة أن يخصص مجلس وزارى لإدارة الحركة المتكاملة إقتصادية واجتماعية ، وحتى السياسية لإنجاح المجتمعات الجديدة، ودراسة تراكيبها لتتواءم نحو العمل القومى والإنتاجى، وتلافى المشكلات نتيجة تنوع الشرائح البشرية ، فالقضية هنا ليست احتفالات فقط ، ولكن فى استيعاب فكر المستقبل والقفزات والخطوات المتسارعة المتواكبة مع هذا المشروع الضخم ، فالدور الآن على الشعب ، الذى يحتاج تنظيما فى مستوى كل هذه الطموحات وبنفس قوتها ، مرتبطا بخطة دولة وتنسيق وزارات، وليكتمل العمل الحضارى الكبير .. تحية لشعب الإنجازات ورئيسه الذى قرأ المستقبل من خلف الغمام ، ونادى نداء الفداء للوطن والمستقبل . لمزيد من مقالات وجيه الصقار