سعى بعض الناصريين للإساءة الى الزعيم الراحل جمال عبد الناصر فى ذكرى الثورة، وكان على رأس هؤلاء نجله عبد الحكيم الذى غابت عنه اللياقة السياسية فى حديثه عن الرئيس الراحل أنور السادات أثناء الاحتفال بالذكرى فى ضريح ناصر. وإذا كان ما نقلته المواقع والصحف عن عبد الحكيم فى حق السادات والزعم بأنه سرق ثورة يوليو بعد وفاة ناصر وأنه حطم انجازاتها، فهذا كلام أجوف، وكان يتعين على عبدالحكيم التريث قليلا قبل الوقوع فى الشرك. الموقف استدعى بطبيعة الحال تدخل عائلة الرئيس السادات، وانبرى عفت السادات للدفاع عن رمزهم، وليشن بدوره هجوما عنيفا على عبد الحكيم، وقد استغل المناسبة ليبلغه بأن سلبيات 23 يوليو أكثر بكثير من ايجابياتها وأن ناصر سبب رئيسى فى الخراب الذى حل بمصر والذى ما زلنا نعانى منه حتى الآن، ولم يترك عفت السادات واقعة التطاول على رمز عائلته تمر هباء، فهو تعمد تذكير عبد الحكيم بقرارات ناصر الفاشلة بخوض مصر حروبا فاشلة أنهكت الجيش لتكون هزيمة يونيو خير شاهد على فشل العهد الناصرى، ناهيك عن تعمد تغييب النظام الديمقراطى حتى الآن فى ظل استماتة كل نظام فى الاستيلاء تماما على الحكم، أما الحياة النيابية فلها رب يحميها. لقد دمر عبد الحكيم كل ما كتبه الناصريون فى ذكرى الثورة ، وأضاع كل جهودهم فى تبييضها أمام الشعب، وكان حرى بنجل الزعيم الراحل قراءة ما نشرته الصحف مؤخرا نقلا عن أبناء أعضاء مجلس قيادة الثورة، وكيف أطاح بهم عبد الناصر خاصة كلما راجعوه فى أهمية تعميم النظام الديمقراطى، وكيف ضحت الثورة بكل هؤلاء فى سبيل الاستئثار بالسلطة. لطالما كتب الناصريون عن التكوين الإنسانى لعبد الناصر و«يوليو الحلم» ونسوا الإشارة الى مذكرات شمس بدران، وزير الحربية فى عهد ناصر الذى لا يزال يبكى عندما يتذكر كيف اعتقلوه وعذبوه لمجرد مساندته موقف عبد الحكيم عامر ضد ناصر، وأنصفه السادات. لمزيد من مقالات محمد أمين المصري